رصدت هيئة الطرق والمواصلات العام الماضي 50 موقعاً في دبي تكررت فيها الحوادث المرورية ووضعت لها المعالجات المناسبة بحسب استراتيجية السلامة المرورية التي تشرف عليها مؤسسة المرور والطرق بالهيئة.
وقالت المهندسة ميثاء بن عدي ، المدير التنفيذي لمؤسسة المرور والطرق: إن استراتيجية السلامة المرورية التي وضعها الخبراء في المؤسسة، تعتمد في أحد جوانبها على التقارير الفنية والاحصائيات الرقمية لرصد ومتابعة مناطق الحوادث المرروية المتكررة في دبي والتعامل معها كمناطق سوداء ينبغي وضع المعالجات المناسبة لها ، مؤكدة أن المؤسسة تنظر باهتمام بالغ إلى مسألة السلامة المرورية.
وأضافت: "أن مدينة متميزة مثل دبي لا بد أن تتوفر فيها أعلى المعايير والمواصفات في مجال السلامة والهندسة المرورية، ولذلك تعمل فرقنا التفتيشية والمتخصصون في مجال السلامة المرورية على مدار الساعة لتطوير وتحسين مستويات الأمان على الطرق بشكل مستمر، وأن الهيئة لم تكتف بتصميم وبناء أفضل الطرق بل ابتكرت العديد من المبادرات وبرامج التدقيق على الطرق لضمان تحقيق أفضل مستويات السلامة، كما نعمل بصورة مستمرة على تنفيذ إجراءات هندسية استباقية في شبكة الطرق حتى لا تتحول المواقع المستهدفة إلى مناطق سوداء.
وقالت: في العام الماضي رصدنا 50 نقطة سوداء للحوادث المرورية في دبي وقمنا بمعالجة 22 منها، ويجري العمل في 23 موقعا بينما تخضع 5 مواقع لإعادة التصميم، مؤكدة أن الإجراءات التي اتخذتها المؤسسة ساهمت بشكل كبير في تحسن مستويات السلامة المرورية في المواقع التي شملتها المعالجات الهندسية والفنية.
وأشارت إلى إن المؤسسة تعمل بنظام "النقاط السوداء" منذ العام 2009، حيث أدت إجراءات تحسين مستويات السلامة المرورية في 110 مواقع تم رصدها في الأعوام الماضية، إلى خفض الوفيات في حوادث الدهس بنسبة 36% من 78 حالة وفاة في العام 2009 إلى 50 حالة في 2012، وخلال الفترة نفسها انخفضت الوفيات الناتجة عن مخالفات السرعة الزائدة بنسبة 86%، وانخفضت وفيات مخالفة قطع الإشارة الحمراء بنسبة 36% ، كما ساهمت إجراءات تحسين مستويات السلامة المرورية في خفض وفيات حوادث الاصطدام بأجسام ثابتة بنسبة 35% من 34 حالة وفاة إلى 22 حالة.
وقالت بن عدي: إن المؤسسة تتخذ العديد من التدابير الفنية والاحترازات لتفادي زيادة عدد المناطق السوداء في السنوات المقبلة، من خلال التدقيق على إجراءات السلامة المرورية في مشاريع الطرق الجديدة أثناء مراحل التصميم وخلال التنفيذ وبعد الافتتاح، كما تعمل على دراسة توفير مواقع آمنة لعبور المشاة والدراجات الهوائية، واتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع العبور العشوائي للمشاة، بالإضافة إلى عمل التحسينات المتعلقة بوضوح الرؤية وتنظيم حركة السير عند التقاطعات، كما تعمل المؤسسة باستمرار على تحسين أداء الإشارات الضوئية من خلال التعديل في التوقيت وتركيب الرادارات لمراقبة عبور الإشارة الضوئية الحمراء، وكذلك دراسة وتوفير وسائل التهدئة المرورية والتنسيق مع شرطة دبي لتركيب رادارات ضبط السرعة الزائدة.
وأكدت أن مؤسسة المرور والطرق ستظل ملتزمة بمسؤوليتها تجاه المجتمع لحفظ وحماية أفراده من الحوادث المرورية، وفق الخطط والبرامج التي تشرف على تنفيذها في مجالي السلامة والتوعية المرورية، داعية السائقين ومستخدمي الطرق إلى تقديم المزيد من النماذج الجيدة في السلوكيات المرورية الصحيحة.