شهد مؤتمر الحوار اليمني انتكاسة جديدة أمس بإعلان مؤتمر الشعب الجنوب، الفصيل الرئيسي للحراك الجنوبي، تعليق مشاركته في المؤتمر الذي يستأنف أعماله غدا الثلاثاء، في وقت استمر تدهور الوضع الأمني مع مقتل خمسة جنود يمنيين في هجوم شنه عناصر تنظيم القاعدة قرب منشأة لإنتاج الغاز في شبوة، هو الأول منذ تصاعد الهجمات التي تشنها طائرات أميركية بدون طيار على التنظيم وادت الى مقتل 38 من عناصره.
وقال القيادي البارز في مؤتمر شعب الجنوب فهمي السقاف لـ«البيان» أمس: «قررنا تعليق مشاركتنا في أعمال مؤتمر الحوار بعد ان تأكد لنا ان رئاسة المؤتمر تريد انتهاء أعماله خلال أسبوع من الآن، ما يعني ان القضية الجنوبية لن تأخذ حقها من النقاشات والوصول الى حلول مقبولة لدى سكان الجنوب». وأضاف ان «الإسراع في إنهاء جلسات المؤتمر يوضح ان هناك طبخة لاقتراح حلول للقضية الجنوبية خارج مؤتمر الحوار، في حين ان القضية الجنوبية هي الرئيسية في الحوار ولم تأخذ حقها من النقاش ولم يتم مناقشة الحلول ولا تنفيذ الاشتراطات التي وضعت لتهيئة الوضع في الجنوب لتقبل نتائج المؤتمر».
النقاط العشرون
وبين السقاف ان «مؤتمر الحوار بكامل قوامه اشترط تنفيذ النقاط العشرين لتهيئة الوضع في الجنوب، وفريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار علق أعماله منذ أسبوعين بسبب عدم تنفيذ تلك النقاط، ومع هذا، تجاهلت رئاسة مؤتمر كل هذه المواقف وأعلنت المضي في إنهاء الجلسات في 18 أغسطس الجاري، ومن ثم عقد الجلسة العلنية الأخيرة بعد ذلك».
مقتل جنود
ميدانياً، قتل خمسة جنود يمنيين في هجوم شنه عناصر تنظيم القاعدة قرب منشأة لإنتاج الغاز في شبوة.
وقال مصدر عسكري يمني، طالبا عدم ذكر اسمه، ان «جماعة من القاعدة قدموا بسيارة الى جوار نقطة التفتيش وفتحوا النار بأسلحة أوتوماتيكية، ما أدى الى مصرع خمسة من الجنود قبل ان تتمكن من الفرار الى جهة غير معلومة».
وينتمي الجنود الى وحدة مكلفة حراسة منشآت بلحاف، محطة تسييل الغاز الطبيعي المستخرج من شبوة، التي تملك شركة «توتال» قسما من أسهمها.
ويأتي هذا الهجوم بينما تعيد الولايات المتحدة فتح سفاراتها وبعثاتها المغلقة منذ أيام في الدول الإسلامية بسبب مخاوف من هجمات قد يشنها التنظيم، وبينما شهد اليمن تصاعدا في عمليات القصف التي تقوم بها طائرات بدون طيار اميركية مستهدفة عناصر من «القاعدة».ومنذ 28 يوليو، شنت هذه الطائرات تسع هجمات استهدفت مناطق يتمركز فيها «القاعدة» في شرق صنعاء وجنوب وجنوب وشرق البلاد. وفي المحصلة، قتل 38 شخصا في الهجمات، وفق حصيلة لمصادر قبلية وعسكرية وللادارة المحلية في اليمن.
تعاون
تملك الولايات المتحدة وحدها طائرات بدون طيار في المنطقة. ولم يسبق ان نفت السلطات اليمنية استخدام هذه الطائرات ضد «القاعدة»، مؤكدة التعاون مع حلفائها الأميركيين للتصدي للشبكة المتطرفة. البيان