شدّدت الولايات المتحدة موقفها حيال النظام السوري متهمة اياه باستخدام الأسلحة الكيميائية ومتعهدة بدعم عسكري للمعارضة في نفس الوقت الذي تدرس فيه فرض منطقة حظر جوي فوق المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام، فيما أكّد البيت الأبيض أنّه «لا يتوقع أي سيناريو يتضمن احتمال بقاء الأسد في السلطة، في الأثناء استبعدت فرنسا فرض منطقة الحظر خلال مجلس الأمن الذي دعته المانيا للانعقاد من اجل تدارس الوضع، فيما اعتبرت روسيا الاتهامات بشأن الكيماوي «غير مقنعة» وحذرت واشنطن من تكرار الخطأ الذي ارتكبته بغزوها العراق.. بينما أكدت دمشق ان تسليح المعارضة يعتبر عرقلة للحل السياسي.
وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما امس انها قامت بمراجعة لتقارير استخباراتية خلصت بنتيجتها الى ان قوات النظام السوري استخدمت اسلحة محظورة من بينها غاز السارين في هجمات ادت الى مقتل 150 شخصاً.
دعم عسكري
ورفض مسؤولون اميركيون استبعاد المضي قدماً في تسليح المعارضة في سوريا أو فرض منطقة حظر جوي وقالوا إن واشنطن ستدعم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر. وقال مساعد مستشار الأمن القومي بن رودز إن «الرئيس اتخذ قراراً بتقديم المزيد من الدعم للمعارضة السورية. وذلك سيتضمن دعماً مباشراً للمجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر. ومن ضمن ذلك الدعم العسكري»، دون اعطاء المزيد من التفاصيل.
حظر جوي
وأوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» ان الدعم العسكري الذي تعرضه الولايات المتحدة يتضمن اقامة منطقة حظر جوي مؤقت فوق مخيمات تدريب المعارضين. وتابعت نقلاً عن مسؤولين أميركيين لم تكشف هويتهم بأن منطقة الحظر الجوي هذه ستمتد على مساحة 40 كلم (25 ميلًا) داخل سوريا وسيتم فرضها بواسطة طائرات حربية مجهزة بصواريخ جو-جو داخل المجال الجوي الأردني.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» تصريح مسؤولين أميركيين أن تسليح المعارضة سيشمل الأسلحة الخفيفة والذخيرة وأسلحة مضادة للمدرعات دون تلك المضادة للطائرات.
صعوبة إجراء
وفيما شدّد البيت الأبيض على أنّ واشنطن تريد أن تكون المعارضة السورية أقوى ما يمكن، أشار إلى أنّ إقامة منطقة حظر طيران في سوريا أصعب بكثير وأكثر تكلفة عما كان عليه الحال في ليبيا، وألّا مصلحة وطنية لواشنطن في مواصلة الاضطلاع بعمل عسكري مكثّف ومفتوح بسوريا من خلال إقامة منطقة الحظر، مضيفاً في الوقت نفسه أنّه «لا يتوقع أي سيناريو يتضمن احتمال بقاء الأسد في السلطة .
على الصعيد، أكّد البيت الأبيض أنّ الرئيس باراك اوباما سيبحث كيفية مساعدة سوريا على إيجاد سبيل لإنهاء النزاع خلال لقاءه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش اجتماع مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية بعد غدٍ الاثنين.
تشكيك فرنسي
من جهتها اعتبرت فرنسا أنه من غير المرجح إنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا في الوقت الحالي بسبب معارضة بعض أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. حسب الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو.
وصرح الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، مايكل مان، أن إعلان الولايات المتحدة أن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية يجعل «أكثر أهمية» إرسال بعثة للتحقق من الأمم المتحدة إلى هذا البلد. بينما دعت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل مجلس الأمن للاجتماع لتدارس الأوضاع في سوريا.
تأييد بريطاني
من جهتها أعلنت بريطانيا انها «متفقة» مع الولايات المتحدة بأن أسلحة كيميائية قد استخدمت في سوريا. وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، ان قمة مجموعة الثماني ستناقش «الرد القوي والحازم» الذي يجب تقديمه. فيما قال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بريطانيا غير مستعدة بعد لتسليح المعارضة السورية.
مطالب بالتحقيق
ورحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن بالتصريح الأميركي «الواضح». «هناك ضرورة ملحة بأن يسمح النظام السوري للأمم المتحدة بالتحقيق في كل التقارير التي تشير الى استخدام أسلحة كيميائية». واكد ان العالم أوضح أن أي استخدام للأسلحة الكيماوية في سوريا غير مقبول ويمثل انتهاكا للقانون الدولي، لكنه لم يشر إلى أي رد فعل محدد من جانب الحلف.
تحذير روسي
ورأت روسيا ان الاتهامات الاميركية بشأن الكيماوي «غير مقنعة» وحذرت واشنطن من تكرار الخطأ الذي ارتكبته بغزوها العراق بعد اتهامات كاذبة لصدام حسين بامتلاك اسلحة للدمار الشامل. ورأى المستشار الدبلوماسي في الكرملين يوري اوشاكوف ان قرار الولايات المتحدة تسليم المعارضة مساعدة عسكرية يمكن ان يضر بالجهود الدولية لإنهاء النزاع. واكد الناطق باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، إن الخبراء الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين، أخفقوا بتقديم أدلة قاطعة على استخدام السلطات السورية لأسلحة كيميائية.
نفي سوري
وفيما اعلن الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة في بيان اصدره مكتبه في الولايات المتحدة «ترحيبه بزيادة الدعم الأميركي ولا سيما الدعم العسكري المباشر». وقال البيان إن «الدعم يجب أن يكون استراتيجياً وحاسماً بهدف انهاء العنف وتحقيق تحول سياسي». اعتبرت دمشق ان اتهامها باستخدام الأسلحة الكيماوية «حافل بالأكاذيب» ويستند إلى «معلومات ملفقة» ويساهم في عرقلة التوصل إلى حل سياسي بين السوريين بقيادة سورية، بما يحترم إرادة الشعب السوري وخياراته»، بحسب ما أفاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية.
من الحدث
- صرح مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية ان واشنطن ستبقي مقاتلات اف-16 وصواريخ باتريوت المضادة للصواريخ في الأردن بعد انتهاء المناورات العسكرية المشتركة الجارية حاليا.
- تنوي وزارة الدفاع الاميركية ان تبقي قوات البحرية الاميركية قبالة السواحل الاردنية بعد اجراء مفاوضات حول هذا الشأن مع القيادة الاردنية.
- كشف مصدر عسكري أميركي لـ«سكاي نيوز عربية»، امس، أن أسلحة ثقيلة وصواريخ مضادة للطائرات دخلت إلى الأراضي السورية.
- قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصريحات صحافية نشرت امس انه لا ينبغي على إسرائيل أن تقلق من بقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد وأن البديل لهذا النظام هو الفوضى وحكم راديكالي متطرف.
جيل في خطر
حذرت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) أمس، في تقرير بعنوان «الحياة المحطمة»، من ان جيلاً كاملاً من الأطفال السوريين قد يحرم التعليم، مشيرة الى مخاطر تتهدد الاطفال والنساء اللاجئين في الاردن بينها الزواج المبكر والتجنيد لصالح مجموعات مسلحة في النزاع المستمر منذ اكثر من سنتين وأودى بحياة اكثر من 93 الف شخص حسب الأمم المتحدة، في حين دعت الأمم المتحدة السلطات السورية الى السماح بإيصال مساعدات انسانية لتلبية الاحتياجات الماسة لأكثر من 1,2 مليون شخص في ريف دمشق.وقالت المنظمة في التقرير إن «جيلا كاملا من الاطفال السوريين، إناثا وذكورا، مهددين بفقدان التعليم».
مقتل 200 جندي سوري في كمائن مقاتلي المعارضة
قتل نحو 200 عنصر من القوات النظامية السورية وحزب الله امس، في كمينين منفصلين للجيش الحر في دمشق وريفها. تزامناً مع سيطرة المقاتلين المعارضين على تجمع لقوات النظام السوري في محافظة إدلب، بينما دارت اشتباكات عنيفة في عدة مناطق سورية كان اعنفها في حلب التي يحاول النظام استعادة السيطرة عليها.
وذكر ناشطون أن أكثر من 150 عنصراً من القوات الحكومية السورية وحزب الله قد قتلوا، امس، في كمين للجيش الحر في بلدة المنصورة بريف دمشق. وقبيل ذلك بقليل ذكر ناشطون أن 48 جندياً من القوات الحكومية السورية قتلوا في كمين آخر قرب طريق مطار دمشق الدولي. حسب ما نقلت «سكاي نيوز عربية» امس.
تقدم للمعارضة
في الأثناء ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ، في بيان صادر عنه امس، إن مقاتلين ينتمون إلى عدة تجمعات تمكنوا من السيطرة على تجمع قوات النظام السوري في «مركز الإسكان العسكري» بالقرب من المدخل الشرقي لمدينة إدلب بعد اشتباكات عنيفة دامت ثلاثة أيام. وأضاف المرصد أن المعارك شهدت سقوط «عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف القوات النظامية وخسائر بشرية في صفوف الكتائب المقاتلة»، فيما تحدثت لجان التنسيق المحلية عن «مقتل أكثر من 400 عنصر تابعين لقوات النظام» خلال المعارك ذاتها.
وكان مصدر عسكري في الجيش السوري الحر أكد في وقت سابق امس أن الجيش «سيطر على ثلاثة مداخل رئيسية لمحافظة إدلب شمال سوريا».
الى ذلك قالت مصادر في مدينة حلب شمالي سوريا إن «اشتباكات عنيفة تستخدم فيها أنواع الأسلحة المختلفة، سمعت أصداؤها في كل من أحياء طريق الباب والصاخور ومساكن هنانو». كما افيد عن وقوع مواجهات عنيفة بين الجيش الحر وحزب العمال الكردستاني.
من جهة اخرى أكد ناشطون سوريون صباح امس أن الجيش السوري الحر استهدف اول من أمس موكب العميد حافظ مخلوف رئيس جهاز الأمن الداخلي ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد بصاروخين محليي الصنع». على طريق فرعي دمشق بيروت غرب العاصمة اتجاه منطقة ضاحية قرى الأسد.