كشف معالي حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم، عن توجه الوزارة لتأسيس مركز عصري على أحدث النظم المعمول بها عالمياً، لإعداد وتأهيل المعلمين وفق أحدث البرامج العلمية والمهنية والممارسات التطبيقية رفيعة المستوى، وسيتم الاعلان عنه قريبا، وعقد ورش عمل لمعلمي اللغة العربية لتطوير مهاراتهم قبل نهاية العام الدراسي الحالي، كما اعلن معاليه أن الوزارة بصدد اعداد لائحة مجلس التطوير التربوي المدرسي لتساعد المدارس في تنفيذ خططتها.
جاء ذلك خلال الإحاطة الإعلامية الأولى لوزارة التربية التي وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بتنفيذها، من خلال مبادرة (الإحاطات الإعلامية الدورية) وأعلن عنها معالي محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء.
واكد القطامي أنها تعد مبادرة غير مسبوقة برؤيتها وأهدافها، وهي تؤسس لنموذج حضاري لافت للتواصل القائم على الشفافية بين الوزارات الاتحادية والمجتمع ووسائل الإعلام، كما أنها تمثل نافذة مميزة للانفتاح الإعلامي العصري الذي تتميز به دولة الإمارات.
استشراف المستقبل
وذكر معاليه أن الوزارة تستشرف المستقبل باستراتيجية تطوير ومشروعات نوعية، وتعمل بحرص شديد على إعداد أبناء الدولة وفق ما حققته الإمارات من إنجازات، وما وصلت إليه من ازدهار ورخاء، متطلعة إلى جيل واع متسلح بالعلم والمعرفة، لديه من المهارات والقدرات، ما يمكنه من مواصلة مسيرة التنمية وتقدم الدولة، والحفاظ على مكتسباتها.
واستعرض القطامي مشروع (القيادات المدرسية) في مستهل الاحاطة الإعلامية، منوهاً بأنه حمل حزمة من الأهداف المهمة التي تعمل الوزارة على تحقيقها وأبرزها تحسين نوعية التعليم وجودته والارتقاء به الى مستوى المعايير الدولية، ورفع مستوى الكفاءات القيادية والإدارية لقيادات الميدان التربوي، فيما أوضح أن مراحل المشروع تمتد إلى 5 سنوات لتطوير المهارات القيادية لـ700 قائد من القيادات التعليمية في المدارس الحكومية، بواقع 400 ساعة تدريبية، وأنه من المقرر مشاركة 30 قائداً في نهاية السنة الأولى و30 نهاية السنة الخامسة في برنامج تدريبي في بريطانيا لملاحظة أفضل الممارسات الدولية، وذلك على أيدي خبراء في القيادة المدرسية من جامعة نوتينغهام.
الاعتماد المدرسي
وحول مشروع الاعتماد المدرسي، قال إن الميدان كان يترقب المشروع عن كثب في بداية تطبيقه، إلى أن بدأت ثماره الأولى تظهر، حتى تنافست المدارس الحكومية فيما بينها للانضمام للمشروع، الذي يتم تطبيقه وفق معايير عالمية، وهو يمثل أفضل التوجهات للارتقاء بمستوى المدارس لدى الدول المتقدمة، وهو ما جعل المدارس الخاصة تتطلع إلى الانضمام إليه.
وأشار إلى أن الوزارة انتهت من اعتماد 396 مدرسة حكومية و35 مدرسة خاصة، وهي بصدد تعميم الاعتماد على المدارس الحكومية كافة، بإدخال 24 مدرسة لمشروع شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين، على أن تتم إعادة تقييم 40 مدرسة حكومية في العام المقبل (2013/ 2014) من المدارس التي بدأ فيها تنفيذ المشروع في مرحلته الأولى، كما سيشهد العام نفسه اعتماد 118 مدرسة خاصة، في مختلف مناطق الدولة التعليمية.
وعن الاختبارات الدولية أشار القطامي إلى أن الوزارة كان لها أن تقيم خطواتها وتكشف واقعها، وأنها حين شاركت بطلبتها في الاختبارات الدولية، لم تكن تتوقع أن تحقق نتائج مبهرة، ولاسيما مع مشاركتها الأولى ثم الثانية في اختبارات (PISA، Timss)، التي اقتربت فيها الدولة إلى المتوسط العالمي، بعد أن حققت الإمارات المركز الأول عربياً في الرياضيات والعلوم.
وفي حديثه عن مشروع الرقابة على المدارس، أكد أنه كان من الضروري ان تتخلص الوزارة من النمط التقليدي القديم للموجه الذي كان يقتصر دوره على (التفتيش)، كما كان من الأهمية تفعيل دور مدير المدرسة، وتمكينه من أداء مسؤولياته وصلاحياته على الوجه الأكمل، سواء من ناحية التطوير أو المتابعة والتقييم.
مشروع الرقابة
وأضاف انه تم تنفيذ مشروع الرقابة في مرحلته الأولى (العام الدراسي الماضي) في أربع مناطق تعليمية، وشمل 29 مدرسة، وفي العام الدراسي الجاري تم تعميمه على 220 مدرسة، وسوف يتم اكتماله بالتوازي مع مشروع الاعتماد المدرسي.
وفي ما يتعلق بالموارد البشرية أفاد معالي القطامي بأن الوزارة نفذت أكبر حركة ترقيات، ضمت 6000 موظف وموظفة من العاملين في الميدان التربوي، من إجمالي المستهدف من الترقيات والبالغ عدده 7700، في الوقت نفسه لفت إلى (نظام إدارة الأداء) الذي تطبقه الوزارة باهتمام بالغ، مؤكداً أن آليات النظام ومعاييره، تمكن التربية من الوقوف على نقاط القوة والضعف لدى الموظفين، ومن ثم تنمية القدرات، وتوجيه البرامج التدريبية للموظفين الذين يبدون استعداداً لمواصلة عملهم والارتقاء بمستوياتهم المهنية والتخصصية.
وفي السياق نفسه أعلن معاليه عن توجه الوزارة نحو تأسيس (مركز تدريب وتأهيل المعلمين)، الذي سيمثل خطوة فارقة ومهمة في سياسة التنمية المهنية التي تتبناها الوزارة، موضحاً أن المركز سيشتمل على أحدث التجهيزات ووسائل التدريب المتقدمة، فضلاً عن اعتماده برامج تدريبية مقننة وفق المعايير العالمية المعول بها في هذا المجال.
ونوه معاليه بما تم اعتماده في شأن التقويم المدرسي للعام (2013/ 2014)، الذي سيبدأ بدوام الهيئات الإدارية والتدريسية والفنية المساعدة يوم الأول من سبتمبر المقبل، ثم دوام الطلبة بجميع مراحلهم التعليمية يوم الثامن من الشهر نفسه، كما أشار إلى أن الوزارة بدأت التحضير لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الثالث، معلناً أنها ستبدأ يوم التاسع من يونيو المقبل لجميع الصفوف من (السادس إلى الثاني عشر)، وأن امتحانات العلمي ستنتهي يوم 18 يونيو، والأدبي يوم 20 من الشهر نفسه.
الأولمبياد المدرسي
وتحدث معالي وزير التربية عن مشروع (الأولمبياد المدرسي) وأهدافه التي ترمي إلى تعديل وضعية هرم الرياضة المقلوب، وتنشئة أجيال وأبطال واعدة، لديها القدرة على المنافسة وإحراز المراكز الأولى في البطولات الرياضية، وعلى الصعد العربية والإقليمية والعالمية كافة، فضلاً عن توسيع قاعدة ممارسة الأنشطة البدنية والرياضية في المدارس، وحفز الطلبة على اكتشاف مواهبهم الرياضية، وتنمية قدرات الطلبة، واستثمار طاقاتهم على النحو السليم، والوجه المطلوب.
وأشار إلى النتائج المبهرة التي تحققت من الأولمبياد المدرسي، والنجاح الذي تحقق في النسخة الأولى التي انطلقت قبل أيام، مؤكداً أن أهم نتيجة وصلت إليها الوزارة تمثلت في اكتشاف جيل من الطلبة الموهوبين في مختلف الرياضات.
وعن المنافسات الطلابية، قال إن الوزارة اهتمت وعملت بحرص وخطى حثيثة على تأهيل أبناء الدولة على المشاركة في المنافسات العلمية (خليجياً وعربياً ودولياً)، فاستحدثت أولمبياد اللغة العربية لتعزيز مهارتها لدى أبناء الدولة، وقد اسفرت عمليات الإعداد والتأهيل عن اقتناص طلبة الدولة مجموعة كبيرة من الميداليات بألوانها المختلفة (الذهبية والفضية والبرونزية) في منافسات وأولمبياد المجالات المتخصصة (الكيمياء والفيزياء والروبوت) وأولمبياد اللغة العربية، وغيرها من المسابقات التي أثبت فيها الطلبة جدارتهم ومستويات تحصيلهم العلمي المرتفع، فيما لفت لما حققه طلبة مدارسنا من إنجاز كبير خلال مشاركتهم في منافسة المسرح المدرسي التي عقدت مؤخراً في المملكة المغربية.
الإرشاد الأكاديمي
وفي استعراضه لمبادرة (الإرشاد الأكاديمي)، ثمن معاليه الدور البارز لمؤسسة اتصالات الإمارات، مؤكداً ما تتمتع به من حس وطني رفيع، جعلها تبادر لدعم مشروعات التعليم ومبادرات الوزارة، ومنها مبادرة الإرشاد التي اشتملت على تدريب 100 متخصص في الخدمة الاجتماعية والنفسية، وتخريج أول دفعة من المرشدين الأكاديميين.
وذكر معالي القطامي مجموعة المبادرات والفعاليات ذات الصلة بالإرشاد الأكاديمي، وفي مقدمتها إعداد وثيقة ومنهج للإرشاد في المرحلة الثانوية، في خطوة غير مسبوقة على مستوى المنطقة، واستحداث وظيفة (مرشد أكاديمي) في مدارس الدولة، إلى جانب ذلك ألمح إلى أن الوزارة نظمت 4 معارض مهنية مركزية للإرشاد والتوجيه استفاد منها طلاب وطالبات المرحلة الثانوية، وذلك بمشاركة 25 مؤسسة تعليمية من جامعات وكليات ومعاهد عربية ودولية.
تعزيز العلاقة
وحول تعزيز العلاقة بين البيت والمدرسة، ذكر معالي وزير التربية مبادرتي (مرحباً مدرستي، واليوم المفتوح)، والنتائج والآثار الإيجابية الواسعة التي تحققت منهما، ولاسيما زيادة تفاعل أولياء الأمور مع المدرسة، ومشاركتهم في مختلف الفعاليات والأنشطة، في الوقت نفسه لفت إلى أهمية لائحة مجالس أولياء الأمور التي تم اعتمادها مؤخراً في توثيق العلاقة بين البيت والمدرسة، وزيادة أدوار الآباء والأمهات وإسهاماتهم الإيجابية في العملية التعليمية، كما أعلن معاليه عن توجه الوزارة لإصدار لائحة (مجلس التطوير التربوي للمدارس)، مؤكداً أنها ستؤسس لمرحلة نوعية في المجتمع المدرسي.
مكانة اللغة العربية
قصد معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم في الإحاطة الإعلامية الأولى أن يختتم تصريحاته بالحديث عن اللغة العربية وأهميتها ومكانتها وفق ما تتجه إليه سياسة الدولة واهتمام قيادتنا الرشيدة بلغتنا الأم، وقال معاليه: علينا أن نواكب هذا الزخم، المحيط بلغتنا العربية، وعلينا كذلك النهوض بمستوى معلمي اللغة العربية وطرائق التدريس، معلناً عن تنظيم وزارة التربية ورشة عمل موسعة قريباً - تضم جميع معلمي اللغة، وذلك بالتعاون مع لجنة إعداد تقرير اللغة العربية التي يترأسها البروفيسور الدكتور فاروق الباز.
عقب رده على جميع تساؤلات الإعلاميين واستفساراتهم، قال معالي وزير التربية إن الوزارة حريصة على الاستمرار في تواصلها مع المجتمع بمؤسساته وأفراده، وعلى توثيق علاقتها بشركائها الاستراتيجيين، وخاصة مع وسائل الإعلام، وذلك على قدر كبير من الشفافية وانسيابية المعلومات، وأن الوزارة لن تدخر وسعاً في عقد الإحاطات الإعلامية وفق ما هو معتمد ومقرر، وفي ضوء الإعلان عن المبادرات والمشروعات المهمة، وتقديم الإفادات المناسبة حول ما يشغل المجتمع من أمور تربوية وتعليمية.