في ما قد يشبه تأثير أحجار الدومينو، بعد مصر وتونس، ولأول مرّة منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي، شهدت المدن الليبية خلال الساعات الـ24 الماضية تظاهرات ومسيرات بالآلاف نادت بالعصيان المدني والثورة لإسقاط الحكومة الحالية تندد بتنظيم الإخوان المسلمين، الذي يتهمه الليبيون بالتورط في اغتيال الناشط المناهض له عبد السلام المسماري، حيث اقتحم المحتجون مقرات الجماعة في ست مدن.
وهاجم محتجون ليبيون أمس مقرات حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، في ست مدن ليبية احتجاجا على موجة الاغتيالات التي شهدتها مدينة بنغازي.
وعقب تظاهرات لحشود من المحتجين في مدن طرابلس وبنغازي والزاوية وطبرق والخمس والزنتان بسبب هشاشة الأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد والتي أدت إلى موجة الاغتيالات هذه، قام المتظاهرون باقتحام مقرات حزب العدالة والبناء في هذه المدن.
وبدأت الحشود بالتجمع في ميدان الشهداء وسط العاصمة طرابلس، فيما قامت جموع أخرى بإغلاق عدد من الطرق والشوارع ورددوا شعارات ترفض استمرار الأحزاب بإدارة الدولة قبل إصدار الدستور.
ضد «الإخوان»
وحمّل المتظاهرون الحكومة وبرلمان بلادهم مسؤولية الانفلات الأمني للحكومة وطالبوهما باتخاذ الإجراءات الفورية العاجلة لحماية المدنيين من المسلحين. كما حمل المحتجون في طرابلس أعلام ليبيا وهتفوا ضد «الإخوان» ودعوا الى عصيان مدني، ثم توجهت مجموعة من الشبان لمكاتب حزب العدالة والبناء وحطموا النوافذ واستولوا على مستندات فيها وألقوا بها في الشوارع.
4 اغتيالات
ونزل المئات إلى الشوارع الليلة قبل الماضية عقب اغتيال المسماري الذي قتل بالرصاص عند مغادرته المسجد بعد صلاة الجمعة، في وقت ارتفعت حصيلة الاغتيالات التي شهدتها بنغازي خلال الساعات الأخيرة إلى أربعة من المدنيين والعسكريين.
وبعد اغتيال المسماري، توالت التصفيات الجسدية لثلاثة آخرين، حيث اغتيل آمر مكتب الدفاع المحلي والتدريب بقاعدة بنينة الجوية سابقا العقيد المُتقاعد سالم السراح.
كما اغتيل مدير مركز شركة منطقة اجخرة العقيد خطاب عبدالرحيم الزوي خلال تواجده بمدينة بنغازي، في حين اغتيل أحد عناصر مركز شرطة الفويهات بالمدينة ذاتها.
وفي حين اتهم المحتجون «الإخوان» بانهم وراء الاغتيالات في بنغازي مهد الثورة في ليبيا، رفض عضو البرلمان عن حزب العدالة والبناء الاتهام.
الحكومة تتريث
في غضون ذلك، رفض رئيس الحكومة على زيدان اتهام أي جهة بالمسؤولية عن عمليات الاغتيال.
وقال في كلمة وجهها لليبيين عبر التلفاز: «نحن لا نريد أن نلقي الاتهامات في أي اتجاه»، معتبراً أن «عمليات الاغتيال الإجرامية، ارتكبت لتعيق الثورة ومسارها في بناء الدولة ونشر الفوضى في البلاد وإجهاض مشروعها الوطني في بناء دولة القانون والمؤسسات وحقوق الإنسان والعدل والحرية».
22
قال خفر السواحل الإيطالي إنه ساعد على إنقاذ 22 مهاجرا أول من أمس وينسق عملية بحث عن مفقودين بعد تلقيه نداء استغاثة من قارب تعرض للغرق قبالة السواحل الليبية.
وأرسل خفر السواحل في صقلية سفينتين ترفعان علم بنما إلى قارب المهاجرين الذي حدد مكانه على مسافة نحو 29 ميلا قبالة سواحل ليبيا عند تلقيه إشارة الاستغاثة. روما ـ رويترز