يلتقي المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم في القاهرة، لإطلاعه على نتائج جولته في المنطقة والمقترحات التي استمع إليها لحل الأزمة السورية. وقالت الرياض امس أنه صار ضروريا أن يدرك النظام السوري أن ساعة الرحيل أزفت، وأعلنت الإمارات أنها تتابع بقلق بالغ تصاعد وتيرة العنف والقتل والتشريد في سوريا.. ودعت المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته الإنسانية والسياسية لإيقاف المآسي الشنيعة ضد الشعب السوري المُسالم..
وقال مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير عبدالله بن يحيى المعلمي الليلة قبل الماضية، في كلمة له أمام مجلس الأمن في المناقشة المفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط والتي بثتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية امس، إن «النظام السوري لابد أن يدرك أن ساعة الرحيل أزفت وأنه لا يمكن له أن يبني حكمًا على قواعد من الجماجم والأشلاء أو أن يروي عطشه للسلطة بدماء الأبرياء».
وأضاف «الوضع المأساوي في سورية بلغ مبلغًا خطيراً ومازال عدد الضحايا يرتفع يومًا بعد يوم وازدادت أعداد اللاجئين والنازحين والمشردين». وتابع : «هذا بسبب ما يبديه النظام السوري تجاه شعبه من صلف وإصراره على اعتبار مواطنيه أعداء ينبغي سحقهم بزخات الرصاص ونيران المدفعية وقذائف الطائرات والمروحيات». وأوضح أن «النظام السوري تجاوز في عدوانه حدود بلاده فأضحى يهدد أمن المنطقة بأسرها»، مستندًا في ذلك «على الدعم العسكري والغطاء السياسي الذي تمنحه إياه بعض الدول الكبرى ومستمراً في المراهنة على الحل العسكري».
وأكد المعلمي تأييد المملكة للمساعي التي يقوم بها المبعوث العربي والأممي المشترك بشأن سورية الأخضر الإبراهيمي.
موقف اماراتي
وقال مندوب الدولة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير أحمد عبدالرحمن الجرمن أمام إجتماع مجلس الأمن الدولي الدوري الشهري إن دولة الإمارات تتابع بقلق بالغ تصاعد وتيرة العنف والقتل والتشريد في سوريا، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية والسياسية لإيقاف المآسي الشنيعة ضد الشعب السوري المُسالم، وأكد قناعة الإمارات بأن حل الأزمة لن يتحقق إلا بانتقال منظم للسلطة. و جدد مساندة الإمارات جهود الإبراهيمي من أجل تسوية الأزمة بالطرق السلمية، استنادا إلى ما نصت عليه المرجعيات الخاصة بولايته.
لقاء الابراهيمي والعربي
والتقى المبعوث الدولي والعربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو امس في القاهرة واطلعه على مستجدات الامور بشأن الازمة السورية. وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي إن الجامعة تتعامل مع الموضوع السوري على المستوى السياسي والإنساني وعلى مستوى المعارضة، وقال حول الهدنة بين النظام السوري والجيش السوري الحر الذي اقترحه الإبراهمي ردًا على سؤال لـ«البيان» ان أي «كسر لدائرة العنف في سوريا بدون شك سيخلق مناخا جديداً»، متمنيًا أن تكون هناك استجابة لوقف هذا العنف ولو لفترة معينة.
وأكد بن حلي في لقاء صحافي أمس مع صحافيين في مقر الجامعة إن لقاء الابراهيمي مع العربي المقرر ان يعقد اليوم في غاية الأهمية بعد الجولة الهامة التي قام بها الإبراهيمي في دول المنطقة، وبعد لقاءاته المكثفة في الأمم المتحدة ومع أطراف دولية.
واوضح أن الابراهيمي سيناقش مع الأمين العام للجامعة العربية «حوصلة» الاقتراحات التي استمع إليها المبعوث الخاص وسيطرح كذلك الخطوة المقبلة.
وصرح بأن هناك وفدًا من جامعة الدول العربية سيتوجه 21 الجاري قبيل عيد الأضحى المبارك، كمرحلة أولى يضم مجموعة من ممثلي الإدارات فيما يتعلق بالمعونة الإنسانية أو حقوق الإنسان أو القطاع السياسي والإدارة العربية، برئاسة الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية فايقة صالح لتقديم مساعدات من الأمانة العامة بمقدار نصف مليون دولار.
وردًا على سؤال لـ«البيان» حول موضوع الهدنة الذي اقترحه الإبراهيمي، قال بن حلي إن مهمة الإبراهيمي صعبة، وطالما هناك دعم له وإرادة نأمل أن يكون هناك حل. وأعرب عن أمله لوقف الدماء الذكية في سوريا وكسر دائرة العنف بهدنة أو بشكل نهائي.
قوات سلام
صرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس أن مجلس الأمن الدولي الجهة الوحيدة القادرة على إرسال قوات سلام إلى سوريا، وذلك يتطلب موافقة دمشق أيضاً.
وفي حديث لوكالة «إنترفاكس» الروسية، قال إن قرارات إنشاء أي بعثة لحفظ السلام وعناصرها ومواعيدها يجب أن تعتمد في مجلس الأمن الدولي مع موافقة جميع الأطراف بينها الحكومة السورية، مضيفاً أنّه «حتى الآن لم تقدم أية اقتراحات رسمية بهذا الشأن من أي جهة وحتى من قبل المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي».