أحيا الفلسطينيون أمس الذكرى الـ39 لـ«يوم الأسير» الفلسطيني بتظاهرات ومسيرات حاشدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما خاض الأسرى إضراباً عن الطعام في معتقلات الاحتلال، الذي استبق الأحداث بإعلان استنفار قواته في الضفة، لاسيما في مناطق الاحتكاك مع الفلسطينيين.
وأفادت مصادر حقوقية فلسطينية بأن الأسرى شرعوا أمس في إضراب مفتوح عن الطعام لمدة يوم واحد.
وقالت المصادر إن إضراب الأسرى يأتي احتجاجا على استمرار المماطلة الإسرائيلية في الإفراج عن زملائهم المضربين منذ فترات مختلفة، خصوصا الأسير سامر العيساوي الذي دخل إضرابه عن الطعام يومه الـ270 على التوالي.
فيما قالت الناطقة باسم مصلحة السجون الاسرائيلية سيفان وايزمان إن حوالي 3 الاف أسير فلسطيني من اصل 4700 قاموا برفض الطعام.
يأتي ذلك مع انطلاق فعاليات ذكرى «يوم الأسير» الفلسطيني، الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني لعام 1974، واعتباره يوما للوفاء للأسرى وتضحياتهم.
وفي هذا اليوم أطلق سراح أول أسير فلسطيني، وهو محمود بكر حجازي في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل، ويجرى إحياؤه سنويا وتمتد فعالياته لمدة أسبوع.
العيساوي يرفض
في الأثناء، رفض الأسير سامر العيساوي عرضا إسرائيليا يقضى بتخفيف مدة اعتقاله إلى عام.
وقال رئيس نادي الاسير الفلسطيني قدورة فارس لـ«رويترز» أمس إن العيساوي، الذي يتغذى فقط عن طريق الوريد، ردّ طلبا اسرائيليا بإنهاء اضرابه عن الطعام مقابل تخفيف مدة اعتقاله من عشرات السنوات الى سنة واحدة.
وذكر فارس ان العيساوي قال انه سيقبل بشرط ان يبدأ عام السجن بأثر رجعي من وقت اعتقاله في يوليو الماضي.
مفاوضات مكثفة
فيما أفاد وزير الاسرى والمحررين عيسى قراقع أن مفاوضات مكثفة يقودها جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي «الشاباك» مع الاسير العيساوي.
وكشف قراقع عن صفقة جديدة يعدها جهاز المخابرات الاسرائيلي على المستوى السياسي في اسرائيل، لإيجاد حل لقضية اضراب العيساوي، مشيرا الى أن هذه الصفقة يجري نقاشها مع الأسير سامر في مستشفى كابلان الاسرائيلي.
يأتي ذلك فيما أعلن تسعة أسرى من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، التي ينتمي اليها العيساوي، أمس اضرابا مفتوحا عن الطعام إلى ان يطلق سراحه.
مسيرات
وفي قطاع غزة والضفة الغربية، أحيا الفلسطينيون «يوم الاسير» بتظاهرات تهدف إلى تذكير العالم بما يعانيه الأسرى في معتقلات الاحتلال المختلفة.
وانطلقت من وسط غزة مسيرة الى مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر، شارك فيها ممثلون عن كافة الفصائل الوطنية والاسلامية، ورفعوا علما فلسطينيا ضخما وصوروا المضربين عن الطعام وفي مقدمتهم العيساوي.
وفي الضفة الغربية، شهدت مدينة رام الله مهرجانا خطابيا قبل ان تنطلق المسيرة من ميدان ياسر عرفات وتجول في شوارع المدينة والاهالي يرفعون صور ابنائهم الاسرى.
وطالب الاهالي القيادة الفلسطينية بالعمل الجاد من أجل الافراج عن ابنائهم، والتمسك بعدم البدء في المفاوضات دون الافراج عن الاسرى خاصة القدامى.
وتظاهر نحو 1500 شخص في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية وهم يحملون صور الاسرى، بينما تجمع المئات في مدينة الخليل (جنوب) امام مقر الصليب الاحمر وهم يحملون صور الاسرى.
استنفار إسرائيلي
واستبقت إسرائيل انطلاق فعاليات «يوم الاسير»، بتعزيز تواجد قواتها في مناطق الضفة الغربية، وذلك استعداداً لاندلاع مواجهات في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يتوقع أن تحدث مواجهات بين شبان فلسطينيين وقواته في عدد من النقاط في الضفة الغربية مثل: بلعين وقلنديا وبيتونيا وميدان الشرطي في الخليل.
يأتي ذلك بعد ساعات من الإعلان اول من أمس عن ضوء إسرائيلي أخضر لخطة قمعية استباقية ستنفذها الوحدات الخاصة بحق الاسرى في المعتقلات.
قلق أممي
إلى ذلك، أعربت لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف عن قلقها البالغ إزاء محنة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية.
وذكر بيان صدر أمس عن مكتب اللجنة إن إسرائيل اعتقلت أكثر من 750 ألف فلسطيني منذ بداية الاحتلال عام 1967، منهم أكثر من 4700 لا يزالون في المعتقلات، من بينهم نساء وأطفال.
اعتقالات
اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي أمس 4 فلسطينيين بعد عمليات دهم واقتحام في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. وقال مصدر أمني فلسطيني إن الجيش الإٍسرائيلي اقتحم صباحاً عددا من منازل الفلسطينيين في المنطقة الجنوبية للخليل، واعتقل صحافيا وطالبا جامعياً، كما دهم الجيش بلدة بيت أمّر، شمال الخليل، واعتقل شابا ثالثا، ثم اعتقل رابعا على حاجز «الحمرا» قرب طوباس. يو.بي.آي
أسرى الأردن
طالبت اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الاردنيين في معتقلات الاحتلال رئيس الوزراء الاردني عبدالله النسور العمل على الاهتمام بملف الأسرى الأردنيين في اسرائيل. وأفادت اللجنة، في رسالة بعثتها إلى النسور، «نتابع بقلق بالغ قرار الاسرى الاردنيين في معتقلات الاحتلال الذين سيخوضون الإضراب عن الطعام مطلع مايو المقبل، وذلك للحرمان المتواصل الذي تعرضوا له خلال الأعوام الماضية من أبسط حقوقهم الانسانية». عمان- لقمان اسكندر