كلف الرئيس اللبناني ميشال سليمان السياسي تمام سلام تشكيل حكومة جديدة، سيبدأ مشاوراته الخاصة بتوليفتها يوم غدٍ الاثنين، بعد نيله تأييدا برلمانيا ساحقا من قبل مختلف الاطراف السياسية المتنافسة.. فيما تعهد رئيس الحكومة المكلّف تشكيل حكومة مصلحة وطنية تحتضن كل الفئات السياسية، مشيرا الى أن الإجماع على تسميته يعني الانتقال الى مرحلة الانفراج لتعيد الى المواطن اللبناني الامن والاستقرار وأكد حرصه على حماية لبنان من الاخطار المتأتية عن النزاع في سوريا المجاورة وإخراجه من «الانقسام والتشرذم السياسي».
وبشبه إجماع نيابي، من ضفّتَي الانقسام اللبناني (8 و14 آذار) وما بينهما من حالة وسطيّة، بلغ 124 صوتاً من أصل 128، عادت الرئاسة الثالثة الى منزل آل سلام مرة إضافية، إذ دخل نائب بيروت تمام صائب سلام الى نادي رؤساء الحكومات، بعدما كان دخل النيابة مرتين عامَي 1996 و2009 حيث كلف تشكيل الحكومة الرابعة والعشرين منذ بداية الاستقلال، والـ73 في تاريخ الجمهورية اللبنانية، لتبدأ بعد ذلك الرحلة الأصعب، وهي رحلة التأليف ومن بعدها البيان الوزاري.
وقال سلام بعد أن شكر الرئيس سليمان على «الدور الوطني الذي يقوم به» وشكر الكتل البرلمانية على الإجماع النيابي في ظل الظروف الحالية «قبلت هذا التكليف وأنا أدرك حساسية المرحلة، وآمل أن تتابع القوى هذه الإيجابية في المشاورات» مؤكدا أنه لم يتعهد لأي جهة بأي شيء بل «تعهدت فقط بالمصلحة الوطنية للبنان»، مؤكدا أنه ينتمي اليوم إلى كتلة الوطن الكفيلة بلم شمل الفرقاء السياسيين.
حكومة مصلحة وطنية
وفي كلمة قصيرة أمام الصحفيين بعيد تكليفه، أبدى سلام اعتزازه بالإجماع الذي حصل عليه والذي قال إنه يعيد إلى الديمقراطية حيويتها وإلى المؤسسات النيابية دورها، معتبرا أن هذا الإجماع النيابي يحمل مؤشرات من القوى السياسية على الرغبة في الانتقال إلى مرحلة من الانفراج.
وتعهد سلام، الذي سيبدأ مشاوراته يوم الاثنين بتجنيب لبنان «المخاطر المتأتية من النزاع السوري» وأكد أنه سيسعى إلى تشكيل حكومة مصلحة وطنية، مشيرا إلى أن «كل شيء مرهون بالمشاورات ولن نتسرع في الحديث قبل ذلك». وأكد أنه سيمد يده الى الجميع، قائلا إنه قبل التكليف «إيمانا بان الواجب يفرض تحمل المسؤولية والعمل من أجل مصلحة الوطن بالتعاون مع جميع القوى السياسية». وأضاف أنّ «المهم ان تنعقد الخناصر لنتمكن معا من انجاز الاستحقاقات الدستورية»، في اشارة الى الانتخابات النيابية التي لم يتوصل الفرقاء اللبنانيون بعد الى اتفاق حول قانون تجرى على اساسه.
وقال سلام انه ينطلق ايضا «من ضرورة توحيد الرؤى الوطنية والاتفاق بسرعة على قانون للانتخابات النيابية، يحقق عدالة التمثيل لجميع المواطنين والطوائف والمناطق».
فرصة طيبة
وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري تكليف سلام بـ«الفرصة الطيبة لإعادة الصفاء بين اللبنانيين»، فيما أشار النائب ميشال عون الى ضرورة «تشكيل حكومة وحدة وطنية بين جميع مكونات الوطن»، مذكّراً بـ«زمن القرنفل» أيام الرئيس الراحل صائب سلام وبشعار «اللاغالب واللامغلوب».