أكدت مصادر إغاثية مطلعة لـ«البيان» أن دولة الإمارات العربية المتحدة قدمت ما نسبته 70 في المئة من إجمالي قيمة المساعدات الإنسانية المقدمة من دول الخليج العربي إلى الشعب السوري، مشيرةً من جهةٍ أخرى إلى اطلاعها على حالات اختناق سببتها هجمات بالغاز في حي الشيخ مقصود (مدينة حلب) وكشفت خفايا لم تتطرق إليها وسائل الإعلام تكمن في «المرتزقة»، أو ما يوصفون بـ«الشبيحة»، حيث وصفتهم بأنهم «المشكلة الأكبر» باستهدافهم شحنات الإغاثة.
وقالت المصادر في تصريحاتٍ لـ«البيان» أمس إن الوضع الميداني في سوريا «ينقسم إلى مناطق يسيطر عليها الجيش النظامي وأخرى للجيش الحر وثالثة بيد المرتزقة»، الذين يسمون في وسائل الإعلام بـ«الشبيحة» المؤيدين للنظام، مشيرةً إلى أن المرتزقة «هم من السوريين والإيرانيين والروس والشيشان».
وأردفت أن مهمة هؤلاء «القيام بحرب شوارع بهدف خلق حالة من التوازن على الأرض وإطالة أمد المعركة لصالح دول معروفة مثل روسيا وإيران»، موضحة أن «أغلب القناصة هم من الروس»، بحسب المعلومات التي توافرت لتلك المصادر ميدانياً.
المساعدات الإماراتية
وبشأن كيفية إدخال المساعدات الإنسانية الإماراتية والخليجية، لفتت المصادر لـ«البيان» إلى أنها «تدخل عن طريق الأردن»، مؤكدةً أن ذلك «يتم بالتعاون مع الهلالين الأحمرين في الأردن وسوريا».
وأفادت أن دولة الإمارات العربية المتحدة «من أكثر الدول التي تقدم مساعدات غذائية إلى المدنيين في الداخل السوري»، مشيرةً إلى أن الدولة «قدمت ما نسبته 70 في المئة من إجمالي قيمة المساعدات الإنسانية المقدمة من دول الخليج العربي إلى الشعب السوري». وقالت المصادر إن «الطحين والوقود والمضادات الحيوية والضمادات، أكثر ما يحتاجه السوريون في الداخل، حيث يعانون من نقصها».
اقتطاع ومشكلة
وكشفت المصادر أن شحنات الإغاثة المحملة بالغذاء «تواجه بحواجز الجيش النظامي الذي يوقفها ويطلب إفراغها لصالح جنوده، ولا يسمح بمرورها إلا بعد اقتطاع ما نسبته 30 أو 25 في المئة من الحمولة»، قائلةً إن وقود التدفئة «من أصعب المواد التي يمكن إدخالها».
ولفتت إلى أن «المشكلة الأكبر تكمن لدى المرور عبر حواجز المرتزقة الذين يستهدفون تلك الشحنات عبر كمائن ويقومون بتفجيرها بغية منع إمداد أي منطقة بالمواد الغذائية». ونوهت إلى أن المساعدات المرسلة إلى المناطق المنكوبة «تكمن في الغذاء ووقود التدفئة والأدوية»، كاشفةً أن منظمات إغاثية دولية «بَنَتْ عيادات متنقلة، سرعان ما سرق المرتزقة معداتها، حيث يحصل ذلك بشكلٍ يومي».
استخدام الغازات
كما ذكرت المصادر لـ«البيان» أن هناك غازات أطلقت على سكان حي الشيخ مقصود في حلب، والتي اتُهمت قوات النظام بالضلوع فيها مؤخراً، حيث تحدثت عن اطلاعها على «حالات مصابة باختناق وتحسس في الصدر وتعرق لعدة ساعات بعد إطلاق تلك الغازات»، على الرغم من أنها شددت على أنها لم تعثر على دليل آخر يثبت استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية.
جوع وإرهاب
وتحدثت المصادر الإغاثية المطلعة عن مشاهد على الأرض تلحظه المنظمات الإنسانية في مناطق سورية مختلفة، من قبيل مصادفتها أطفالاً لم يتناولوا طعاماً منذ يومين أو ثلاثة، حيث أفادت أن عمال الإغاثة في هذه الحالة يقومون بتقديم الفيتامينات إلى أولئك الأطفال، قبل إطعامهم، لأسباب صحية، مؤكدةً، من خلال اطلاعها على الأوضاع ميدانياً، استهداف الجيش النظامي للأطفال والنساء لإرهاب الجيش الحر.
ونوهت في هذا الصدد إلى أن أغلب المتأذين هم من الأطفال والنساء، لافتةً إلى أن مدن حلب وحمص ودرعا الأكثر تضرراً، فيما أكدت توزع المنظمات الإنسانية على كافة المناطق في سوريا، بحسب الأقمار الصناعية التي تزودها بمعلوماتٍ كافية بشأن المكان المنكوب، لتسارع على الفور في التوجه إليه.
مساعدات
300
قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مساعدات مادية قدرها 300 مليون دولار لدعم الوضع الانساني في سوريا خلال المؤتمر الدولي للمانحين الذي انعقد في الكويت يناير الماضي. البيان