بالرغم من ظهور الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة على شاشة التلفزيون الرسمي الجزائري الأربعاء الماضي بعد غياب دام أكثر من شهر ونصف شهر على إثر إصابته بجلطة دماغية نقل على إثرها إلى باريس للعلاج إلا أن الحديث عن مرحلة انتقالية أو مرحلة «جزائرما بعد بوتفليقة» بدأت تتصدر صفحات الصحف حيث بدأت تلوح أسماء في الأفق وقت ابدى مراقبون تخوفهم من عودة العنف .
ويبدو كما هو واضح أن الصورة التي ظهر بها بوتفليقة وإن استطاعت السلطة الجزائرية دحض إشاعات وفاة رئيسها إلا أنها عززت الشكوك حول عدم قدرة بوتفليقة على مواصلة مشوار الرئاسة ،وهو ما أكدته التسريبات الإعلامية من أن السلطة تعمل على طرح أسماء بديلة أهمها الرئيس الأسبق اليمين زروال وإن كان الأخير قد أعلن رفضه للمنصب كما طرح اسم الوزير الأول عبد المالك سلال ورؤساء الوزراء السابقون أحمد بن بيتور وأحمد أويحيى وعلي بن فليس ومولود حمروش .
«علبة سوداء»
و يصف ضابط المخابرات السابق أستاذ العلوم السياسية محمد شفيق مصباح النظام السياسي الجزائري بـ«العلبة السوداء» الذي لا يمكن معرفة ما بمحتواها.
رسائل
وقال في تصريح صحافي إن «كل المراقبين فشلوا في تحديد معالم السياسة الجزائرية معتبراً أن هؤلاء غالبا ما يصطدمون بصخرة كل ما حاولوا فهم سياسة النظام الحاكم»، مشيرا إلى أن«السجال حول صحة بوتفليقة لم يتجاوز إطار الإعلام وصفحات الصحف» ، فيما يجلس فيه القادة في السلطة بعيدا عن كل ذلك مكتفين بإرسال رسائل اطمئنان عن صحة الرئيس و تجهيز بديل عنه خلف الكواليس.
ويرى مصباح أن السلطة حاليا تعمل على طرح مجموعة من الأسماء لخلافة بوتفليقة يتصدرها الرئيس الأسبق اليمين زروال ورئيس الوزراء السابقين علي بن فليس ومولود حمروش والذين لهم بصماتهم في الحكم في جزائر ما بعد الاستقلال ،غير أن ضابط المخابرات السابق اعتبر أن زروال هو الأصلح لقيادة «المرحلة الانتقالية"»
العودة إلى المستقبل
أما الباحث الفرنسي في الشؤون المغاربية بيير فيرمين فيرى أن الحديث عن عودة زروال إلى سدة الحكم في الجزائر هو بمثابة « العودة إلى المستقبل» لأن الرجل سبق وأن واكب «العشرية السوداء» وعلى إثرها تنازل عن السلطة لصالح الرئيس الحالي ، مشيراً إلى أنه من الصعب أن يتولى زروال حكم الجزائر مجدداً على اعتبار أن الأخير رفض المنصب أو الترشح إليه أصلا مقترحا أن يكون الرئيس المقبل من جيل الاستقلال.
إلى ذلك ووسط بروز أسماء متعددة فإن المواطن الجزائري بات يخاف من حدوث فراغ سياسي الذي قد يجر البلاد إلى العنف شبيه بالعشرية السوداء.
المفاجأة
يراهن المؤرخ المختص في الشؤون الجزائرية بنيامين ستورة على عامل المفاجآت في اختيار خليفة بوتفليقة بترقب اسماء غير معروفة ،غير أنه شدد على أن« الرئيس الجزائري المقبل لن يخرج في مطلق الأحوال عن إرادة السلطة الحالية وإرادة العسكر»