مريم البلوشي سيدة بيئة الطيران العربي

المرأة المواطنة أثبتت جدارتها في ميادين عديدة بدءا من المحافل الدولية مرورا بالميادين الثقافية والخيرية والاجتماعية والصحية.

وفي لقاء اليوم نتعرف على المهندسة مريم البلوشي ومحطات من حياتها وعملها، واثناء الحوار كشفت عن هوايات كثيرة تمارسها، مثل كتابة القصة القصيرة، وكتابة الخط العربي والزخرفة، وكتابة الخواطر والمقالات، ناهيك عن عملها والتخصص الذي اختارته في حياتها، وهو تخصص نادر في علوم الكيمياء، لكن الامر المهم هو انتخابها مؤخرا، رئيسة اللجنة البيئية التابعة للهيئة العربية للطيران المدني، للدورة الثانية على التوالي وبإجماع جميع الدول المشاركة، وهي المرأة الوحيدة بين الاعضاء وجميعهم من الذكور، الى جانب عملها الرسمي، مديرة الدراسات البيئية في الهيئة العامة للطيران المدني.

وفي الحوار التالي تبدأ الحديث بالحدث الأبرز في حياتها، وهو انتخابها مجددا في اللجنة البيئية التابعة للهيئة العربية للطيران المدني.

بيئة مستدامة

للمرة الثانية تنتخبين رئيسة لهذه اللجنة كيف كان شعورك وما هو النشاط القادم لها؟

منذ بداية 2010 وعندما شرعنا لتشكيل اللجنة، شعرت بمدى اهمية هذا الموضوع، وحرصت مع زملائي من الدول العربية على وضع منهج قوي لعمل ودور اللجنة، وفي يوم 26 من سبتمبر الماضي عندما عقدنا اجتماعا في العاصمة المغربية الرباط، بحضور ممثلين عن هيئات الطيران العربي المدني، من الأردن، والمغرب، والسعودية، واليمن، ومصر ولبنان، بالإضافة إلى ممثل الهيئة العربية للطيران المدني بالإمارات والذي مثل بشخصي، وفي هذا الاجتماع تم انتخابي وبإجماع كل الدول المشاركة، اذن شعوري هنا بالفخر والاعتزاز لوطني الامارات الذي يحقق النجاحات في كل المحافل الخليجية والعربية والدولية، وعن نشاطنا القادم سيكون حافلا ان شاء الله، امامنا ابرز التحديات التي تواجه البيئة عالميا ومحليا في قطاع الطيران المدني، وأهم عناصرها التي يجب أن توضع في عين الاعتبار، وضرورة العمل على تبادل الخبرات في مجال البيئة، وتبادل القوانين واللوائح التي تساهم في الحد منها، للوصول إلى بيئة مستدامة قدر الإمكان، وفي المؤتمر الذي سيعقد في شهر اكتوبر المقبل في مونتريال، سنكمل عملنا في مساعدة الدول الاعضاء لوضع واستكمال خططهم من اجل التقليل من انبعاثات الطيران المدني الدولي.

تخصص نادر

البيئة في الطيران ما الذي يعني ذلك، وهل انت اول من تخصص في هذا المجال؟

لست أول متخصص في مجال البيئة حتى نكون صادقين، فهناك الكثير ممن تخرج واختار هذا التخصص، ولكنني ولله الحمد اعتبر اول اماراتية وخليجية وعربية، تتخصص وتعمل في الشؤون والعلوم البيئية المعنية بقطاع الطيران، والذي يدخل في تخصصها، ضوضاء الطائرات، انبعاثات الطائرات، والعمليات الأرضية، التلوث الجوي (نقاء الهواء)، تلوث التربة، تصميم وبناء المطارات، فعالية استخدام الخطوط الجوية، تأثير حركة الطيران على المجتمع المحيط بالمطارات، بما فيها الناس، وتأثير تغير المناخ على المطارات، والتسربات الزيتية (البقع الزيتية)، الخ، والعلوم الكيميائية أحد المجالات المثيرة، التي تتطلب قدرا كبيرا من الفكر والجهد والتركيز، وكثيرا ما يشار إلى علم الكيمياء بالعلم المحوري، نظر لتداخله في جميع فروع العلوم الطبيعية والفيزيائية، كما يعتبر علم الكيمياء أيضاً حجر الزاوية للعديد من مجالات التكنولوجيا الجديدة والمثيرة.

مهندسة متعددة المواهب

هوايات متعددة استطاعت من خلالها المهندسة مريـم البلوشي أن تكتسب مهارات في كتابة القصة والمقال والمساهمة في اكــثر من نشاط، هي متمكنة في الخط العربي والزخرفة ، وأنجزت في هذا المجال دراسة خط النسخ والرقعة والديواني، والديواني الجلي ، ومن إبداعها كتابة القصة ، والخواطر، والمـــقالة، وكتابة المسرحيات ، وأصدرت

أول قصة من واقع الحياة، عن مجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي الكتابة المسرحية اهتمت بالأطفال وكتبت لهم الكثير، كما شاركت وأسهمت في نادي القصة القصيرة ( نادي الإبداع بجامعة الإمارات)، وفي إنشاء منتدى الطالبات بجمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي، وعملت دورة في الخط العربي ضمن أنشطة الصيف التابعة لجمعية الاصلاح، والمساهمة في العديد من الانشطة الترفيهية والثقافية ضـــمن فعاليات النادي الاجتماعي بالسكن الداخـلي، وإصدار أول كتاب تناول قصة من واقع الحياة بعنوان (ولكني أستطيع)، وشاركت في برنامج (طـــموح لا ينتهي) لإذاعة الشارقة إعدادا وتقديما، وانشاء وتحرير صفحة الحياة الطلابية بملحق شباب الخليج، والمشاركة في عشاء عمل مع الكونجرس الأميركي عام 2008، تم ترشيحها من قبل ديوان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، والقيام بدراسة " تقييم مســتوى الضوضاء الناتج عن حركة الطائرات من مطار دبي دولي" رسالة الماجــستير 2008.

ومن مشاركاتها القصصية، مسابقة جمعية الاصلاح والتوجيه الاجتماعي ( القصة القصيرة 1994)، ومسابقة القصة القصيرة على مستوى المنطقة (1994-1995-1996)، وفي الاسبوع الثقــافي الثالث لجامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ( القصة القصيرة ، الخط العربي)، ومسابقة غانم غباش للقصة القصيرة 2002، ومســابقة القصة القصيرة للأطفال في بلدية دبي قسم المكتبات العامة، ومسابقة الخط العربي بجامعة الامارات ضمن فعاليات اسبوع اللغة العربية.

أحداث لا تنسى

للإنسان مواقــف وأحــداث لا تنـــسى ما هي المواقــف التي تركت أثرا في حياتك؟

المواقف والأحداث التي مرت بي حاضرة امامي حتى الساعة لأنها من الاحداث التي لا تنسى فعلا، أتذكر فقداني لإحدى صديقاتي في حادث سير منذ 11 سنة، وحتى اليوم ما زال طيفها امامي وحقا افتقدتها كثيرا، فهي لم تكن صديقة فحسب، ولكنها كانت الداعم والمشجع والملهم في حياتي، وأيضا من المواقف الانسانية تجربة العمل التطوعي مع ذوي الاحتياجات الخاصة، لم يدر في خلدي حين عرضت علي الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي في 2003 المشاركة في مخيم الأمل، والذي يقام بشكل سنوي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، بان هناك تغيرا داخليا سيحدث لي دونما أن أشعر، لقد كانت الـ10 سنوات الماضية مفعمة بتجارب شخصية وأحداث تركت اثرها في نفسي.

وفي كل سنة كنت اتعرف على اطفال جعلوا من الإعـــاقة طاقة إيجـــابية لنشر إبداعاتهم وابتكاراتهم، ألم يقولوا ان الارادة القوية تصنع المعجزات، ومن المواقف التي لا تنسى، تجربة الدراســة اثناء تحضير الماجــستير، فقد كنت أزاول العمل صباحا والتوجه ظهرا لمـدينة العين، طيلة ايام الاسبوع هذا الامر شكل علي ضغطا كبيرا، لدرجة فكرت ان اتراجع عن الدراسة في الجامعة، ولولا نصائح زملائي في العمل وصديقاتي، في تحمل هذه المشقة والصبر، لما كنت اليوم في هذا المنصب الهام وان اقدم خبرتي للمجتمع، هذه الاحداث علمتني أن المتعة في الحياة تكمن في الصعوبات والمشقة، وأن التميز لا يأتي إلا بعد معاناة وتحد مع الذات.

التدرج في العمل

ما هي الوظائف التي تدرجتي فيها، وكيف تنظمين أوقاتك في العمل والبيت والسفر؟

بعد انتهائي من المراحل الدراسية الاساسية في مدارس دبي، اكملت دراستي الجامعية في جامعة الامارات، في مجال الهندسة الكيميائية، ثم حصلت على الماجستير في علوم البيئة، اما مشوار عملي فقد مر على مراحل ما بين التدريب والعمل الرسمي، بدأت في بلدية دبي عام 94 في قسم المكتبات العامة كمتدرب صيفي، وايضا في بلدية دبي عام 98 والتحقت بقــسم المساحة والتــخــطيط متدرب صيفي، وفي عام 1999 عدت للبلدية في قسم الري والصرف الصحي، وفي (اينوك) عام 2001 اديت التدريب الفصلي، وما بين عامي 2003 و 2004 انتــقلت لكلية دبي للطلاب كمــساعد اداري ومـــساعد تدريس، بعدها مباشرة انتقلت الى مؤسسة الإمارات العامة للبترول ضابط بيئة، ثم في هيئة الطيران المدني ضابط صحة وسلامة وبيئة ، وبعد ذلك انتقلت لمطار دبي الدولي مديرة البيئة، وحاليا مديرة الدراسات البيئية بالهيئة العامة للطيران المدني.

تطوير العمل

تحرص مريم على تنظيم اوقات العمل،و تطوير العمل في هيئة الطيران المدني، من خلال ابحاثها ودراساتها، وتقول اقوم بأداء واجبي تجاه الهيئة البيئية التابعة للجامعة العربية، ويتطلب العمل بالهيئة على حضور الاجتماعات ودراسة المشاريع ، هذا النوع من الادارة يتطلب دقة ومتابعة شديدة، ولكي تنجز العمل لابد من تنظيم الوقت وترتيب القضايا بحسب اهميتها، موضوع الأسرة انا من النوع الذي يحب لمة الأسرة وتجمعها، وكوني الاخت الكبرى لعدد من الاشقاء والشقيقات، فإنني احرص على رعايتهما، وتوفير ما يحتاجون اليه، والمرة الوحيدة التي افتقدت اسرتي وابتعدت عنها لمدة خمسة شهور متواصلة.

جوائز عديدة حصاد سنوات

مريم البلوشي شخصية رائدة ومن النساء اللاتي يمارسن عملهن بتنظيم وبدقة شديدة، كما انها تتحدث بصراحة وتنتقي كلماتها بحرص، فعملها كما قالت يتطلب الدقة في المصطلحات واعطاء المعلومات الصحيحة، وعلى مستوى محيط الاسرة تعتبر نفسها الام الثانية، فهي التي تشرف على رعاية اخوتها، ومتابعة تعليمهم وامور حياتهم، وفي نفس الوقت تتذكر تلك الاشهر الخمسة التي قضتها في امريكا بعيدة عن افراد اسرتها، عندما انتدبت في عام 2010 للعمل مع المنظمة الدولية للطيران المدني "الايكاو"، كأول فتاة اماراتية وخليجية وعربية تحظى بفرصة العمل مع ادارة البيئة الدولية.

حصلت على عدد من الجوائز، أبرزها، المركز الأول في مسابقة القصة القصيرة على مستوى الثانوية، والمركز الأول في مسابقة القصة القصيرة على مستوى منطقة دبي التعليمية، والمركز الثاني في مسابقة القصة القصيرة على مستوى جامعة الإمارات، والمركز الأول في مسابقة القصة القصيرة للأطفال على مستوى المكتبات العامة بدبي، والمركز الأول في كتابة الخاطرة للأم ضمن مهرجان دبي للتسوق، والمركز الأول في الخط العربي على مستوى جامعة الإمارات، والفوز بجائزة تشجيعية من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ضمن جائزة غباش.