تبرع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بمليوني دولار لصندوق لجنة مساعدة أسر شهداء مصر.
جاء ذلك خلال مداخلة لسموه مع برنامج "صباح أون" على قناة "أون. تي. في."
وتحدث سموه خلال المداخلة الهاتفية عن مشروع لإلغاء مصر وقال سموه "إن ما حصل لمصر هو مشروع أخذ من الوقت 40 سنة يتم فيه إلغاء البشر من خلال نشر الجوع والجهل ويتبعه القهر وإلغاء التاريخ، والذي كان سيحدث من خلال تحطيم الآثار المصرية وحرق جميع الوثائق بالإضافة إلى تقديم أجزاء من مصر لمن يدفع وللمساهمين في هذا المشروع التخريبي".
وأضاف سموه "إنني من الناس الذين استشعروا بهذا المشروع من زمن فبادرت ببناء دار الوثائق الجديدة في عين الصيرة تضم جميع الوثائق للعصر المملوكي والعصر العثماني على أقراص مدمجة بتقنية عالية، بالإضافة إلى وثائق مجلس الوزراء والوثائق التي نشرت من العام 1900 إلى يومنا هذا".
ملحق
ولفت سموه الى أنه تم منح الأرض الخلفية لدار الوثائق الجديدة بناء على طلبه لبناء ملحق يخص الوثائق من سنة 1900 إلى يومنا هذا، وأن الافتتاح سيكون في ديسمبر 2013 بمعرض الكتب والوثائق التي قدمها سموه من مقتنياته الشخصية وتضم سبعة آلاف عنوان لكتاب إلى المجمع العلمي المصري والتي كان قائماً عليها المجمع قبل احتراقه، بالإضافة إلى وثائق لم تكن موجودة في المجمع العلمي، وهي النشرة الدورية السنوية للمجمع العلمي وهي على صورة محاضرات ولقاءات.
ووجه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حديثه لأهالي مصر داعيا إياهم بأن يبقوا على ثوريتهم لأن مصر هي الدعامة التي أوقفت التيار الهمجي.
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة لشعب مصر: "دعونا نجعل أحزاننا شعلة مضاءة في قلوبنا تنبهنا بأي خطر سيأتي، طالباً سموه من شعب مصر شبابا ونساء ومسنين من اصغر موظف الى اكبر موظف تأدية وظائفهم اتجاه بلدهم على أكمل وجه".
مساجد الشهداء
ووجه سموه حديثه إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب بأن يتولى العلماء الأكفاء من الأزهر المساجد، وبأن تكون المساجد تحت إدارة الأوقاف، موجهاً دعم سموه للأوقاف لتخطي جميع العوائق والمحن، مشيرا أن الأوقاف هي المكلفة ببناء المساجد التي أمر بها سموه في محافظة المنوفية وتحمل أسماء الشهداء، ليبقى ذكرهم خالدا في كل وقت، وفي أربعة فصول يوميا، وعند كل أذان نذكر، ولتبقى الألسن تلهج لهم بالدعاء، لافتا سموه إلى أنه لديه أصدقاء أعزاء على قلبه، يعرفونه حق المعرفة من المنوفية، مستذكراً لهم الهدايا التي يحملونها له من الريف عند عودتهم الى الامارات، مؤكدا أنها ذكريات محفورة في قلبه.
مصر التاريخ
وطالب صاحب السمو حاكم الشارقة المؤسسات الثقافية والمؤلفين والمسرحيين وصناع الدراما المصرية بعدم تشويه صورة مصر في المسلسلات والأفلام والمسرحيات التي تصور مصر على أنها بؤرة للفساد، وهو ما لا يعكس الصورة الحقيقية لمصر الحضارة والثقافة والتاريخ العريق، وحث القائمين على المؤسسات الثقافية على إبراز الصورة المشرفة لمصر، معرباً سموه عن تقديم المساعدات المالية لتقديم الصورة الحقيقية لمصر. مضيفا أن مصر بها خير يغطي الشمس كلها، وأي شارع فيها به كل التاريخ، فلا بد أن ندرس مصر الشجاعة، والايمان، والحقيقة، والتاريخ.
العشوائيات
وتطرق سموه إلى مبادرته لدعم مصر وإعادة بناء 18 عشوائية في الجيزة وتوفير شقق مؤثثة يعيش فيها المواطن المصري بكرامة، وتكفلت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة الشيخة جواهر بن محمد القاسمي رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة إعادة بناء عشوائية الدويقة، لافتاً سموه إلى ضرورة هدم هذه العشوائيات.
وتحدث سموه عن فئة أبناء الشوارع قائلاً "قدمنا مشروع تطوير إبان حكم الرئيس حسني مبارك على أن يتم توفير مبنى لتعليم وتطوير واستحداث مهن لهذه الفئة لتحصينهم من أي انحراف، ولكننا لم نجد من الاهتمام المطلوب، أما اليوم وقد تولى أناس على قدر من المسؤولية سيساعدوننا في إقامة مشاريع تعليمية وتطويرية لهذه الفئة".
موقف مشرف
كما تحدث سموه عن الموقف المشرف لثورة 30 يوليو قائلاً "لولا ما قام به جيش وشرطة مصر لزال العرب من الوجود"، مؤكداً سموه أن دولة الإمارات قيادة وشعباً تقف مع مصر، وأهلها لافتا إلى موقف مصر المشرف عندما أرسلت المعلمين لتعليم أبناء الخليج على الرغم من الضائقة المالية التي كانت تعيش بها مصر في ذلك الوقت.
وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: "أنا أتكلم والدموع تملأ عيني والغصة تتردد في حلقي نحن ننتظر اليوم الذي تصفو فيه مصر والنصر قريب إن شاء الله وسنفرح جميعاً".
واختتم سموه حديثه بالدعاء أن يحفظ الله مصر ويرحم الشهداء الذي ضحوا لأجل مصر.