بموازاة أجواء اعتداءات بوسطن، أفادت السلطات الأميركية أنها اكتشفت رسالة تحوي سم «الريسين» موجهة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، تزامناً مع الكشف عن رسالة أخرى مشبعة بالمادة السامة ذاتها موجهة إلى سيناتور أميركي، فيما أخلت السلطات أجزاء من الكونغرس الأميركي عقب ورود معلومات عن رسائل وطرود مشبوهة،
في وقت أعلن مكتب التحقيق الفيدرالي أن العبوتين الداميتين اللتين انفجرتا في ماراثون بوسطن من صنع يدوي تم ملؤهما بالمسامير والقطع الحديدية التي وضعت على الأرجح في «طنجرتي» ضغط، مؤكداً أن أي جهة لم تتبن الهجوم الدامي الذي سقط فيه ثلاثة قتلى وقرابة 180 جريحاً 17 منهم بحال حرجة، فيما يتجه أوباما اليوم (الخميس) إلى بوسطن للمشاركة في موكب ديني لضحايا التفجيرين.
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أن «الرسالة التي تم اكتشافها ضمن البريد الموجه إلى الرئيس أوباما تحوي مادة الريسين السامة». وأفاد الناطق باسم جهاز الحماية السري المكلف بحماية الرئيس الأميركي، أدوين دونافان، أن «مركز فرز البريد في البيت الأبيض تلقى رسالة تحتوي على (مادة مشبوهة) موجهة إلى الرئيس باراك أوباما». وأكد دونافان في بيان أن «المركز لا يقع داخل مقر إقامة أوباما في واشنطن».
وأكد أن «المركز يقع في مكان ناء عن البيت الأبيض نفسه». وأضاف: «هذا المكتب يحدد في العادة الرسائل أو الطرود التي تحتاج لفحص ثانٍ أو اختبار علمي قبل التسليم». وتابع: «يعمل جهاز الخدمة السرية عن كثب مع شرطة مبنى الكونغرس الأميركي ومكتب التحقيقات الاتحادي في ذلك التحقيق».
رسالة السيناتور
ويأتي الإعلان عن الرسالة «المشبوهة» الموجهة إلى أوباما تزامناً مع إعلان السلطات الأميركية العثور على سم «الريسين» داخل رسالة موجهة إلى السناتور الجمهوري روجر ويكر في واشنطن. وصرح مسؤول الإدارة والأمن في مجلس الشيوخ تيرانس غينر في رسالة إلكترونية داخلية أن «مركز معالجة بريد مكاتب النواب في واشنطن تلقى رسالة رصد فيها الريسين بعد التحليل».
وأضاف أن «الرسالة وضعت في البريد في ممفيس في ولاية تينيسي (جنوب) من دون عنوان المرسل ولم يثر المغلف أي شبهة». وأكد مشاركة مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف.بي.آي) في التحقيق وأن السلطات لم ترصد أي بريد مشبوه آخر. إلى ذلك، أخلت الشرطة مكاتب ومرافق في الكونغرس عقب ورود معلومات عن وجود رسائل وطرود مشبوهة. و«الريسين» مادة شديدة السمية يمكن أن يؤدي استنشاقها إلى اختلالات في الجهاز التنفسي.
طناجر وعبوات
إلى ذلك، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف.بي. آي» أن «العبوتين اللتين استخدمتا في هجمات بوسطن قد تكونان عبارة عن طنجرتي ضغط»، وهي وسيلة معهودة استخدمت في هجمات في أفغانستان وفرنسا منذ التسعينات. وصرح رئيس مكتب التحقيقات في بوسطن ريك ديلورييه: «من بين الأشياء التي تم العثور عليها قطع من النايلون الأسود قد تكون من حقيبة ظهر، وما بدا كشظايا خردق ومسامير يحتمل أنها كانت في طنجرة ضغط.
ووضعت كل من العبوتين في كيس نايلون أو حقيبة ظهر قاتمة اللون»، بحسب قوله. وأعلن ديلورييه، أن قائمة المشتبه بهم المحتملين لا تزال «واسعة جداً». وأضاف: «في هذه المرحلة لم يصدر أي تبن. لائحة المشبوهين والدوافع الممكنة تبقى واسعة جدا».
ومشّط خبراء تفكيك القنابل والكلاب البوليسية المنطقة في شارع بويلستون حيث خط نهاية ماراثون المدينة الذائع الصيت فيما أرسلت السلطات الإثباتات من مكان الانفجارين إلى مختبر مكتب «اف.بي.آي» في كوانتيكو في فرجينيا لتحليلها بدقة. وصرح العميل الخاص المكلف من مكتب التحقيقات في بوسطن جين ماركيز أن «التدقيق في مسرح التفجيرين سيستغرق عدة أيام».
وأفاد عمال أجهزة الطوارئ والأطباء الذين عالجوا الضحايا أن العبوتين على ما يبدو أطلقتا المسامير والخردق وقطع معدنية ما أدى إلى جروح في الجزء الأسفل من الجسم على الأخص، وأجبر على بتر أطراف بعض الجرحى. وصرح رئيس قسم الجراحة في مستشفى ماساتشوستس العام جورج فيلماهوس: «عثرنا على مجموعة من الأجزاء الحادة في أجسامهم».
موكب ديني
إلى ذلك، قال الناطق باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني في بيان إن «الرئيس باراك أوباما سيتوجه صباح اليوم (الخميس) إلى بوسطن لإلقاء كلمة خلال حفل ديني مخصص لأولئك الذين قتلوا أو أصيبوا بجروح خطرة خلال الاعتداء بالمتفجرات الذي وقع قرب خط الوصول في ماراثون بوسطن».
وتجمع سكان بوسطن مساء الثلاثاء وسط الأغاني والدموع والصلوات في مختلف أنحاء المدينة لتكريم ضحايا الهجوم بعبوتين الذي وقع في اليوم السابق على هامش ماراثون المدينة الشهير. ومن بين القتلى الثلاثة تأثر سكان المدينة بشكل خاص لمقتل الفتى في الثامنة من العمر مارتن ريتشارد بعد أن ركض لمعانقة والده الذي اجتاز لتوه خط النهاية في الماراثون.
ضحية صينية
ذكر مسؤولون صينيون أن الضحية الثالثة لتفجيري ماراثون بوسطن، صينية الجنسية، وكانت طالبة دراسات عليا في جامعة بوسطن.
وقالت القنصلية العامة للصين في نيويورك إنه لم يتم الكشف عن اسم القتيلة بناء على طلب أسرتها. وقالت جامعة بوسطن إن الطالبة كانت واحدة من ثلاثة أصدقاء يشاهدون السباق قرب خط النهاية. وأصيب أحد الأصدقاء وهو طالب من زملائها في جامعة بوسطن ويعتقد أنه صيني الجنسية أيضا، وخضع لجراحة. بوسطن- د.ب.أ
تمرين ضد الإرهاب
أعلن الاتحاد الأوروبي أمس عن البدء بتنفيذ أكبر تمرين افتراضي لمواجهة عمليات إرهابية متعددة في عدد من الدول أعضاء في الاتحاد وبشكل متزامن.
وقالت المفوضية الأوروبية في بروكسل إن هذا التمرين الذي يندرج ضمن أنشطة شبكة «أطلس» الأوروبية لمكافحة الإرهاب يستمر يومين (أمس الأربعاء واليوم الخميس)، وأوضح الناطق باسم قسم شؤون الأمن الداخلي في الجهاز التنفيذي الأوروبي ميكيلي شروني إن «تسع دول أوروبية تشارك في هذا التمرين الافتراضي الضخم بشكل متزامن،
وإن الهدف هو توحيد قدرات التصدي للعنف السياسي والأعمال الإرهابية واستخلاص الدروس من آليات التنسيق وتعزيز التحركات المشتركة مستقبلاً». وأوضح أنه «لا علاقة بين هذا التمرين وتفجيرات بوسطن». بروكسل- واس