بعدما قضى 28 شهراً خلف القضبان، غادر الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك سجن طرة أمس، حيث وضع قيد الإقامة الجبرية في مستشفى المعادي العسكري، الذي نقل إليه على متن طائرة مروحية مجهزة طبياً في رحلة استغرقت دقائق، فيما اعتبرت الولايات المتحدة مجريات وقائع المحاكمة شأناً داخلياً مصرياً.
وأبلغت مصادر قضائية متطابقة مندوبي الصحافة ووسائل الإعلام أمس أن النائب العام المصري المستشار هشام بركات صدَّق على قرار بإخلاء سبيل الرئيس الأسبق حسني مبارك من سجن مزرعة طُرة، نظراً لأنه ليس مطلوباً على ذمة أي قضية ولانقضاء فترات الحبس الاحتياطي في القضايا المتهم بها.
وقالت المصادر لوكالة «فرانس برس» إن النيابة العامة التي كانت آخر من يعيق خروج مبارك بعد قرار إخلاء سبيله أول من أمس في آخر قضية كان يسجن على ذمتها، أكدت أنها لا تعارض الإفراج عنه.
وأوضحت المصادر أن «النيابة العامة قامت بالرد على نماذج الحبس الخاصة بمبارك والخاصة بقرار إخلاء سبيله والصادر من غرفة المشورة، حيث أكدت النيابة أن قرار الإفراج صحيح، وقامت النيابة بمخاطبة وزارة الداخلية وقطاع مصلحة السجون بهذه الإفادة».
مستشفى المعادي
وغادر مبارك سجن ملحق مزرعة طُرة، إلى مستشفى المعادي العسكري تحت الإقامة الجبرية. وأظهرت لقطات تلفزيونية مباشرة مروحية طبية تقلع من سجن طرة حيث كان الرئيس الأسبق، وتحط في باحة المستشفى العسكري القريب في المعادي، حيث كانت تنتظر سيارة إسعاف ومجموعة من الجنود، في رحلة استغرقت بضع دقائق.
واحتشد عشرات المصريين أعضاء في جماعتي «أبناء مبارك»، و«آسفين يا ريّس» المؤيدتين لمبارك أمام الأبواب الرئيسية لسجن طُرة حيث ساد اضطراب في حركة المرور.
وكانت السلطات العسكرية أمرت بأن يوضع مبارك قيد الإقامة الجبرية في حال الإفراج عنه.
وكانت محكمة جُنح مستأنف القاهرة قبلت، أول من أمس ، تظلُّم الرئيس الأسبق على قرار حبسه الاحتياطي على ذمة قضية اتهامه بالحصول على هدايا من مؤسسة الأهرام الصحافية، وقرَّرت إخلاء سبيله ما لم يكن مطلوباً على ذمة قضايا أخرى، فيما لم تتقدّم النيابة العامة بطعن على حُكم المحكمة باعتبار الحُكم غير قابل للطعن، فتم إنهاء إجراءات إخلاء السبيل ومغادرة السجن.
إطار قانوني
في الأثناء، قال المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الفريق أحمد شفيق: إن إخلاء سبيل مبارك «يأتي في إطار قانوني، ووضعه تحت الإقامة الجبرية مجرد مسمى، لأنه قطعًا كان سيتم تأمينه في أحد الأماكن حرصًا على حياته».
وأضاف شفيق في مداخلة هاتفية لقناة «صدى البلد» أن «خريطة مصر لن ترسم على طاولة أميركا وأوروبا»، وأوضح أن «دعم بعض الدول للإخوان واعتبارهم رمزًا للإسلام السياسي، يعد منتهى الغباء، وستكون خسارة تلك الدول مرعبة».
تفهم أميركي
من جهة أخرى، ذكرت الناطقة الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي أن قرار إخلاء سبيل الرئيس الأسبق يعتبر شاناً قانونياً داخلياً. وسئلت بساكي خلال مؤتمر صحافي عن الإفراج عنه، فأجابت: «أعتقد أننا تحدثنا طويلاً عن الأمر.. ولطالما قلنا إن ما يتعلق بمبارك هو شأن قانوني مصري داخلي، ويتم التعامل مع الموضوع عبر النظام القانوني هناك، وفي ما عدا ذلك تترك الإجابات إلى الحكومة المصرية».
حملات مضادة
أطلق نشطاء مصريون وحركات ثورية أمس حملة للمطالبة بمحاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك أمام محكمة ثورية.
ودعا كل من منظمة الاشتراكيين الثوريين وحركة «شباب 6 أبريل» إلى تدشين الحملة بتظاهرة أمام دار القضاء العالي وسط القاهرة. وقالت منظمة الاشتراكيين الثوريين في بيان إن الحملة تأتي لـ«رفض الإفراج عن مبارك بعد أن برأه القضاء من معظم التهم المنسوبة إليه، في حين لا يجد القضاء غضاضة في إصدار الأحكام على الثوار سواء في عهد المعزول محمد مرسي أو في عهد المجلس العسكري من قبله». القاهرة – د.ب.أ