الأهالي يُفشلون خطط «الإخوان» باقتحام الوزارات

أكدت الرئاسة المصرية التزامها خارطة الطريق التي تضمنها الإعلان الدستوري مشددة أن فرض القانون سيتم بمنتهى الحسم، بينما يباشر 25 محافظاً جديداً مهام عملهم اليوم، وفيما دعت القوى الثورية إلى تظاهرة مليونية في ميدان التحرير الجمعة تحت شعار «التخلص من الإرهاب» لمواجهة دعوات «الإخوان» مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي للزحف إلى «الميدان»، أصيب عدة أشخاص في اشتباكات بين الأهالي ومؤيدي مرسي في عدة مناطق بالقاهرة إثر محاولات هؤلاء اقتحام عدة وزارات في تظاهراتهم المتخبطة أمس، أعلنت جماعة الإخوان أنها مستعدة للدخول في محادثات بشأن الأزمة الحالية شرط «إعادة الشرعية».

وقال الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور: «نحن ملتزمون بخارطة الطريق التي تضمنها الإعلان الدستوري وسيتم فرض القانون بمنتهى الحسم». وأضاف منصور خلال أول اجتماع مع 25 محافظاً جديداً قاموا بأداء اليمين الدستورية أمامه: «إن الدولة قوية وهيبتها مصانة ولن نسمح بكسرها أو الخروج عليها». ونقل أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس عن منصور قوله خلال الاجتماع في قصر الاتحادية أمس: «يجب البحث عن حلول ابتكارية لتسهيل الحياة ومنح دور كبير للمجتمع المدني».

محافظون جدد

وأصدر منصور أمس قراراً جمهورياً بتعيين 25 محافظاً جديداً وتسعة نواب للمحافظ، حيث أدى المحافظون الجدد ونوابهم اليمين الدستورية أمام الرئيس المؤقت، فيما اعتذر ياسر الهضيبي عن منصب محافظ المنوفية في اللحظات الأخيرة قبل أداء اليمين، كما جرى تأجيل أداء اليمين لمحافظي البحر الأحمر والمنوفية (البديل للهضيبي) إلى وقت لاحق. وتضم قائمة المحافظين: جلال مصطفى للقاهرة، علي عبد الرحمن للجيزة، طارق مهدي للإسكندرية، عبد الفتاح سالم لشمال سيناء، محمد عزت لكفر الشيخ، محمد مجدي لبني سويف، طارق محمد للأقصر، محمد احمد للقليوبية، أحمد يوسف للسويس، مصطفى كامل للبحيرة، سعيد عبد العزيز للشرقية، إبراهيم حماد لأسيوط.. وسماح محمد لبورسعيد. كما جرى تعيين أربعة نواب لمحافظ القاهرة.

تعديل الدستور

إلى ذلك، أكد مستشار رئيس الجمهورية المستشار علي عوض ومقرر لجنة خبراء تعديل الدستور، أنه «لن يتم المساس بالمادة الثانية من دستور 2012 المعطل، والتي تؤكد الهوية الإسلامية للبلاد»، وأشار إلى أن المادة الخاصة بالمحكمة الدستورية ستكون محل تعديل، مؤكداً أنه «سيتم إعادتها إلى الأصل»، وقال إنه تم التعامل مع «الدستورية» بشكل «صعب». وأضاف عوض خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس، إن «عدد المقترحات التي وصلت إلى اللجنة 1877 مقترحاً من جهات وهيئات مختلفة»، مؤكداً أن الأمانة الفنية درستها وبوبتها، وذلك عبر إعداد تقرير بها لعرضها على اللجنة الخبراء لدراسة مدى ملاءمتها.

مليونية ثورية

من جانب آخر، دعت القوى الثورية إلى تنظيم تظاهرات مليونية حاشدة بميدان التحرير بعد غد الجمعة تحت شعار «التخلص من الإرهاب» للتصدي لدعوت جماعة الإخوان أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي للزحف نحو «التحرير»، ورفضت القوى الثورية إخلاء الميدان لـ «الإخوان»، مؤكدين على «أن أي محاولة لاقتحامه من قبل الإخوان لن تكون إلا عبر أجساد المعتصمين، وسوف تواجه بكل حزم وقوة»، في الوقت الذي دعت فيه حركة «تمرد» عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى مواجهة أي محاولة لاختراق ميادين الثورة.

تظاهرات «الإخوان»

وفي المعسكر الآخر، قال الناطق باسم جماعة الاخوان جهاد الحداد إنهم مستعدون للمشاركة في محادثات بشأن الأزمة السياسية في البلاد يتوسط فيها الازهر «ما دامت تجري على أساس صحيح». وقال الحداد: «نعم.. إذا التزموا بالأحكام التي نطلبها»، موضحا ان ذلك يجب ان يكون على أساس «إعادة الشرعية الدستورية»، وأوضح ان «الأزهر لم يتقدم بعد بمبادرته للإخوان»، على حد قوله. مجددا رفض المبادرة عن طريق شيخ الأزهر أحمد الطيب وقبولها في حال كانت من «مؤسسة الأزهر»، بحسب قوله.

إلى ذلك، ساعد عشرات الشباب من أهالي منطقة عابدين بوسط العاصمة المصرية القاهرة قوات الشرطة خلال الاشتباكات التي وقعت بين مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وقوات الأمن أمام وزارة الأوقاف عندما حاول مؤيدو مرسي اقتحام مبنى الوزارة. وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مؤيدي مرسي فتوجهت مجموعات منهم إلى الشوارع الجانبية المحيطة بالوزارة فيما خرج شباب منطقة عابدين ليغلقوا الشوارع التي تؤدي من الوزارة إلى داخل المنطقة. ورشق شباب المنطقة مؤيدي مرسي بالحجارة لمنعهم من التجمع مرة أخرى مما ساعد في تفريق المتظاهرين الذين حاولوا التجمع بمجموعات صغيرة للتوجه إلى دار القضاء العالي. وأصيب في الاشتباكات عدة أشخاص من الطرفين.

وحاولت تظاهرات أخرى لمؤيدي مرسي اقتحام وحصار ست وزارات أخرى في وسط القاهرة إلا أن قوات الأمن والموظفين والأهالي تصدوا لها، فتفرقت في أنحاء وشوارع القاهرة، حيث تظاهروا أمام وزارات: الكهرباء، الزراعة، التعليم العالي، العدل، التعليم ووزارة الصحة، كما نظموا تظاهرات قرب قصر الاتحادية وصلاح سالم وشارع الهرم وخاتم المرسلين، فضلاً عن تظاهرات حاشدة أمام دواوين المحافظات المختلفة. وأصيبت عشرات الشوارع في أحياء القاهرة بالشلل التام نتيجة الفوضى التي أحدثها مؤيدو مرسي.

دعوة واشنطن

دعت أميركا الحكومة المصرية المؤقتة الى وضع حد لكافة «الاعتقالات السياسية» من دون ان تشير علنا الى حالة الرئيس المعزول محمد مرسي. وقالت مساعدة الناطقة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف أول من أمس: إن موقفنا لم يتبدل. نستمر في الدعوة الى إنهاء كل التوقيفات والاعتقالات ذات الدوافع السياسية ونشدد على أنها لا تساعد مصر في تجاوز هذه الأزمة. ورأت هارف أن «استمرار اعتقال الاشخاص في السجون واحدة من المشاكل التي يجب ان تحلها مصر بنفسها اذا كانت تريد تجاوز الاضطرابات السياسية التي شهدتها في الاسابيع الستة الماضية». واشنطن- أ.ف.ب

70+104

جدد قاضي المعارضات بمحكمة جنوب القاهرة المستشار وائل الشيمي، حبس 104 من أنصار «الإخوان» 15 يوما على ذمة التحقيقات لاتهامهم بالتجمهر بدافع البلطجة وقطع الطرق العامة للإضرار بالأمن العام والانضمام إلى عصابة مشكلة على خلاف أحكام القانون لمنع السلطات من أداء عملها وتكدير السلم والأمن العام والتعدي على حريات المواطنين الشخصية. كما بدأت نيابة الأزبكية برئاسة المستشار محمد حتة رئيس النيابة نظر تجديد حبس 70 متهماً من جماعة الإخوان على خلفية الاشتباكات التي وقعت بين مؤيدي الجماعة وقوات الشرطة. القاهرة- الوكالات