شــباب يتعاملون مع اللغة العربية باعتبارها موروثاً ثقافياً كأي موروث اكتسبوه، وآخرون يخافون منها لما لها من هالة دينية تجعلهم يتعاملون معها بحذر شديد ما أدى إلى جمودها في أذهانهم، وغياب اللغة العربيـــة عند الكثير من الشباب وتفضيلهم للغـــة الإنجليزية وخلط غالبيتهم بين اللغتيـــن في الحديــــث، وبذلك أصبحت اللغة العربية مهجورة لمصلحة الإنجليزية.
مرتادوا مواقع التواصل الاجتماعي لم يدركوا مدى خطورة غياب اللغة العربية، وتالياً كثرت أخطاؤهم اللغوية والاملائية.
توتر العربية
"العامية" أضعفت اللغة الفصحى على الرغم من وجود علاقة في كثير من المصطلحات العامية التي تمتلك جذوراً في اللغة الفصحى، وكان للمشاركين عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تغريدات عبروا فيها عن غياب اللغة "الأم"، حيث غرد أحد المشاركين أن السبب الاول في تدهور اللغة العربية وغيابها هو التطور في التعليم ومكتسبات العرب من الغرب، بحيث أصبحت اللغة الانجليزية هي اللغة الأساسية في التعليم.
حرص تربوي
بدورها تحرص المدارس والجامعات على تعليم قواعد الإملاء للطلبة، وتقدم للطلبة الأمثلة والنماذج والتدريبات التي تساعد على النهوض بمستواهم، لكن تكثر الأقاويل عند التحدث عن مادة اللغة العربية فالكثير يقولون "لا أحب مادة اللغة العربية فهي تشعرني بالملل وهي صعبة جدا"، ويظهر هذا بشكل ملحوظ على المشاركين في مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك يجب على الطلبة الإقبال على تعلم الإملاء، والتخلص من وهم صعوبته، والخوف من عدم القدرة على استيعابه، لأن هذا الإملاء ليست فيه الصعوبات التي نجدها في اللغات الأخرى.
يقول الاستاذ الدكتور محمود ياقوت رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الشارقة، انه حين التحدث عن الضعف في اللغة العربية ينصرف الذهن إلى عدم قدرة بعض الدارسين على استيعاب القواعد النحوية، والصعوبات التي يجدونها حين الرسم الإملائي للكلمات خاصة "الهمزة"، ونشير إلى أن طبيعة بعض المناهج التي يدرسها الطلبة تحتاج إلى زيادة المادة العلمية التي تخص اللغة العربية أي: الأصوات وطريقة نطقها، والصرف، والنحو، والبلاغة، والإملاء، وربما يؤدي ذلك إلى النهوض بمستوى الدارسين على وجه العموم، ويقلل من غياب اللغة العربية لدى الدارسين، ولابد أن يحاول الدراسون أيضًا زيادة محصولهم من علوم اللغة العربية وفنونها.
المسؤول الأساسي
ويؤكد الدكتور ياقوت على أن المدرس يعد أساس العملية التعليمية؛ ولذلك تهتم وزارات التربية في الدول المختلفة بتوفير الإمكانات التي تساعده على القيام بدوره على أكمل وجه، ويمكن للمدرس أن يفيد من الدورات التدريبية التي يحضرها في تطوير طرق التدريس والأساليب التي يستعين بها داخل قاعة الدرس، ويبث في الطلبة حب اللغة العربية من خلال تشجيعهم على القراءة مع مراعاة النطق السليم للأصوات، ومتابعة ما يكتبون، وبيان ما يقعون فيه من أخطاء والتغلب عليها؛ وبخاصة الأخطاء الشائعة في الرسم الإملائي، وشرح القواعد النحوية بطريقة مبسطة من خلال تقديم أمثلة لتلك القواعد من القرآن الكريم، والحديث الشريف، والشعر.
الإعلام واللغة
كما ينوه ياقوت الى ضرورة اهتمام الدارس بأقصى قدر من الثقافة والمعرفة والمعلومات التي تجعله متميزًا مهنيًّا، فالإعلاميون مطالبون بتنمية ثقافتهم اللغوية عن طريق القراءة المستمرة في النحو والنقد وغيرها، فهم في الواجهة الأساسية في توصيل المادة للجميع، فنحن الجمهور نحرص على قراءة ما يكتبه أهل الصحافة بأسلوب يناسب طبيعة المقال.