سحبت التيارات السياسية المؤثرة على الساحة المصرية دعواتها إلى التظاهر في مليونية «تطهير القضاء» اليوم الجمعة، بعد دخول جماعة الإخوان المسلمين على الخط ومحاولة ركوب موجة التظاهرات الناقمة من أحكام القضاء والوضع السياسي والاقتصادي المتردي، باعتبار أن «الإخوان» الذين حشدوا أنصارهم للخروج في تظاهرات اليوم سيتظاهرون ضد «أنفسهم» باعتبارهم الجناح المتحكم في الدولة والقرارات السياسية والقضائية، في وقت ينظم حزب الوفد تظاهرات ومسيرات للوحدة الوطنية بمشاركة الرموز الإسلامية والقبطية الرفيعة. وفيما عدا حزب «الوسط»، الذي يتزعمه أبو العلا ماضي، فإن معظم التيارات السياسية المؤثرة على الساحة المصرية أعلنت إلغاء مشاركتها في تظاهرات «تطهير القضاء» التي كانت دعت إليها في وقت سابق اليوم الجمعة.
وأكد زعيم حزب «غد الثورة» أيمن نور أن حزبه «لن يشارك في مليونية تطهير القضاء». كما أعلن حزب «مصر القوية» رفضه المشاركة، داعياً القضاة والمحامين والقوى السياسية إلى فتح حوار موسع للنقاش بشأن قانون «العدالة الانتقالية». وقال الحزب في بيان إن «أزمة محاكمات فساد عهد حسني مبارك ليست متعلقة فقط، كما يشيع الداعون إلى تظاهرات الجمعة، بالسلطة القضائية، ولكنها متعلقة أساساً بسلطة تشريعية تجاهلت عمدا إصدار قوانين للعدالة الانتقالية».
كما أعلنت الأحزاب المنضوية تحت مظلة جبهة الإنقاذ رفضها للمشاركة في تظاهرات مشتركة مع «الإخوان». وأعلنت «الجبهة الحرة» إلغاء مشاركتها احتجاجاً على دعوة الجماعة الحاكمة، وأرجعت «الجبهة» قرارها إلى «سعي الإخوان إلى التواري وراء النداءات الثورية ومحاولتهم المكشوفة للاندساس بين صفوف الثوار الحقيقيين مرة أخرى، بعد أن تم كشف ألاعيبهم أمام جموع الشعب». أما الحليف الإسلامي لجماعة «الإخوان»، وهي «الدعوة السلفية» فقررت هي أيضاً عدم المشاركة. وفيما وصفه مراقبون بأنه تمهيد أو مُحاولة لدعم مُسبق لقرارات رئاسية مستقبلية يتخذها الرئيس المصري محمد مُرسي، كانت الجماعة قررت المشاركة في تظاهرات اليوم في مختلف المدن المصرية، للمطالبة بعدد من الإصلاحات التي وصفتها بأنها «استكمال لثورة يناير».
«الإخوان» ضد «الإخوان»
ووصف مراقبون تظاهرات اليوم أنها تظاهرات من قبل «الإخوان» موجهة ضد «الإخوان»، إذ يطالب المحتجون بـ«إصلاحات عامة في سبيل استرداد الأموال المنهوبة فضلاً عن استعجال مجلس الشورى لإصدار قانون السلطة القضائية بالإضافة لمطالبهم بالسعي نحو تطهير مؤسسات الدولة، وكلها مطالب مسؤول عن تنفيذها بصورة مباشرة الحكومة الحالية ونظام الرئيس مرسي، وهو النظام المؤخون، وبالتالي فإن تظاهرات الجماعة اليوم هي محاولة استباقية لتبرير ودعم قرارات مستقبلية للرئاسة قد تشهدها مصر خلال الفترة المُقبلة».
الوحدة الوطنية
إلى ذلك، ينظم حزب الوفد اليوم فعاليات للتضامن مع الأزهر الشريف والكنيسة المرقسية تعبيرًا «عن صلابة النسيج الوطني المصري ضد الهجمات الشرسة التي تستهدف رموزه، والوقوف ضد محاولات ضرب الوحدة الوطنية». وقال مقرر اللجنة النوعية لشباب «الوفد» جمال شحاتة إن فعاليات اليوم ستقام تحت شعار «شعب واحد في وطن واحد».