غداة مقتل 35 عراقياً في سلسلة تفجيرات وأعمال عنف ضربت مناطق مختلفة، تواصلت حالة الانفلات الأمني أمس، لليوم الثاني على التوالي، حيث لقي العشرات حتفهم بهجمات، أعنفها في العاصمة بغداد، أودت بحياة 21، وسط استنفار لقوات الجيش، فيما سارع رئيس الوزراء نوري المالكي إلى اتهام حزب البعث المنحل بالتورط، قائلاً إن ما حصل نتيجة «الحقد الطائفي».
وقالت الشرطة العراقية ومسؤولون طبيون امس إن ثلاثة تفجيرات استهدفت أسواقا في مناطق شيعية في العاصمة بغداد، ما أسفر عن مقتل 21 شخصا على الأقل. وأضافت الشرطة أن سيارتين ملغومتين انفجرتا في سوقين مزدحمين بحي مدينة الصدر بشمال شرق بغداد، ما أدى الى مقتل 18 على الأقل وإصابة 18 آخرين. واستهدف التفجير الثالث سوقا صغيرا بحي الكمالية وأسفر عن مقتل ثلاثة آخرين.
إنذار واستنفار
ووضعت السلطات الأمنية العراقية قواتها في حال انذار من الدرجة الأولى، ونشرت قوات عسكرية في شوارع بغداد، التي قطّع عددا منها، ومنعت وقوف السيارات على جانبي الطرق، كما تم تفكيك اربع مفخخات في العاصمة قبل انفجارها.
وطلبت الأجهزة الأمنية من أصحاب المحال التجارية في المناطق التي تشهد حركة تجارية مكثفة إغلاق محالهم تحسبا من عمليات استهداف أخرى، فيما تم اغلاق جميع الطرق المؤدية إلى أماكن الانفجارات، ومنعت وقوف السيارات على جانبي الطرق، غداة تفجير ست مفخخات أول من أمس في مناطق الصدر والكاظمية والزعفرانية والمشتل والسيدية والحسينية، ادت الى مصرع 24 شخصا واصابة 113 آخرين، ضمن حصيلة وصلت إلى 35 قتيلاً.
اتهامات المالكي
وعلى الفور، سارع رئيس الوزراء نوري المالكي إلى اتهام حزب البعث المنحل. وقال في تصريحات ان «التفجيرات جرائم متعمدة ضد المواطنين على اساس مذهبي، تطورت فيها جرائم حزب البعث في نظام الحكم السابق من الإبادة الجماعية والحروب الداخلية والخارجية إلى استهداف المواطنين الأبرياء في اماكن سكناهم وتجمعاتهم حاليا». واردف ان «التفجيرات الحالية هي نتائج الحقد الطائفي المتأصل في حزب البعث الذي يحمل العقلية الانتقامية الفاشية». وأضاف أن «من يفجر الآن هم انفسهم اولئك البعثيون، ولكن زادت عليهم عناصر القاعدة، لكن من يخطط وينفذ لقتل الناس في بيوتهم ومنازلهم بقتل جبان هو حزب البعث» المحظور في العراق دستورياً.
لا تفاوض
إلى ذلك، حذر رجل الدين عبد الملك السعدي من استعمال القوة أو التسلط ضد الخطباء والمتظاهرين لإنهاء الاعتصامات والجمعة الموحدة المقررة اليوم. وذكر السعدي في بيان: «وردتنا معلومات أن بعض المُحافظين وبعض مديري الأوقاف، ولاسيما في الأنبار، يضغطون على الخطباء والمتظاهرين بإنهاء الاعتصام والجمعة المُوحَّدة، ويأمرونهم بالعودة إلى المساجد بحجة مبادرتي في تأليف لجنة حوار مع الحكومة، لذا أقول إن مبادرتي هذه لا تعني تحقيق الحقوق، وشرط إنهاء الاعتصام والجمعة الموحدة تحقيق جميع الحقوق، ولا تفاوض دونها». وتابع: «أحذّر من ذلك ومن استعمال القوة أو التسلط ضد الخطباء والمتظاهرين، إذ سبق أن أصّلت بفتوى سابقة أنَّ الأصل في مشروعية الجمعة الموحدة توحيد الصف».