أخذ التصعيد بين المعارضة الكويتية والحكومة منحى جديداً بعد مصادمات القوات الأمنية مع المتظاهرين في ساحة الإرادة عقب ندوة «كفى عبثاً» التي وجهت انتقادات غير مسبوقة لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح.. في حين اتهمت وزارة الداخلية الكويتية المتظاهرين الذين نظموا مسيرة احتجاجية أمام مقر مجلس ليل الإثنين بالعمل وفقاً لـ«مخطط مسبق»، فيما قابلت المعارضة التصعيد الأمني بالدعوة إلى اعتصام أمام البرلمان.
واتهمت وزارة الداخلية الكويتية المتظاهرين الذين نظموا مسيرة احتجاجية في ساحة الإرادة (المقابلة لمقر البرلمان الكويتي) بالعمل وفقاً لـ«مخطط مسبق» لمهاجمة عناصر الأمن، ولفتت إلى أنها اعتقلت عدداً منهم واتخذت الإجراءات اللازمة بشأنهم، مشيرة إلى إصابة بعضهم وعدد من رجال الأمن بجروح.
وقالت الوزارة في بيان صحافي، إنها اعتقلت «خارج الساحة المقابلة لمجلس الأمة عدداً من مثيري الشغب والعنف ومنظمي المسيرات ومن المتعدين على رجال وأجهزة الأمن وأحالتهم إلى جهات الاختصاص، حيث تم اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنهم». وذكرت أن ذلك «لم يثن بعض مثيري الشغب والعنف وفق مخطط معد سلفاً من الاحتكاك برجال الأمن والتعدي عليهم بإلقاء الحجارة والزجاجات، كما أسقطوا الحواجز الحديدية وأتلفوها مما أصاب عدداً من رجال الأمن وعدداً من المتجمهرين أنفسهم بإصابات مختلفة استدعت نقل بعضهم للمستشفيات».
ونددت الوزارة بـ«تصرفات بدرت عن عدد من المتظاهرين الليلة الماضية وخروجهم على القانون واتباع سياسة الشغب والإضرار بمصالح المواطنين وتهديد أمنهم» لا سيما مع تزامنها مع استضافة الكويت مؤتمر قمة حوار التعاون الآسيوي.
وأضاف البيان أن «عدداً من المتظاهرين والمتجمهرين قاموا بتنظيم مسيرات وأعمال شغب وعنف خارج نطاق الساحة المخصصة للتظاهر السلمي والتعبير عن حرية الرأي، ما أدى إلى إعاقة حركة السير وتعطيل المصالح على الرغم من تحلي رجال وأجهزة الأمن بالصبر وضبط النفس إلى أبعد الحدود». وأكدت الوزارة «حرصها على حرية التعبير والتزامها التام بالحياد لضمان أقصى درجات الحماية الأمنية ومن جميع الاتجاهات لولا تجاوز بعض المتظاهرين».
وقالت إنها ستواصل العمل على منع مثل هذه الممارسات غير القانونية والتصدي لها، مناشدة الجميع ضرورة التعاون معها والتسامي فوق مثل هذه الممارسات الخاطئة والبعيدة كل البعد عن حق التجمع السلمي وحرية التعبير المكفولة للجميع، حفاظاً على الوحدة الوطنية وباعتبار ذلك ضمانة حقيقية لأمن الوطن وسلامته واستقراره.
وكانت تقارير ذكرت أمس أن الشرطة اعتقلت خمسة أشخاص احتكوا برجال الأمن وتعدوا عليهم بإلقاء حجارة وزجاجات كما اسقطوا الحواجز الحديدية وأتلفوها، مما أصاب عددا من رجال الأمن وعددا من المتجمهرين أنفسهم، وتواترت تقارير على أن ابناً لرئيس مجلس الأمة المبطل (برلمان 2012) أحمد السعدون بين المعتقلين الخمسة.
لغة غير مسبوقة
وكانت ندوة «كفى عبثاً» التي عقدت ليل الاثنين وجهت انتقادات غير مسبوقة لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد.. وردّد المتظاهرون عبارة: «لن نسمح لك» أكثر من مرة بعد خطاب النائب السابق مسلّم البراك الذي انطوى على انتقاد نادر للأمير.
ووسط تصفيق الحضور الذي تجاوز الـ 10 آلاف قال البراك ان الشعب لن يسمح بالحكم الفردي.
وعلى ضوء ذلك، فإن المعارضة تحاول استباق مرسوم الضرورة (تعديل الأصوات إلى صوتين بدلاً من أربعة) الذي أخذت تروج له بعض وسائل الإعلام بأن صدوره سيكون نهاية الأسبوع الجاري، لإيصال رسالة قوية مفادها رفض أي تعديل في النظام الانتخابي، وإلا فإن ميدان النزاع سيكون الشارع.