تصاعدت حدة الاشتباكات أمس بين الجيشين «الحر» و«النظامي» في قلب العاصمة السورية دمشق بعد تقدم الثوار في منطقة العباسيين ووصولهم إلى شارع ريسي من شوارع المدينة الحيوية، في حين قتل خمسة عشر عنصرا من عناصر حزب الله في كمين نصبه الثوار لهم في الغوطة الشرقية، بالتزامن مع خروج تظاهرات في جمعة «سيف الله المسلول» تكريماً للصحابي خالد بن الوليد الذي استهدف ضريحه في حمص على أيدي قوات النظام.
واستهدفت طائرات النظام السوري أمس منطقة المعامل ومؤسسة الكهرباء والمدرسة الصناعية ومعمل كراش في حي القابون بالعاصمة دمشق التي سيطر عليها الجيش الحر الليلة قبل الماضية، في أكبر تقدم لهم باتجاه وسط المدينة، إذ بات حي التجارة وشارع فارس الخوري الجبهة الجديدة بين قوات النظام التي استقدمت مزيداً من الدبابات، وبين الثوار الذين باتوا يحكمون السيطرة على هذه المنطقة الحيوية، فيما قال ناشطون إن عائلات من منطقة التجارة وشارع فارس الخوري غادروا منازلهم بعد معارك شديدة وقعت في حي العباسيين بقلب دمشق.
مخيم وكمين
وبالتزامن مع ذلك، قصفت كتائب الجيش الحر معمل الأسلحة في مركز البحوث العلمية في منطقة مساكن برزة وحققت إصابات مباشرة فيه، في حين واصلت قوات النظام، مدعومة من ميليشيات الشبيحة، قصف مخيم اليرموك بالتزامن مع محاولات فاشلة لاقتحامه، ما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين، بينهم طفلة لم تتجاوز السادسة من العمر سقطت على بيتها قذيفة هاون.
من جهتها، قالت شبكة سانا الثورة إن 15 عنصراً من عناصر حزب الله قتلوا بعد استهداف الجيش الحر لهم بأحد الأبنية بالغوطة الشرقية.
واستهدف النظام مدينة عربين في الريف الدمشقي بقصف براجمات الصواريخ والهاون دك العديد من أنحائها، مسببا خرابا ودمارا هائلا.
تقدم جنوبي
وفي درعا، واصل الثوار تقدمهم وسيطروا على المخفر رقم 34 على الحدود السورية الاردنية بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على أطراف مدينة الحارة في الجانب الغربي من المحافظة، والذي يشهد معارك شرسة في منطقة نوى وعين ذكر التي يحاول الثوار السيطرة عليها وطرد قوات النظام منها.
أما في حمص المحاصرة، فواصلت قوات النظام قصفها على عدة جبهات بالمدينة واستهدفت مسجد خالد بن الوليد براجمات الصواريخ في محاولة لهدمه تماما.
وفي حمص أيضا، تمركزت دبابات النظام وآلياته على سطح القلعة لتقصف الأحياء القديمة بالمدينة بالتزامن مع اشتباكات عنيفة دارت في أحياء المدينة المحاصرة من قوات بشار الأسد.
أما في حلب، فدارت اشتباكات في محيط مبنى البحوث العلمية في محاولة من الجيش النظامي التقدم في حي الراشدين. كما دارت اشتباكات أخرى في حيي الإذاعة وصلاح الدين ومحيط مبنى الغاز في الخالدية والمطار، في حين أسقط طيران الأسد البراميل المتفجرة على الأراضي الزراعية بالمنصورة.
معركة الوفاء
على صعيد متصل، أعلنت كتائب وألوية الجيش الحر في حلب عن تشكيل غرفة عمليات لما أسمتها «معركة الوفاء لشهداء صلاح الدين» و استكمال المرحلة الثانية من العملية والتي تهدف لتحرير صلاح الدين و الجبهة الغربية في مدينة حلب.
تظاهرات الجمعة
وبالتوازي، خرجت تظاهرات في جمعة «سيف الله المسلول» في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، مثل دوما والمليحة وسقبا وحمورية وحرستا، كما خرجت تظاهرات في أحياء حلب التي يسيطر عليها الثوار، حملت لافتات تستنكر الصمت الدولي على المجازر التي يتعرض لها السوريون من قبل قوات النظام، خاصة استهداف ضريح الصحابي خالد بن الوليد في حمص على أيدي قوات النظام.
كما خرجت احتجاجات ومسيرات في مدن وبلدات مختلفة في أنحاء سوريا شارك فيها الآلاف.