دانت وزارة الخارجية الروسية أمس، قرار الولايات المتحدة تعزيز قواتها العسكرية في الأردن، معتبرة أن ذلك يفاقم الأزمة في سوريا، وأكدت أن ذلك يتنافى مع اتفاقية جنيف التي تم توقيعها العام الماضي، بخصوص حل سياسي في سوريا.
وفيما توجه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة، لبحث «تداعيات الأزمة السورية»، برز توجه أميركي في تفادي تغيير موقفها الراهن تحت تأثير الأدلة الموثقة في استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي، وأكدت على لسان مسؤولين كبار أن الاستخدام حتى في حال إثباته - كان على «نطاق محدود».
في تفاصيل المشهد السياسي، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن استقبال الأردن 200 جندي أميركي، يمكن أن يفاقم الأزمة في سوريا.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن الناطق باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش، قوله إن «عملاً كهذا ليس من الأعمال المطلوب القيام بها لإخراج سوريا من أزمتها، فهو لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة السورية، التي تنذر بوقوع كارثة إقليمية». وأضاف أن «مثل هذه الأعمال تتنافى مع الالتزامات السياسية والمواقف التي اتفقت عليها الأطراف الخارجية الرئيسة المعنية بحل الأزمة السورية في العام الماضي في جنيف».
زيارة عمل
في الأثناء، توجه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة ليبحث مع الرئيس باراك أوباما «تداعيات الأزمة السورية» وجهود تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي، غادر العاهل الأردني «في زيارة عمل إلى الولايات المتحدة، يعقد خلالها في 26 أبريل الجاري لقاء قمة في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي». وأوضح البيان أن الزعيمين سيبحثان في «التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، خصوصاً تداعيات الأزمة السورية، لا سيما ما يتصل باستمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن».
تحقيق أميركي
إلى ذلك، قال مسؤول أميركي كبير إن مسؤولي المخابرات الأميركية يحققون في احتمال أن أسلحة كيميائية ربما استخدمت في سوريا بشكل محدود، رغم عدم وجود توافق في الآراء حتى الآن، والحاجة إلى تحاليل إضافية.
وأوضح لـ «رويترز»، شريطة عدم الكشف عن اسمه: «هناك حاجة إلى مزيد من المراجعة».
جاء هذا بينما قال مدير المخابرات الوطنية الأميركية جيمس كلابر، في جلسة بمجلس الشيوخ، إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «يبدو على استعداد تام لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه».
وقال المسؤول الأميركي الذي تحدث إلى «رويترز»، إنه حتى لو كان هناك استخدام للأسلحة الكيميائية - الأمر الذي لم يتم التوافق عليه داخل أجهزة المخابرات حتى الآن - فهو على نطاق محدود. وقال المسؤول: «ليس لدينا دليل على أنه إذا استخدمت الأسلحة الكيميائية، فإنها كانت على نطاق واسع».
وقال مسؤول آخر لوكالة «فرانس برس»، إنه من المحتمل أن تكون هناك أسلحة كيميائية استخدمت بشكل محدود و«موضعي» جداً، وليس على نطاق واسع.
تأكيد فرنسي بريطاني
في السياق، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين في الأمم المتحدة، قولهم إن فرنسا وبريطانيا وجهتا رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أبلغتاه فيهما بأن بحوزتهما دليلاً موثوقاً على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا في أكثر من مناسبة منذ ديسمبر الماضي.
وأوضح المسؤولون أن الجانبين الفرنسي والبريطاني ذكرا في رسالتيهما أن عينات من التربة ومقابلات مع شهود، بالإضافة إلى مصادر من المعارضة السورية، تؤكد استخدام أسلحة كيميائية تؤثر في الأعصاب، في كل من حلب وحمص وربما في دمشق.
وذكرت أن دبلوماسيين أوروبيين يعترفون بأن القوات السورية تعرضت لمواد كيميائية في حلب في 19 مارس الماضي، ولكن مصدرها لم يكن مجموعات المعارضة، بل «نيراناً صديقة»، إذ أطلقت قوات سورية قذيفة أخطأت المعارضة وأصابت قوات تابعة للنظام السوري.
ثوار سوريا يتظاهرون ضد إيران وحزب الله
شهدت معظم المدن والبلدات في سوريا أمس تظاهرات في جمعة أطلق عليها الناشطون «إيران وحزب الله.. ستهزمون مع الأسد»، في وقت وسع الجيش الحر عملياته في درعا لتشمل اللواء 12 وكتيبتي النقل والتسليح بالقرب من بصرى الحرير.
وخرجت التظاهرات في محافظة إدلب في بلدات كفرنبل وبنش وحاس وجبل الزاوية، كما خرجت تظاهرات في معرة مصرين، وسرمين، وكفر تخاريم، منددة بمشاركة إيران وحزب الله في المعارك إلى جانب قوات الأسد. ورفع المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط النظام، وشعارات تطالب بمحاسبة من سموهم «المتخاذلين من الشعب السوري والمتلاعبين بمقدرات الشعب»، إلى جانب أعلام الثورة.
وارتفعت حصيلة القتلى أمس إلى أكثر من مئة قتيل، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والجيش الحر في شارع فلسطين وعلى مداخل مخيم اليرموك في وقت استهدف الثوار بقذائف الهاون مقار قوات النظام في منطقة العباسيين.
في الأثناء، قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن جيش النظام قصف بقذائف الهاون أحياء تشرين والقابون وجوبر في العاصمة دمشق، وأفاد ناشطون أن القصف شمل المعضمية، وداريا وزملكا وعربين وعقربا وجديدة عرطوز في الريف الدمشقي ومدينة يبرود في منطقة القلمون. وقال المركز الإعلامي السوري إن قصف المعضمية أسفر عن تهدم مئذنة مسجد الزيتونة الأثري الذي يعتبر الأقدم في المدينة. أما الطريق الواصل بين حي جوبر والعباسيين فشهد اشتباكات عنيفة.
وفي ريف درعا، تجدد القصف المدفعي على بلدة الطيبة، وشمل قرية صماد وبلدة نمر والحي الغربي من مدينة بصرى الشام، كما سجل سقوط صاروخ غراد على بلدة تل شهاب.
أوغلو: 205 صواريخ سكود على حلب
نقلت وسائل إعلام تركية أمس، عن وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو، القول إن النظام السوري قصف حلب بـ 205 صواريخ سكود من دمشق، داعياً أنه يجب على المجتمع الدولي اتخاذ موقف حاسم.
وقال أوغلو قبل اجتماع مجموعة الاتصال بشأن سوريا اليوم، إنه يجب على المجتمع الدولي اتخاذ موقف حاسم إزاء مساعدة السوريين الذين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة.
وذكر داوود أوغلو أنه تم خلال الفترة الماضية، إطلاق 205 صواريخ «سكود» من دمشق على حلب، موضحاً أنه مع كل قصف يتم تدمير حي بالمدينة. وحول تصريح الرئيس بشار الأسد، أن الدول الغربية ستدفع ثمناً باهظاً لدعم تنظيم «القاعدة»، قال أوغلو: «الأسد أخطأ في الحكم على الأمور.. القمع الأسدي لم يبدأ بسبب جبهة النصرة، بل جبهة النصرة ظهرت بسبب القمع الذي مارسه نظام الأسد». أنقرة الوكالات