قتل ستة جنود على الأقل في معارك وقعت في بنغازي شرق ليبيا بين القوات الخاصة الليبية ومجموعة مسلحة قرب مقر قيادة القوات الخاصة (الصاعقة) في الجيش، حيث استهدف المسلحون مركزا للشرطة ومكاتب لحرس الحدود، ما يكشف عن صراع نفوذ بين الميليشيات والقوات النظامية للسيطرة على المدينة، فيما هدّدت وزارة الدفاع بالرد بقوة على المعتدين وحذر رئيس أركان الجيش بالتكليف اللواء سالم القنيدي من أن ليبيا معرضة لكارثة وحمامات دم.
وتأتي هذه المواجهات بعد أسبوع من اشتباكات دامية دارت في بنغازي بين متظاهرين مناهضين للميليشيات وكتيبة موالية للإسلاميين.
انفجارات
وقالت القوات الخاصة (الصاعقة) في بيان إن «اشتباكات بالأسلحة الخفيفة اندلعت بين عناصرها ومجموعة من الخارجين عن القانون وتدور منذ مساء الجمعة حيث سمع دوي تبادل إطلاق نار كثيف وكذلك أصوات انفجارات قرب مقر قيادة القوات الخاصة في الجيش وفي حي الليثي على طريق المطار»، واستهدف المهاجمون بعد ذلك مركزا للشرطة ومكاتب لحرس الحدود ومنشآت.
وأشارت الى سقوط أربعة قتلى في صفوفها وكذلك جريحين في صفوف الجنود مؤكدة ان الضحايا قتلوا فيما كانوا «يدافعون بشرف وقوة وبسالة عن شرعية الدولة»، ثم أعلنت في وقت لاحق أن «مجموعة من الكفار قامت بتصفية جنديين اخرين، في تلميح واضح الى إسلاميين متطرفين».
شرارة الاشتباكات
وكانت شرارة الاشتباكات بدأت عقب اقتحام متظاهرين ليل الجمعة مقر اللواء أول مشاة في بنغازي، غير أن الأمر تطور فجراً بعد أن هاجم مسلّحون مجهولون وحدات من القوات النظامية في مقدمتها قوات الصاعقة المكلفة بحماية المدينة أمنياً منذ أكثر من شهر.
وكان عشرات المتظاهرين حاصروا أول من أمس مقر قيادة كتيبة للثوار السابقين في بنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي، بعد أسبوع من مواجهات دامية أوقعت اكثر من 30 قتيلا، حيث حدثت صدامات داخل الكتيبة دون حدوث إصابات.
وافاد شاهد عيان بأن بعض المتظاهرين كان مسلحا وقد اطلق النار في الهواء إضافة الى إطلاقهم قذيفة آر.بي.جي على الجدار الخارجي للثكنة من دون ان تسفر عن إصابات.
وقال الضابط لوكالة «فرانس برس»، طالبا عدم ذكر اسمه، ان «المتظاهرين احرقوا آليتين تابعتين للواء الأول مشاة قبل أن يتوجهوا الى ثكنتها، واكد المحتجون انهم يريدون إخراج «الميليشيات» المسلحة من مدينتهم داعين القوات النظامية الى أن تحل مكانها.
تخوف من حمام دم
في الأثناء، هدّدت وزارة الدفاع الليبية بالرّد على كل من يتعدى على مقرات الجيش والشرطة والممتلكات العامة في ليبيا، وذلك إثر مقتل 6 من أفراد الجيش في اشتباكات مع مسلّحين مجهولين.
وشدّدت الوزارة في بيان على أنها سترد بقوة على كل من يحاول مهاجمة مقرات الجيش والشرطة والممتلكات العامة.
من جهته حذر رئيس أركان الجيش بالتكليف اللواء سالم القنيدي في تصريح لقناة العاصمة التلفزيونية من ان «البلاد معرضة لكارثة وبنغازي تحديدا»، مؤكدا ان «حمامات دم ستقع في حال تعرضت ثكنات الصاعقة لهجوم من المسلحين».
وقال اللواء القنيدي ان «معسكرات بنغازي تتعرض لهجوم من قبل بعض العصابات.. البلاد معرضة لكارثة وبنغازي تحديدا.. عندما يهاجمون الصاعقة سيحصل دفاع لأن هذه المعسكرات تدافع عن نفسها وستحدث حمامات دم». مؤكدا عدم معرفة المهاجمين ولا دوافعهم.
تصاعد الهجمات
وفي عطلة نهاية الأسبوع الماضي تعرضت كتيبة موالية للإسلاميين تعرف باسم«درع ليبيا»، وتؤكد انها تتبع ايضا وزارة الدفاع، لهجوم متظاهرين مناهضين للميليشيات ما أدى الى مقتل 34شخصا.
ولم ينجح الحكم الجديد في نزع السلاح وحل مجموعات المتمردين السابقين الذين يفرضون قانونهم في البلاد ويسعون الى تشريع البعض منهم رغم معارضة القسم الأكبر من السكان.
وبنغازي ثاني المدن الليبية التي انطلقت منها في 2011 الحركة الاحتجاجية التي أدت الى سقوط نظام القذافي، كانت مسرحا في الشهور الأخيرة لهجمات عدة استهدفت مصالح غربية ولعمليات اغتيال مسؤولين أمنيين، نسبت غالبا الى متطرفين يوجد معقلهم في شرق ليبيا.