أعلن رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أمس أن الدوحة ستشتري سندات مصرية إضافية بثلاثة مليارات دولار، ما يرفع مجموع مساعداتها إلى القاهرة إلى ثمانية مليارات دولار، منوهةً إلى عزمها تزويد مصر بالغاز الطبيعي في الصيف، وسط نفي لأي توتر في العلاقات الثنائية.
وقال رئيس الوزراء القطري في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء المصري هشام قنديل في الدوحة أمس إنه «تم الاتفاق أن تضيف الحكومة القطرية لنظيرتها المصرية سندات بقيمة ثلاثة مليارات دولار أميركي». وأوضح الشيخ حمد بن جاسم أن «العمل سيبدأ خلال الأيام المقبلة بين الجهات المختصة في البلدين لوضع التفاصيل الخاصة بهذه الوديعة أو السندات».
مؤكداً أن «المباحثات التي أجراها قنديل خلال زيارته الحالية كانت ناجحة وإيجابية، وشملت التباحث في العديد من القضايا، خاصة الاقتصادية والاستثمارية منها». وقال الشيخ حمد بن جاسم إن قطر «ستزود مصر بالغاز الطبيعي في الصيف عندما تحتاجه»، موضحاً أنه «تم بحث مشروعات اتفق عليها من أربعة أو خمسة أعوام، خاصة في ما يتعلق بالحديد والصلب».
وتابع: «قطر لا تطلب شيئا من مصر مقابل هذا الدعم»، مستطرداً: «نحن لا نتأثر بالإعلام، والشعوب الواعية تستطيع أن تفصل بين الغث والثمين». وذكّر رئيس الوزراء القطري باللقاء الذي تم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس المصري محمد مرسي خلال القمة العربية في الدوحة أواخر شهر مارس الماضي، حيث تم الاتفاق على دراسة تقديم دعم إضافي إلى القاهرة. كما أعلنت الدوحة السماح للشركات المصرية بالعمل في قطر مباشرة بدون الحاجة إلى نظام الكفيل.
وأشار الى ان «وتيرة العلاقات مع مصر واضحة بعد الثورة، بل وحتى قبل الثورة، فمصر شقيقة كبري للعرب وقوتها من قوة العرب وهناك خلافات سياسية لا يجب ذكرها الان»، متابعاً أن «القاهرة والدوحة تدعمان مجلس الاعمال المصري القطري وتريان انه بوصفه ممثلا للقطاع الخاص يجب عليه ان يختار بيئة العمل المناسبة بنفسه». وبشأن ما تردد اعلاميًا وسياسيًا من اختصاص قطر بمشروعات معينة في مصر، قال: «لا صحة لذلك. ولا نطلب وضعًا خاصًا في قناة السويس، فالصين اخذت استثمارات في قناة السويس بينما ستدخل قطر في مناقصات مثلها مثل باقي الدول».
لا توترات
من جانبه، أكد قنديل على «أهمية العلاقات القائمة وضرورة تعزيزها لما فيه خير البلدين ومصلحة الشعبين»، مؤكداً أن العلاقات المصرية مع قطر «طيبة، ولا صحة للتقارير الإعلامية عن توترات». وأردف أن «الوقوف إلى جانب الشعب المصري هو وقوف إلى جانب الشعب العربي»، مضيفًا: «السوق المصرية واعدة، ونأمل في المزيد من الاستثمارات القطرية في السوق المصرية».
وقال قنديل: «نحن نعمل وسط تحديات كبري ليس في مجال الاستثمار فقط ولكن في مجال الامن ايضا، وخلال الاشهر الماضية، تم حل مشكلة اكثر من 60 شركة من خلال لجان فض المنازعات»، شاكراً الدوحة على إتاحتها الفرصة للشركات المصرية في مشروعات الأولمبياد.
وعقد الوفدان، القطري، برئاسة الشيخ حمد بن جاسم، والمصري، برئاسة قنديل، جلسة مباحثات جرى خلالها «استعراض علاقات التعاون القائمة بين البلدين وسبل تنميتها وتطويرها، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الوضع الراهن بالمنطقة»، بحسب مصادر مواكبة.