استكمل الجيش اللبناني أمس، انتشاره في أرجاء مدينة طرابلس، التي تشهد منذ أيام اشتباكات طائفية بين حيي جبل محسن وباب التبانة، أدت إلى سقوط أربعة قتلى جدد الليلة قبل الماضية، وسط هدوء حذر، في حين دعا مسؤول أممي إلى دعم الجيش وقوى الأمن للسيطرة على الوضع في طرابلس.
وأفاد مصدر أمني لبناني أمس، أن 197 شخصاً أصيبوا بجروح في المعارك التي بدأت الأحد الماضي بين حيي باب التبانة السني المتعاطف مع المعارضة السورية، وجبل محسن العلوي المؤيد لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، والتي تعد الأكثر حدة بين المنطقتين منذ أعوام طويلة.
وقتل الليلة قبل الماضية أربعة أشخاص جدد أضيفوا إلى سبعة لقوا حتفهم في وقت سابق أول أمس، لترتفع حصيلة ضحايا الخميس إلى 11، وهي الأعلى ليوم واحد منذ بدء الاشتباكات التي تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة، من القذائف الصاروخية وقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة، والتي أودت بـ 23 لبنانياً.
وكانت مناطق الاشتباكات مقفرة مع تسجيل انتشار للجيش اللبناني فيها، حيث استكملت عناصر الجيش انتشارها في جبل محسن منذ الصباح، ومن ثم أكملت المرحلة الثانية قبل الظهر في التبانة والبقار والمنكوبين والريفاني والشعراني والملولي وسائر المناطق المحيطة بالجبل، في حين سيطر الهدوء الحذر على محاور الاشتباكات التقليدية كافة.
وبقيت المدارس مقفلة لليوم الثاني على التوالي، في حين بقيت الطريق التي تربط المدينة بالحدود السورية مفتوحة أمام حركة السير.
تدخل سوري
من جانب آخر، نقلت تقارير إعلامية لبنانية عن مصادر معنية بالقتال بين جبل محسن والتبانة، أنه «في حال تمادي التكفيريين من التبانة وسواها بمهاجمة الجبل، وفي حال تخطوا الخط الأحمر، أو في حال اعتدائهم على بعض القرى العلوية في قرى عكار مثلاً، فعندها لن يقتصر الأمر على الرد التقليدي، بل ربما نتحول إلى الهجوم».
وأضافت المصادر نفسها القول: «كانت هناك حشود من الجيش السوري على الحدود الشمالية مع لبنان تراقب عن كثب، وبالتالي، لا يتصور البعض أن هذا الجيش لن يتدخل في حال أفلتت الأمور من يد الجميع».
الأمم المتحدة
بدوره، دعا المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي «الجميع لكي يقوموا بكل الجهود الممكنة ليتمكن الجيش والقوى الأمنية من السيطرة على الوضع في طرابلس، وإعادة الاستقرار والسلام إليها».
دعوة بلامبلي جاءت بعد زيارته لوزير الداخلية اللبناني مروان شربل.
وأعلن بلامبلي أنه «تحدث مع شربل حول قضية الانتخابات»، مشيراً إلى أن «الأمم المتحدة لديها دور تقني بمساعدة وزارة الداخلية في التحضير للانتخابات»، داعياً «القادة اللبنانيين لإجراء الانتخابات بحسب المعايير الدولية».