يأمل نجم رياضة الكريكت السابق وصاحب الشعبية الكبيرة في باكستان عمران خان، الاستفادة من صورته كممثل لجيل جديد من السياسيين في استحقاق السبت الانتخابي وقطف ثمار حملته الانتخابية الناشطة بهدف "احداث ثورة" في البلاد عبر كسر احتكار الاحزاب التقليدية.
ومساء الثلاثاء، في وقت كان يستعد لالقاء خطاب في لاهور (شرق)، سقط خان بقوة من ارتفاع عدة امتار وتم نقله الى المستشفى بسبب اصابته في الرأس. واكد حزبه في وقت لاحق ان اصابته ليس خطيرة من دون توضيح ما اذا كان لا يزال يعاني اثارا من هذه الحادثة. ويحظى عمران خان بشعبية كبيرة لدى ملايين الباكستانيين منذ قيادته الفريق الوطني في الكريكت، الرياضة المفضلة في البلاد، حين فاز بلقبه الوحيد ببطولة العالم في العام 1992.
ويبلغ خان حاليا 60 عاما كما لا يزال يحتفظ بجسم رياضي ومظهر حسن ببشرته السمراء. كل هذه العوامل جعلت منه شخصية جماهيرية محببة في بلد يفتقر الى رونق المشاهير بالمفهوم السائد.
"سننتخب عمران لانه رجل جديد، ولأن جميع الباقين فشلوا"، هي بلا شكك الجملة الاكثر ترديدا لدى انصار خان الذين هم بغالبيتهم من فئة الشباب، خلال التجمعات الانتخابية التي قام خلالها بحشد الالاف.
في الجهة المقابلة، يطلق اشرس الخصوم عليه لقب "طالبان خان" واصفين اياه بالديماغوجي الشعبوي الخطير والمحافظ وبالساذج الذي يحمل على الولايات المتحدة لكنه يحيد متطرفي طالبان باعتقاده ان ذلك سيحسن الوضع.
ويجذب خان خصوصا فئة الشباب قاطني المدن الذين سئموا الاحزاب التقليدية لكن ليس معلوما ما اذا كانوا سيتوجهون بكثافة الى صناديق الاقتراع السبت. واكد خان الاسبوع الماضي لوكالة فرانس برس ان "الثورة تسير جيدا"، وذلك على هامش لقاء انتخابي في ولاية البنجاب التي يتحدر منها وهي اكبر ولايات البلاد من حديث التعداد السكاني.
شعاراته واضحة: تغيير البلاد، ازاحة الطبقة الثرية التي تحتكر السلطة، اجتثاث الفساد، حل ازمة الطاقة، مجابهة واشنطن التي تكثر من ضغوطها في اتجاه مكافحة الارهاب ومحاولة التحادث مع متمردي طالبان الاسلاميين.
لكن السؤال يبقى هل سيتمكن عمران خان الذي يعد ب"طوفان" انتخابي، من قلب المعادلة؟ وقبل ساعات من الاستحقاق، يعيد المراقبون تقييم حظوظه الانتخابية صعودا على الرغم من التوقعات بصعوبة فوزه على الحزب الاوفر حظا، "الرابطة المسلمة" بزعامة رئيس الوزراء السابق نواز شريف.
وعرف عمران خان بمشاريعه الخيرية بالقدر نفسه لشهرته في رياضة الكريكت، خصوصا من خلال تأسيسه في لاهور افضل مستشفى لمعالجة السرطان في البلاد تكريما لوالدته.