في انتظار قمة الثماني التي تعقد غدا في إيرلندا الشمالية حيث يلتقي الرئيسان الروسي والاميركي لبحث الوضع السوري، واصلت الدبلوماسية الاميركي أخذ زمام المبادرة بعد قرار تسليح المعارضة السورية، فاعتبر وزير الخارجية جون كيري أن استخدام الاسلحة الكيماوية من قبل النظام وتدخل حزب الله يقوضان التسوية السياسية.
في حين اكتفت روسيا بالتعليق على التسريبات التي ألمحت إلى إقامة منطقة حظر طيران جنوبي سوريا بأنها انتهاك للقانون الدولي، ومشككة بالدلائل على استخدام النظام للسلاح الكيميائي بالتزامن مع قطع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز زيارته للمغرب وعودته على خلفية تطورات الملف السوري.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية أمس نقلا عن تصريحات لوزير الخارجية جون كيري قوله إن استخدام قوات الحكومة السورية أسلحة كيماوية وتدخل مقاتلي حزب الله يظهران عدم التزام الرئيس بشار الاسد بالمفاوضات ويهددان «بجعل التسوية السياسية بعيدة المنال». وأصدرت الوزارة بيانا بعد أن تحدث كيري مع وزير الخارجية العراقي.
وقال البيان إن وزير الخارجية «أكد من جديد أن الولايات المتحدة تواصل العمل بنشاط من أجل حل سياسي بغية عقد اجتماع جنيف الثاني لكن استخدام أسلحة كيماوية وتزايد تدخل حزب الله يظهران عدم التزام النظام بالمفاوضات ويهددان بجعل التسوية السياسية بعيدة المنال».
وفيما يتعلق بالمكالمة الهاتفية بين كيري ونظيره العراقي هوشيار زيباري قالت وزارة الخارجية ان كيري «عبر عن قلقنا العميق للمنحى الطائفي المتزايد للحرب السورية من طرفي الصراع كليهما».
ومن المقرر أن يجتمع أوباما يوم غد الاثنين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو حليف رئيسي للأسد، في قمة مجموعة الثماني في إيرلندا الشمالية لبحث الوضع في سوريا.
الكيميائي
وعلى صعيد متصل تباحث وزير الخارجية الاميركي عبر الهاتف الجمعة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في الادلة التي حصلت عليها الادارة الاميركية وتثبت استخدام نظام الرئيس السوري بشار الاسد اسلحة كيميائية ضد معارضين له، كما تباحثا في مؤتمر «جنيف-2» الدولي المقرر عقده سعيا الى حل سلمي للنزاع في سوريا، كما افاد مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية.
وقال المسؤول ان «وزير الخارجية قال بوضوح انه يتعين على النظام السوري ان يوافق على دخول محققين من الامم المتحدة وانه يجب على روسيا ان تدعم تحقيق الامم المتحدة هذا بعد الخلاصة التي توصلت اليها واشنطن بأنه تم استخدام السلاح الكيميائي» من قبل الجيش السوري.
من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن أي محاولة لفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا باستخدام مقاتلات إف 16 وصواريخ باتريوت من الأردن سينتهك القانون الدولي.
وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيطالي «ثمة تسريبات من وسائل اعلام غربية تتعلق ببحث جاد لفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا بنشر صواريخ باتريوت المضادة للطائرات ومقاتلات إف 16 في الأردن». وقال «لا يحتاج الأمر لخبير لكي يدرك أن ذلك سينتهك القانون الدولي».
نقل أسلحة
من جهة أخرى قال مسؤولون أميركيون إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) تستعد لنقل أسلحة للمجموعات المسلحة السورية من خلال قواعد سرية في تركيا والأردن.
في حين أكد مسؤول اردني أمس ان بلاده طلبت من الولايات المتحدة ابقاء مقاتلات اف 16 وصواريخ باتريوت في المملكة بعد انتهاء مناورات «الاسد المتأهب» التي ستختتم في اواخر يونيو الجاري.
ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية عن وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني قوله ان «الأردن طلب من الجانب الاميركي الابقاء على بعض الاسلحة التي تشارك في تمرين «الاسد المتأهب» على الاراضي الاردنية». وبحسب المومني فإن «الأسلحة ستخضع لإدارة واشراف القوات المسلحة الاردنية بدعم فني من الخبراء الاميركيين».
ترحيب تركي
ورحب مسؤولون أتراك بالقرار الخاص بتزويد المعارضة السورية بالأسلحة والذخيرة، قائلين إن مثل هذه الخطوة قد تؤدي في نهاية الأمر إلى تغيير في ميزان القوة بين القوات النظامية والمسلحين السوريين في ميدان القتال.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت تركيا تعتزم أن تحذو حذو الحلفاء، أشار المسؤولون إلى أن تركيا لا تعتزم اتخاذ خطوة مماثلة لأنها تقوم منذ فترة طويلة بدورها فيما يتعلق بالسوريين، حسبما ذكرت صحيفة «حريت» التركية الصادرة أمس.
على صعيد متصل قطع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إجازته الخاصة التي كان يقضيها في المغرب، وعاد إلى السعودية بسبب ما تشهده المنطقة من أحداث وخصوصاً في سوريا.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» فجر أمس ان الملك عبد الله وصل إلى جدة قاطعاً إجازته الخاصة وفترة النقاهة التي كان يقضيها في المملكة المغربية نظراً لتداعيات الأحداث التي تشهدها المنطقة حالياً وخصوصاً الوضع في سوريا.
وأتت هذه الخطوة بعد ساعات من وقوف العاهل السعودي على تفاصيل تقرير استراتيجي أمني قدمه إليه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل والأمير بندر بن سلطان رئيس مجلس الأمن الوطني عن نتائج محادثاتهما قبل أيام مع أركان القرار الفرنسي وخصوصاً مع وزير الخارجية لوران فابيوس.
اجتماع
تجتمع المعارضة السورية في اسطنبول مع ممثلين من الدول الغربية والعربية لتقييم الاحتياجات العسكرية للمعارضين بينما تدرس الولايات المتحدة خياراتها حول الدعم العسكري.
وقال لؤي المقداد من الجيش السوري الحر في تصريحات أمس إن القائد العسكري سليم إدريس سيبحث مع ممثلين مختلفين احتياجات المعارضين ويقدم تقييما للوضع العسكري داخل سوريا.