أكد وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي، أمس، أن مصر «تتسع للجميع»، مطالباً جماعة الاخوان المسلمين بـ«مراجعة مواقفهم، لأن الشرعية ملك للشعب»، كما وجه الشكر والتقدير لكل الدول التي قدمت العون لمصر، ومن بينها، دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت والبحرين والأردن، في وقت أكد الجيش الثالث الميداني أن الجماعة الإرهابية «خائنة للوطن».
وقال السيسي في تصريحات خلال لقائه وزير الداخلية محمد إبراهيم وعدد من قادة وضباط القوات المسلحة وهيئة الشرطة أمس، إن «جيش وشرطة مصر لم يخونوا العهد ولكنهم ينفذون إرادة الشعب المصري في اختيار من يحكمه». ووجه رسالة لأنصار النظام السابق قائلًا:
«مصر تتسع للجميع، وإننا حريصون على كل نقطة دم مصري، وأطالبكم بمراجعة مواقفكم الوطنية وأن تعوا جيدًا أن الشرعية ملك للشعب يمنحها لمن يشاء ويسلبها متى يشاء». كما وجه السيسي «الشكر والتقدير لكل من قدم العون لمصر من الأشقاء في الإمارات والسعودية والكويت والأردن والبحرين»، مؤكدًا ان الشعب المصري «لن ينسى ذلك».
وقال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع: «حذرنا من أن الصراع السياسي سيقود مصر للدخول في نفق مظلم، وسيتحول إلى اقتتال وصراع على أساس ديني، وأن ما قمنا به من إجراءات كانت شفافة وأمينة ونزيهة وبمنتهى الفهم والتقدير الدقيق للمواقف والأحداث وإنعكاساتها على الأمن القومي».
كما استعرض السيسي جملة من المواقف «التي تمثِّل فرصاً ضيعها النظام السابق واتباعه خلال العام الماضي من أجل تعديل المسار السياسي في البلاد، وإيجاد مساحة من التفاهم بين النظام والقوى السياسية والرأي العام، من خلال العديد من المقترحات التي ضاعت أمام التعنّت والصلف وعدم الاستجابة لأي نصح حقيقي يُخرج البلاد من دائرة الأزمات، والاعتقاد بتآمر الجميع وأنهم على الحق المبين والباقي على ضلال».
واستطرد: «أقول لمن يردد مقولة استيلاء الجيش على السلطة، إن شرف حماية إرادة الشعب أعز من حكم مصر، وليست في سبيل رغبة وسلطان أو إقصاء لأحد، وإننا أكثر حرصاً على الإسلام بمفهومه الصحيح الذي لم يكن أبداً أداة للتخويف والترويع والترهيب للآمنين، وإننا سنقف جميعاً أمام الله وسيحاسبنا على المهمة المكلفين بها في حماية أمن الوطن والمواطنين».
كما أشار السيسي إلى أن الدعوة التي وجهها لنزول المصريين لتفويض القوات المسلّحة للتعامل مع الإرهاب «كانت رسالة للعالم والإعلام الخارجي الذي أنكر على ملايين المصريين حرية إرادتهم ورغبتهم الحقيقية في التغيير، ورسالة للآخرين بأن يعدّلوا مفاهيمهم وأفكارهم وأن يستجيبوا لإرادة الشعب، وحتى يدرك كل فرد في القوات المسلحة والشرطة حجم الأمانة الملقاة على عاتقهم».
الجماعة الخائنة
في الأثناء، أكد الجيش الثالث الميداني، في بيان أنه «في ظل الأحداث المتسارعة، انكشف للجميع الوجه القبيح لهذه الجماعة الإرهابية الخائنة لله وللوطن». وأضاف: «ظهر بكل وضوح ويقين أن هذه الجماعة تحمل في طياتها كل خراب ودمار لشعبنا المسالم الداعي إلى الاستقرار والسلام».
وتابع البيان: «ندعو جميع القوى الوطنية وأبناء السويس إلى توخي الحذر ونشر الوعي وعدم الانسياق خلف كلام وأفعال هذه الجماعة المضللة التي تتخذ من الإسلام ساتراً لتنفيذ جميع مخططاتها الهادمة للوطن التي تنكشف لنا يوماً بعد يوم، وانكشف لنا وجهها القبيح، فهم من يهدمون مؤسساتنا». وأضاف البيان: «هؤلاء يرهبون الأبرياء من هذا الوطن ويتسترون خلف نساء ليس من نسائهم وأطفال ليس بأطفالهم وشباب مضلل ليس منهم وهم في مأمن من المواجهة».
قدرات المصريين
ذكَّر وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، إلى أن الجيش «سبق وأعطى فرصاً كثيرة للقاصي والداني للمشاركة لإنهاء الأزمة بشكل سلمي كامل ودعوة أتباع النظام السابق للمشاركة في إعادة بناء المسار الديمقراطي والانخراط في العملية السياسية وفقاً لخريطة المستقبل بدلاً من المواجهة وتدمير الدولة المصرية»، لافتاً إلى أن مصر «تواجه حالياً تحديات سياسية واقتصادية وأمنية قد تكون أكبر من قدرة مصر كدولة، ولكنها ليست أكبر من قدرات المصريين كشعب ووطن».