ألقى البريطانيون أمس النظرة الأخيرة على رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر التي توفيت في 8 أبريل الجاري عن عمر ناهز 87 عاماً، بحضور الملكة إليزابيث الثانية، مع كل التشريفات العسكرية، وبمشاركة العديد من الشخصيات السياسية العالمية والمشاهير، فيما اقتصرت مراسم حرق جثة «المرأة الحديدية» على المقربين منها فقط.
وشارك نحو 700 عسكري من كل قوات الجيش في هذه الجنازة التي شملت القداس الجنائزي بحضور ألفي مدعو، في طليعتهم الملكة إليزابيث الثانية التي شكل حضورها سابقة منذ جنازة ونستون تشرشل في 1965.
ونقل القداس مباشرة على التلفزيون، وتمكن الجمهور في الشارع من مشاهدة مسار الموكب الجنائزي بين كنيسة يعود بناؤها إلى القرن 13 في قصر ويستمنستر (مقر البرلمان)، في حين نقل النعش مغطى بالعلم البريطاني أولًا في عربة موتى إلى كنيسة القديس كليمنت دينز كنيسة سلاح الجو البريطاني بوسط لندن.
وفي هذه الكنيسة وضع التابوت على عربة مدفع تجرها ستة جياد سوداء. وعزف موسيقيون من البحرية الملكية ألحاناً جنائزية لشوبان وبيتهوفن ومندلسون.
ونقل النعش في موكب من كنيسة القديس كليمنت دينز إلى كاتدرائية، حيث تمكن أوائل المدعوين من أخذ مواقعهم محاطين بصفين من العسكريين. وأطلقت19 طلقة مدفع من برج لندن، في حين لم يعرض جثمان رئيسة الوزراء السابقة وفقاً لرغبتها.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي شارك مع جميع رؤساء الوزراء البريطانيين السابقين في القداس: «سيكون تكريماً يليق برئيسة وزراء عظيمة»، وقرأ كاميرون مقطعا من انجيل القديس يوحنا احتراما لإحدى آخر رغبات تاتشر التي لم ترد أي خطاب سياسي، بحسب صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية.
وفي وقت لاحق من يوم أمس، جرى إحراق الجثة في حضور اقتصر على المقربين، ووضع على موقع داونينغ ستريت على الإنترنت سجل للتعازي. وطلبت العائلة عدم وضع أزهار، بل تقديم هبات لأحد المستشفيات عوضاً عنها.