استمراراً للفصل الجديد من التوتر الذي يشهده العالم في الأزمة الكورية، أعلنت سيؤول أمس أن بيونغيانغ تستعد لإطلاق صاروخ جديد خلال هذا الأسبوع، فيما قررت واشنطن تخفيف التوترات بتأجيل تجربة اختبار صاروخ بالستي عابر للقارات مراعاة لكوريا الشمالية، وفيما شن الرئيس الصيني شي جينبينغ هجوماً مجازياً بقوله «لا يملك أي بلد الحق في دفع آسيا الى الفوضى»، دخلت سويسرا على الخط عارضة وساطتها لاستضافة مفاوضات بين أطراف الأزمة.
وقال كيم جانغ سو كبير مستشاري الامن لدى رئيسة كوريا الجنوبية أن تجربة إطلاق صاروخ أو أي استفزاز آخر يمكن أن تحصل قبل أو بعد يوم الاربعاء المقبل، الموعد الذي حددته كوريا الشمالية للدبلوماسيين الاجانب لمغادرة بيونغ يانغ.
وقال كيم "ليس هناك مؤشرات على حرب شاملة حالياً لكن الشمال يستعد لاحتمال حصول حرب محدودة".
إلى ذلك، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن «البنتاغون أجّل تجربة صاروخ بالستي عابر للقارات كانت ستجري الأسبوع المقبل في كاليفورنيا وذلك بسبب التوتر بشأن المسألة النووية مع كوريا الشمالية».
وأوضح هذا المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن «وزير الدفاع تشاك هاغل قرر تأجيل تجربة (مينوتيمان 3) وهو صاروخ بالستي عابر للقارات ويحمل رؤوساً نووية، من قاعدة فاندنبيرغ الجوية حتى الشهر المقبل كي لا تفسر بأنها جاءت كي تؤجج الازمة القائمة مع كوريا الشمالية».
في السياق، أعلن مسؤول كوري جنوبي أن بلاده والولايات المتحدة ارجأتا اجتماعاً عسكرياً مهماً كان يفترض أن يعقد منتصف أبريل الجاري في واشنطن بطلب من سيؤول بسبب أجواء التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وفي طوكيو، قالت مصادر حكومية يابانية إن وزير الدفاع إتسونوري أونوديرا، سيطلب من القوات المسلحة في بلاده الاستعداد للتصدي للصواريخ الكورية الشمالية في حال إطلاقها. ونقلت وكالة الأنباء اليابانية «كيودو» عن مصدر، قوله إنه «لا يوجد احتمال قوي بأن تستهدف الصواريخ اليابان ولكننا قررنا أنه علينا الاستعداد لأي طارئ».
وساطة سويسرية
وفي سياق الحل الدبلوماسي للأزمة، عرضت سويسرا التوسط لحل الأزمة الكورية، وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية السويسرية في بيان إن «الوزارة أجرت اتصالا مع السلطات الكورية الشمالية مؤخراً» لكنها أضافت أنه «لا توجد أي خطط حالياً لإجراء محادثات».
وأضافت الناطقة: «سويسرا على استعداد للمساهمة في تهدئة الوضع بشبه الجزيرة الكورية وهي مستعدة دائما للمساعدة على إيجاد حل - إذا كانت هذه هي رغبة الأطراف (المعنية)- مثل استضافة اجتماعات بين كوريا الشمالية والأطراف الأخرى على الأراضي السويسرية». ويعتقد أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون قضى عدة سنوات في سويسرا للدراسة تحت اسم مستعار.
تحذير صيني
وفي تحذير شديد اللهجة، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ أنه «لا يملك أي بلد الحق في دفع آسيا الى الفوضى»، بدون أن يذكر كوريا الشمالية والولايات المتحدة. وقال شي: «من غير المسموح لأحد دفع المنطقة، إن لم يكن العالم، الى الفوضى بسبب أنانيته».
وأضاف شي الذي كان يتحدث بحضور عدد من رؤساء والدول في المنتدى الاقتصادي السنوي في بواو الجزيرة الواقعة جنوب هينان: «علينا التحرك بالتشاور لتذليل الصعوبات الكبرى من أجل ضمان الاستقرار في آسيا التي تواجه تحديات جديدة طالما أن هناك قضايا حساسة وتهديدات أمنية تقليدية وغير تقليدية».
تهدئة بريطانية
من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»: «نشعر بالقلق إزاء المخاطر المترتبة على سوء تقدير النظام الكوري الشمالي الذي يحاول تبرير عسكرة الموقف من خلال تكثيف التهديدات الخارجية». وحذّر هيغ قادة كوريا الشمالية من أنهم «اختاروا الخيار الخاطئ بين العزلة والانخراط مع المجتمع الدولي وسيقودون بنهاية المطاف بلداً محطماً بلا أصدقاء». وقال وزير الخارجية البريطاني إن الأسابيع الأخيرة «لم تشهد أية تحركات عسكرية واضحة تنسجم مع تهديدات بيونغيانغ بغزو كوريا الجنوبية».
بكين تطلب الحماية
أعربت الخارجية الصينية عن قلقها الشديد من تزايد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، مشيرة إلى أنها طلبت من بيونغيانغ حماية دبلوماسييها وطاقم سفارتها وقال الناطق باسم الخارجية الصينية، هونغ لي، أن الصين طلبت من كوريا الشمالية حماية دبلوماسييها وطاقم سفارتها، بموجب القانون والأعراف الدولية. يو.بي.آي
إغلاق مصانع جديدة
أعلنت وزارة الوحدة الكورية الجنوبية أنه جرى تعليق الانتاج في تسعة مصانع بالمجمع الصناعي المشترك في كوريا الشمالية أمس. وأفادت الوزارة بأن «13 من إجمالي 123 شركة كورية جنوبية علقت عملياتها في مجمع (كايسونج) الصناعي المشترك على الحدود بين الكوريتين حتى الآن منذ إغلاق الحدود. د.ب.أ