أمطر مسلحون مجهولون أمس معاقل حزب الله اللبناني غداة تهديدات زعيم الحزب حسن نصرالله بهزيمة ثوار سوريا، حيث سقط صاروخا «غراد» على معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت أسفرا عن سقوط أربعة جرحى، في تطور غير مسبوق، بالتوازي مع سقوط صاروخين على منطقة الهرمل الشيعية على الحدود السورية، في حين اعتبر الجيش الحر تلك الصواريخ «إنذاراً»، مديناً في الوقت ذاته ما حصل، في وقتٍ استمرت الاشتباكات الطائفية في مدينة طرابلس.
وقال مصدر أمني لبناني أمس: إن «صاروخي غراد سقطا في الضاحية الجنوبية لبيروت أحدهما في معرض للسيارات، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص وأضرار مادية في السيارات». واكد المصدر أن الصاروخين «أطلقا من منطقة عيتات في جبل لبنان الواقعة على بعد نحو 13 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من الضاحية الجنوبية»، مشيرا الى أن «الجيش اللبناني توجه الى المنطقة التي أطلقا منها». وأفيد عن إطلاق صاروخ ثالث لم ينفجر سقط في أحد الاودية جنوب شرقي بيروت.
وهي المرة الأولى التي تسقط فيها صواريخ على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ اندلاع الثورة في سوريا.
صاروخا الهرمل
وبالتوازي، سقط صاروخان في منطقة الهرمل شمال شرقي لبنان مصدرهما الأراضي السورية. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن «صاروخين سقطا في أماكن سكنية وسط الهرمل، مصدرهما الأراضي السورية واقتصرت الأضرار على الماديات».
إدانات ومواقف
وعلى الفور، أدان الرئيس اللبناني ميشال سليمان، في بيان، إطلاق الصواريخ، واصفاً من قام بذلك بـ«الإرهابيين المخربين الذين لا يريدون السلم والاستقرار للبنان واللبنانيين». كما قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: إن الذين أطلقوا الصواريخ «يريدون استدراج ردات فعل معينة وإحداث بلبلة أمنية». وقال ميقاتي في بيان: «ندعو الجميع الى التيقظ والتنبه والتعاطي مع دقة الوضع بحكمة لمنع الساعين الى الفتنة من تحقيق مآربهم، ونؤكد أن الاجهزة الأمنية قد باشرت تحقيقاتها لكشف ملابسات هذا العمل التخريبي وتوقيف الفاعلين».
إنذار ونفي
وبالتوازي، أعلن أمين سرّ الجيش الحر النقيب عمار الواوي في تصريح لقناة «أل بي سي» اللبنانية أن الصاروخين اللذين سقطا على الضاحية الجنوبية لبيروت «إنذار لحزب الله والحكومة اللبنانية»، محذراً من «تداعيات على بيروت وطرابلس ومطار رفيق الحريري الدولي في حال لم تكف الحكومة اللبنانية يد الحزب عن سوريا»، حيث قال: إن مطار بيروت «أصبح ممراً للطيران الإيراني الذي يرسل أسلحة إلى سوريا».
وقال الواوي: «أهلنا الشرفاء في لبنان من مختلف الطوائف لن يقفوا حيال ما يفعله حزب الله في سوريا، وبالتالي ستكون هناك تداعيات، ومن بينها ما حدث من سقوط صواريخ على الضاحية الجنوبية». وأضاف: «سنقوم في الأيام المقبلة بأكثر من ذلك وهذا إنذار لحزب الله وللحكومة اللبنانية لكف يد حزب الله فوراً عن سوريا»، موضحاً أن «الشعب السوري لن يقف مكتوف الأيدي حيال ما يفعله الحزب».
ولكن رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الحر اللواء سليم إدريس دان عملية إطلاق صاروخين استهدفا الضاحية الجنوبية. وقال إدريس في تصريح لقناة «العربية الإخبارية»: «نرفض مثل هذه الأعمال ضد الأراضي اللبنانية رفضاً قاطعاً»، نافياً في الوقت نفسه علاقة الجيش الحر بالعملية، ومؤكداً «حرص الجيش الحر على سيادة لبنان وعدم تعريضه لأي نوع من أنواع الخطر».
اشتباكات طرابلس
أما في طرابلس شمالاً، فقتل شخص وأصيب أربعة بجروح من جراء تواصل الاشتباكات وأعمال القنص بين سنة حي باب التبانة وعلويي حي جبل محسن في مدينة طرابلس، ما يرفع إلى 31 قتيلاً حصيلة أعمال العنف المستمرة منذ أكثر من أسبوع على خلفية النزاع السوري، فيما تجاوز عدد الجرحى مئتين.
الكويت تدعو
حضت السلطات الكويتية مواطنيها أمس على عدم التوجه الى لبنان، داعية الموجودين هناك إلى «المغادرة بأسرع وقت ممكن». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن بيان للخارجية الكويتية أنه «نظراً للأوضاع غير المستقرة في لبنان وعواقبها المنتظرة، يدعو مسؤول في وزارة الخارجية المواطنين إلى توخي الحذر وعدم السفر إلى لبنان في الوقت الحاضر».