مع تزايد لأعمال العنف بوتيرة غير مسبوقة في العراق، انتقد محافظ كركوك الحكومة المركزية وأداء القوات الأمنية، واعتبرها عاجزة على إيقاف العنف وسط عمليات فرار في صفوف الجيش ...في وقت حذر التحالف الكردستاني من احتمال تدخل عسكري أميركي جديد في حال استمرار تردي الأوضاع الأمنية.
ونقلت تقارير إعلامية عن محافظ كركوكنجم الدين كريم وهو قيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يترأسه الرئيس العراقي جلال طالباني شكوكه في أن «تتمكن الحكومة المركزية في بغداد من وقف موجات العنف التي تعصف بالبلاد»
وقال كريم إن «ثقته بقدرات القوات الأمنية العراقية محدودة ولا يمكنك أن تفرض السيطرة الأمنية عبر قوات تفتقر إلى التدريب، فالجيش غير مدرب على أي شيء لقد تحول إلى عائد مالي لآلاف العاطلين عن العمل،
وهذا ما يبرر عمليات الفرار من صفوفه التي حصلت في الأيام الأخيرة». وكان القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن الثلاثاء الماضي بعد التشاور مع المسؤولين الأمنيين إصدار أوامر ديوانية بتغييرات طالت قيادات العمليات وقادة الفرق بعد التفجيرات الأخيرة التي شهدها العراق.
«الكردستاني» يحذر
في هذه الأجواء، حذر التحالف الكردستاني من تدخل عسكري أميركي جديد في العراق في حال استمرار الأزمة الأمنية.
وقال النائب عن التحالف محما خليل إن المباحثات التي أجراها نائب رئيس الأميركي جو بايدن هاتفيا مع المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي هي لمناقشة حدة التوتر القائمة.
وأوضح خليل في تصريحات لوكالة كل العراق إن «اتصال بايدن بالمالكي والنجيفي يعني أن هناك قلقا كبيرا لدى الأميركان على العراق، وبحسب الاتفاقية الأميركية العراقية وبموجب البند السابع يحق للولايات المتحدة أن تتدخل في العراق عسكريا في حال تعرض إلى خطر، سواء كان خارجيا أم داخليا كالحرب الأهلية».
وأضاف خليل إن «هناك بندا في الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة يلزم الأخيرة بالدفاع عن العملية السياسية في حال تعرضها إلى تهديد»، منوها إلى أن «العراق اليوم يعيش أزمة سياسية خطيرة ونحن نرى أنه يجب أن نحل المشاكل عن طريق الحوار والركون إلى الدستور والابتعاد عن التصعيد الإعلامي واحترام الشراكة».
وأشار النائب عن التحالف الكردستاني إلى أن «هناك تصعيدا واضحا من قبل الحكومة والبرلمان، وهذا التصعيد قد يسبب إرباكا ويزيد من تشنج الأجواء أكثر، لذلك أعتقد من مصلحة العراق عدم لجوء زعاماته إلى التصعيد».
وكان بايدن اعرب عن قلقه إزاء الوضع الأمني في العراق وتعهد بمواصلة دعم الولايات المتحدة للعراق في حربها ضد الإرهاب.
قتلى وجرحى في هجمات
قتل 12 شخصا بينهم ستة من عناصر الشرطة العراقية وأصيب 16 شخصاً آخرين بجروح في هجمات متفرقة أمس في العراق.
وقال الملازم أول إسلام الجبوري في شرطة الموصل (350 كيلومتر شمال بغداد) إن «ثلاثة من عناصر الشرطة قتلوا وأصيب 15 شخصا بينهم امرأتان وثلاثة أطفال بجروح في انفجار سيارة مفخخة». وأضاف أن «الانفجار وقع داخل منزل في ناحية الشورى التي تبعد نحو 20 كيلومتراً جنوب الموصل أثناء تفتيشه من دورية مشتركة للجيش والشرطة».
وفي هجوم آخر، اغتال مسلحون مجهولون شرطياً عند مروره في الحي الزراعي، في شمالي مدينة الموصل، وفقا للمصدر ذاته.
وفي بغداد، قال مصدر في وزارة الداخلية إن «ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب شخص بجروح جراء هجوم مسلح استهدف المدنيين في منطقة الكاظمية، في شمال بغداد».
وأكد مصدر طبي في مستشفى الكاظمية تلقي ثلاث جثث ومعالجة رجل وامرأة أصيبا في الهجوم.
وقال مصدر أمني إن «مسلحين مجهولين يستقلون سيارة مدنية أطلقوا النار من أسلحة كاتمة للصوت على مدنيين قرب ساحة العروبة بمنطقة الكاظمية شمال بغداد ما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم وإصابة رابع بجروح قبل أن يلوذوا بالفرار». وأضاف المصدر: «طوقت قوة أمنية مكان الحادث، ونقلت جثث القتلى إلى الطب العدلي والجريح إلى المستشفى»
في غضون، ذلك نجا قائد عمليات سامراء اللواء الركن صباح الفتلاوي صباح أمس من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة انفجرت بسيارته جنوب مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.
وذكر مصدر أمني أن «عبوة لاصقة انفجرت كانت موضوعة في سيارة الفتلاوي قرب قرية مكيشفية شمالي مدينة سامراء دون أن تسفر عن إصابته». وأكد المصدر ذاته أن «الانفجار ألحق أضراراً مادية فقط بالعجلة».