جددت الخرطوم أمس رفضها طلب المحكمة الجنائية الدولية بتسليم الرئيس السوداني عمر البشير، وثلاثة مسؤولين آخرين، بزعم مسؤوليتهم عن «جرائم ضد الإنسانية»، في إقليم دارفور غرب السودان، في وقت صعد السودان من لهجته حيال الجار الجنوبي، ملوحاً باتخاذ إجراءات لم يعلن عنها في حال انتهاء آجال اتفاقياته مع جوبا.
ورداً على ما جاء في التقرير الـ17 للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، بشأن تعاون الخرطوم في التحقيقات الجارية حول ملف «قضية دارفور»، قال السفير السوداني لدى الأمم المتحدة، دفع الله الحاج، إن «التقرير جاء حافلاً بالادعاءات الخاطئة، والمطالب غير المنطقية».
وأكد في بيانه أثناء مداولات مجلس الأمن حول التقرير، أن مشاركته في الجلسة لا تعني بأي حال الاعتراف بالمحكمة الجنائية الدولية، أو التعامل معها، لأن السودان ليس طرفاً في ميثاق روما المؤسس لها، وقال إن بيانه موجه فقط إلى مجلس الأمن.
وبينما شددت مدعية المحكمة على ضرورة «امتثال» السودان لقرار مجلس الأمن رقم 1593 بشأن دارفور، اعتبر الحاج أن «الأمر برمته تأسس على فرضية خاطئة، حسبما أكدته شهادات شخصيات دولية بارزة، دحضت شهاداتهم تهمة الإبادة الجماعية».
واعتبر الحاج أن «المطالبة بتنفيذ أوامر القبض على المسؤولين السودانيين، هي مطالبة مرفوضة، لأنها لم تستند إلى منطق، وما أسس على باطل فهو باطل»، مشدداً على أن النزاع في دارفور «نزاع داخلي، لم يتعد حدود السودان، وصنف ظلماً بأنه يهدد السلم والأمن الدوليين».
تهديد سوداني
على صعيد آخر، لوحت الحكومة السودانية بإجراءات ستتخذها حال انقضاء أجل تنفيذ اتفاقيات التعاون مع دولة جنوب السودان، ووجهت بإنفاذ حملة إعلامية ودبلوماسية واسعة لشرح موقف الجنوب من واستمراره في دعم المتمردين السودانيين.
وقال الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء السوداني حاتم حسن بخيت ان المجلس وجه اجتماعه أمس برئاسة البشير رئيس بإنفاذ حملة إعلامية ودبلوماسية واسعة لشرح مواقف دولة جنوب السودان الداعمة لحركات التمرد ضد السودان والإجراءات التي سيتم اتخاذها حال انقضاء اجل تنفيذ اتفاقيات التعاون مع دولة الجنوب، مؤكدا ضرورة الاستمرار في تهيئة الرأي العام لهذه الإجراءات التي لم يفصح عنها بعد.
نزوح عشرات الآلاف
في غضون ذلك، ذكرت الأمم المتحدة أمس أن أكثر من 60 ألف شخص فروا من بلدة ابو كرشولا التي تقع في منطقة سودانية غنية بالنفط منذ مهاجمة متمردين لها في ابريل الماضي.
وذكرت الأمم المتحدة في تقرير ان القتال في ابو كرشولا أدى إلى نزوح 63 ألف شخص. وفر نحو ثمانية آلاف شخص إلى الخرطوم على بعد اكثر من 600 كيلومتر، فيما يبحث 44 ألف شخص عن مأوى في ولاية شمال كردفان المجاورة. وأضافت: «الوضع الأمني لا يزال هشاً».
ويشهد السودان منذ عقود اشتباكات بين الحكومة والمتمردين الذين يقاتلون ضد ما يقولون إنه استغلال من جانب النخبة الحاكمة في الخرطوم.
وتضم الجبهة الثورية ثلاث جماعات متمردة من دارفور إلى جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، وتقوم بعملياتها القتالية على طول الحدود مع جنوب السودان. حادث
قتل طياران سودانيان أمس في تحطم مروحية عسكرية سودانية بعد اصطدامها ببرج كهربائي في مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق. ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد سعد إن مروحية تدريب عسكرية تحطمت صباحاً بمدينة الدمازين نتيجة لاصطدامها ببرج كهربائي لخط ضغط عال. الخرطوم-البيان