في محاولة لتخريب العملية السياسية في مصر وعرقلة عمل الحكومة الجديدة في أول أيام عملها، اشتبك المئات من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وعناصر جماعة الإخوان مع قوات الأمن في محيط مجلس الوزراء أمس قاطعين الطرق المؤدية إلى مبنى المجلس الكائن قرب شارع القصر العيني في القاهرة واتخذ مجموعة منهم الحواجز الخرسانية مراكز للمناوشات مع قوات الأمن ليتراجع هؤلاء بعد فشلهم في الوصول إلى مبتغاهم، في وقت باشر وزراء الحكومة الجديدة مهام عملهم في اليوم الأول وسط احتفاء كبير من قبل الموظفين في الوزارات.
وشهد محيط مجلس الوزراء بقصر العيني تجمهر العديد من أنصار الرئيس المعزول حيث حاولوا التظاهر أمام المقر في أول أيام عمل الحكومة الجديدة برئاسة حازم الببلاوي، واشتبك أنصار مرسي مع قوات الأمن والأهالي في محيط مقر مجلس الوزراء فيما كثفت قوات الأمن تواجدها في المنطقة وألقت القبض على العشرات من أنصار المعزول. وأدى تجمع المئات من المتظاهرين المنتمين لجماعة الإخوان في المنطقة المحيطة بمجلس الوزراء إلى إصابة شارع قصر العيني ومنطقة «جاردن سيتي» والمناطق المحيطة بشلل مروري، في الوقت الذي أمر فيه اللواء أسامة الصغير، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، بالدفع بتسع سيارات تابعة للأمن المركزي ومصفحتين لتأمينه وتم فرض طوق أمني تحسبًا لوقوع أي أعمال عنف أو شغب من قبل المتظاهرين.
وقامت قوات الأمن بعمل كردونات أمنية بشوارع حسين حجازي وقصر العيني وعلي يوسف، في حين يتمركز أنصار المعزول خلف الجدار الخرساني بشارع قصر العيني من ناحية مبنى وزارة التعليم العالي، وسط انتشار للقوات الخاصة التابعة لجهاز الشرطة بطول شارع قصر العيني كما تم إخلاء الشارع من الأهالي. كما كثفت قوات الأمن تواجدها في محيط السفارة الأميركية بعد مرور تظاهرات لجماعة الإخوان قربها. وكان عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، قد دعا أنصار الجماعة للاحتشاد أمام مجلس الوزراء للإعراب عن رفضهم للحكومة الجديدة.
أول يوم
وبدأ وزراء حكومة الببلاوي أمس، أول يوم عمل لهم مبكراً، حيث حرص كل منهم على التوجه إلى مكتبه والالتقاء بقيادات الوزارة والاستماع لمطالبهم فيما تلقى الوزراء الجدد الكثير من التهاني. ووصل رئيس الوزراء حازم الببلاوي إلى مقر مجلس الوزراء في وقت مبكر.
وفي تفاصيل اليوم الأول في كل وزارة، التقى وزير الإسكان إبراهيم محلب بالمسؤولين، مؤكداً على ضرورة العمل على توفير المياه لكافة المواطنين وتحسين الخدمة والعمل على استكمال كافة مشروعات المياه والصرف الجاري تنفيذها، فضلا عن سرعة التقدم بأهم المشروعات التي من المقرر تنفيذها خلال الفترة المقبلة.
أما وزير التعليم العالي حسام عيسى الذي استقبل في وزارته بحفاوة بالغة، فتفقد عقب وصوله مقر الوزارة جميع القطاعات والهيئات والمكاتب وسلم عليهم واحدا واحدا، فيما اعتبره البعض «لفتة إنسانية خالصة». ولاقت جولة الوزير استحسانا كبيرا من جانب موظفي الوزارة، الذين اعتبروها تفاؤلا بمرحلة جديدة. كما وصل وزير التموين اللواء محمد أبو شادي مقر ديوان عام الوزارة بشارع القصر العيني وسط ترحيب كبير من العاملين، حيث قام على الفور بعقد اجتماع مع قيادات الوزارة ورؤساء الإدارات المركزية، لمناقشة الملفات الهامة المتعلقة بالدعم خاصة الخبز والسلع التموينية. وتعتبر وزارة أبو شادي الذي كان رئيساً لمباحث التموين من أبرز الوزارات التي ستسلط عليها الأضواء خلال الفترة المقبلة لتقييم أدائها فهي القائمة على توزيع الوقود والدقيق المدعوم الذي يلتهم ربع ميزانية الدولة.
تصريحات وقرارات
وفي أول تصريح له عقب دخوله مقر وزارة الأوقاف، أكد الوزير محمد مختار جمعة أن «الله استعمله في وزارة الأوقاف لترسيخ المنهج الأزهري، وإجراء المصالحة الوطنية والعودة بالأوقاف إلى حضن الأزهر»، معولاً على لجان سيفعِّلها هي لجان التخطيط ولجنة للمتابعة والانضباط تتبع الوزير شخصيا ولجنة التظلمات. كما أكد وزير القوى العاملة والهجرة كمال أبو عيطة أنه «يضع على رأس أولويات العمل بالوزارة إصدار قانون الحريات النقابية، ووضع قانون للحد الأدنى للأجور يتناسب مع متطلبات وطموحات الشعب المصري».
موضحًا أن كلا الملفين هما من أهم مكتسبات الثورة المجيدة، وأنه «لا عودة بهما إلى الوراء».وألغى وزير الثقافة الجديد صابر عرب قرارات سلفه علاء عبد العزيز، فكان أول قرارات عرب إعادة إيناس عبد الدايم رئيساً للأوبرا وسعيد توفيق أميناً عاماً للمجلس الأعلى للثقافة. وفي وزارة الإعلام بدأت الوزيرة درية شرف الدين ممارسة مهامها من داخل مكتبها بمبنى ماسبيرو وكان في استقبالها الإعلاميون والإداريون في اتحاد الاذاعة والتليفزيون الذين تجمعوا بداخل مكتبها لتهنئتها. أما وزير الخارجية نبيل فهمي فتوجه إلى قصر الاتحادية لحضور لقاء الرئيس المؤقت عدلي منصور مع المفوضة الأوروبية للشؤون السياسية والأمنية كاثرين أشتون، ليلتقيها فهمي بعد ذلك في مقر وزارة الخارجية. كما باشر بقية الوزراء مهام عملهم بصورة طبيعية ودون أدنى إشكاليات أو تأخير.