أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، الرئيس الأعلى لجامعة حمدان بن محمد الإلكترونية «مركز دبي للصيرفة والتمويل الإسلامي»، وذلك في خطوة تهدف إلى دعم الجهود الرامية إلى ترسيخ مكانة دبي كعاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي، وبما ينسجم مع الرؤية الطموحة والتوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة لهذا القطاع.
وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: «يعد إطلاق مركز دبي للصيرفة والتمويل الإسلامي بمثابة دفعة جديدة لقطاع الاقتصاد الإسلامي في الدولة، ونقلة نوعية في أجندة التنمية الاقتصادية لإمارة دبي، وبما يتوافق مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في جعل دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي».
وأضاف سموه «نؤكد من خلال الشراكة بين مبادرة دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي وجامعة حمدان بن محمد الإلكترونية على أهمية التعاون المثمر بين مختلف القطاعات في الدولة، وذلك من خلال الاستثمار في افضل الخبرات والتجارب العالمية في مجال الاقتصاد الإسلامي، وبما يعود بالنفع على قطاع الاقتصاد الإسلامي بصورة عامة، وتعزيز موقع دبي على خارطة الاقتصاد العالمي بصورة خاصة».
ويأتي اطلاق المركز بالتعاون بين مبادرة دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي وجامعة حمدان بن محمد الإلكترونية، حيث سيقوم المركز بتوفير برامج أكاديمية تستند إلى ثلاثة محاور أساسية، تتمثل في تطوير رأس المال البشري والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
ويركز محور تطوير رأس المال البشري على تلبية احتياجات الأعمال المصرفية والتمويل الإسلامي، استنادا إلى نماذج التعلم مدى الحياة، وذلك من خلال برنامج الماجستير في الأعمال المصرفية والتمويل الإسلامي، المقدم في المركز، والمعتمد من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات، إلى جانب برامج الاعتماد المهني والبرامج التدريبية قصيرة الأمد.
وعلى صعيد البحث العلمي سيعمل المركز على دعم وإجراء الدراسات البحثية في سبيل تطوير الأسس النظرية والمهنية لقطاع الأعمال المصرفية والتمويل الإسلامي.
جاء ذلك بحضور الشيخ سعيد بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، ومعالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي رئيس مجلس أمناء جامعة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الإلكترونية، إلى جانب حشد من أعضاء مجلس أمناء الجامعة ومدرسيها والفعاليات المالية والمصرفية في الدولة.
الخدمة المجتمعية
ومن منظور محور الخدمة المجتمعية، سيلعب المركز دوراً حيوياً في تعزيز الوعي بمبادىء الأعمال المصرفية والتمويل الإسلامي بين أوساط المجتمعات المحلية إقليميا وعالميا.
اتفاقية تعاون
وشهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في أعقاب إطلاق المركز، توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية و«جامعة كاتالونيا المفتوحة»، والتي قام بتوقيعها كل من الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية والدكتور جوسيب إيه بلانيل رئيس «جامعة كاتالونيا المفتوحة»، حيث تنص اتفاقية التعاون على قيام جامعة حمدان الإلكترونية بتطوير مشترك لمساقات مخصصة للصيرفة والتمويل الإسلامي لـ «جامعة كاتالونيا المفتوحة»، وذلك بهدف نقل المعارف والخبرات من خلال مركز دبي للصيرفة والتمويل الإسلامي، والارتقاء بأدائه إلى أعلى مستويات التميز، وبما يكفل حضورا قويا له على خارطة التعليم الإلكتروني في العالم.
وقال معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا لتطوير قطاع الاقتصاد الإسلامي في دبي «يعد إطلاق مركز دبي للصيرفة والتمويل الإسلامي بمثابة مبادرة جديدة في مسيرة تطوير قطاع الاقتصاد الإسلامي في الدولة، حيث يأتي إطلاق المركز ضمن سلسلة من المبادرات والشراكات الاستراتيجية، التي سنقوم بإطلاقها خلال الفترة المقبلة، لدعم مبادرة دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي، وبما يخدم الأهداف التي تم من أجلها إطلاق المبادرة».
من جانبه شدد الدكتور منصور العور رئيس «جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية» على أهمية «مركز دبي للصيرفة والتمويل الإسلامي»، باعتباره إضافة نوعية لبناء اقتصاد إسلامي متكامل، استنادا إلى أسس متينة، وبنى تحتية وتقنية ولوجستية متطورة، تجسيدا لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المتمحورة حول جعل دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي، متوجهاً بالشكر إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي الرئيس الأعلى لـ «جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية»، وإلى اللجنة العليا لتطوير قطاع الاقتصاد الإسلامي، على التعاون المثمر، الذي يشكل خطوة عملاقة في انطلاقة دبي، لتصبح عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي، بكل كفاءة واقتدار.
حاضنة
واضاف العور «وقع الاختيار على جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية لتكون حاضنة لمركز دبي للصيرفة والتمويل الإسلامي، بالنظر إلى ما تتمتع به من بنى تحتية حديثة، وبرامج تعليمية واكاديمية وتدريبية عالية المستوى، لإعداد وتأهيل الدارسين في مجال الاقتصاد الإسلامي، بإشراف نخبة من الكوادر العلمية والأكاديمية المؤهلة والقادرة على إدارة عمليات التعليم الإلكتروني، فضلا عن الكفاءة اللازمة لتأصيل فكر الاقتصاد الإسلامي في جميع بقاع العالم، عبر مختلف الوسائط الإلكترونية، ونتطلع عبر شراكتنا الاستراتيجية مع جامعة كاتالونيا المفتوحة إلى تطوير مساقات الصيرفة والتمويل الإسلامي، لضمان الوصول بالمركز إلى أعلى مستويات التميز والريادة على الخارطة العالمية للتعليم الإلكتروني».
وتأتي أهمية مركز دبي للصيرفة والتمويل الإسلامي من كونه يعنى بإحداث قفزة نوعية في تلبية احتياجات قطاع الصيرفة والتمويل الإسلامي، وذلك من خلال توفير برامج التعليم الأكاديمي والتأهيل والتدريب المهني والبحث العلمي، وفق أفضل الممارسات العالمية.
وكشفت جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية عن أن مركز دبي للصيرفة والتمويل الإسلامي سيستفيد من الخبرة الواسعة والمعرفة المعمقة التي يتمتع بها أعضاء المجلس الاستشاري للمركز، والذي يضم عددا من كبار الشخصيات البارزة، بمن فيهم الدكتور يوسف دي لورينزو الرئيس التنفيذي لشؤون التدقيق والرقابة الشرعية، وعضو مجلس الإدارة في «شريعة كابيتال» في الولايات المتحدة الأميركية، والبروفيسور داتوك سيد عثمان الحبشي المدير الأكاديمي للمركز الدولي لتعليم التمويل الإسلامي «آي إن سي إي آي اف» في ماليزيا، والبروفيسور رودني ويلسون استاذ متمرس في «جامعة دورهام» في المملكة المتحدة، ونيل ميلر الرئيس العالمي للتمويل الإسلامي في «لينكليترز» في المملكة المتحدة، والدكتور فهيم خان رئيس «مركز الرفاه للأعمال الإسلامية» في باكستان، والدكتور خالد الفقيه الأمين العام والرئيس التنفيذي لـ «هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية» ــ إيه إيه أو آي إف آي ــ في البحرين.
وتعد «جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية»؛ المؤسسة التعليمية السباقة في إطلاق منصة متخصصة لنشر المعارف الأكاديمية والخبرات المهنية فيما يتعلق بالأعمال المصرفية والتمويل الإسلامي على امتداد المنطقة العربية والعالم، وذلك تماشيا مع توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، الذي وجه بضرورة إطلاق مبادرات نوعية لتجسيد أهداف مبادرة «دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي»، المتمحورة حول تكريس المكانة المحورية والطليعية لدبي بين عواصم المال العالمية، كمركز رائد على خارطة الأعمال المصرفية الإسلامية.
نماذج تدريسية شاملة
يعتمد مركز دبي للصيرفة والتمويل الإسلامي على المزج بين فوائد التعليم المباشر والتعليم التعاوني الإلكتروني والتعليم الذاتي، وهو مايتيح إمكانية الوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور المستهدف، عبر نماذج تدريسية شاملة، تلبي متطلبات الدارسين من مختلف المستويات، ومن كل أنحاء العالم