صعد الاحتلال الإسرائيلي امس انتهاكاته بحق الفلسطينيين حيث استشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب 20 آخرون امس خلال عملية اغتيال نفذها الاحتلال في مخيم قلنديا للاجئين، شمالي القدس، تزامناً مع إعلان إسرائيل عن إقامة مستوطنة جديدة في الضفة، ومصادقة بلدية الاحتلال في القدس على مخطط لبناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة «رمات شلومو»،
في وقت أعلن وزير إسكانها، ان دولة فلسطينية لن تقوم غربي نهر الأردن، وكرد فلسطيني ألغيت جلسة مفاوضات بين الجانبين كانت مقررة امس في أريحا، وأدانت السلطة جرائم الاحتلال واعتبرت ان ما تقوم به إسرائيل من قتل واستيطان يدل تماما على النوايا الحقيقية للحكومة الإسرائيلية، وطالبت بتدخل دولي.
وقالت مصادر أمنية وطبية ان «جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم مخيم قلنديا صباح امس واطلق الرصاص الحي على المواطنين الفلسطينيين أثناء توجههم الى المدارس والعمل ما أدى إلى مقتل روبين فارس (30 عاما) ويونس جمال جحجوح (22 سنة) وإصابة اكثر من 20 آخرين».
واشارت المصادر الى ان شابا ثالثا هو جهاد اصلان (20 عاما) توفي في مستشفى في مدينة رام الله متأثرا بإصابة في الرأس.
توتر واشتباكات
وسادت أجواء الغضب والتوتر في المخيم، فيما احتشد عشرات من الشبان قُبالة حاجز قلنديا العسكري القريب من المخيم والواصل بين القدس ورام الله.
وشيع الفلسطينيون جثامين الشهداء الثلاثة وعقب مواراة جثامين الشهداء الثرى، توجهت مجموعة من الشبان نحو حاجز قلنديا القريب، واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال، حيث أطلقت قوات الاحتلال القنابل الصوتية، وقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي نحو الشبان، الذين ألقوا الحجارة والزجاجات الفارغة.
مستوطنة جديدة
الى ذلك قالت صحيفة «معاريف» امس، إن الحكومة الإسرائيلية أعلنت عن إقامة مستوطنة «ليشم» وأنه يتوقع أن يبلغ عدد المستوطنين فيها عدة مئات من العائلات. وأضافت أن المستوطنة ستقام من الناحية الرسمية كجزء من مستوطنة «عيلي زهاف»، لكن في المستقبل ستكون هذه مستوطنة مستقلة وتدير شؤونها بصورة مستقلة.
ووفقا للصحيفة فإن 72 عائلة دخلت إلى بيوت في مستوطنة «ليشم» ويتوقع أن تنتقل 70 عائلة أخرى إلى السكن في المستوطنة خلال الشهور المقبلة، وأن المخطط يقضي ببناء 400 وحدة سكنية أخرى في هذه المستوطنة.
لا يوجد حل دولتين
ونقلت الصحيفة عن وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أريئيل، من حزب «البيت اليهودي» اليميني المتطرف قوله إنه «يجب أن يكون واضحا لكن من لديه عينين في رأسه أنه لا يوجد حل دولتين للشعبين غربي نهر الأردن، ولن يكون هناك مصطلح كهذا، حتى لو جلسنا في مفاوضات، فهذا ليس مطروحا».
وأضاف «سوف نبني في كل مكان في أرض إسرائيل وخاصة في الضفة الغربية».
1600
من جهة ثانية قالت صحيفة «هآرتس» امس إن بلدية القدس صادقت على مخطط لبناء 1600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «رمات شلومو» في شمال القدس الشرقية. حيث وافقت لجنة المالية على ميزانية تبلغ 17,3 مليون دولار لأعمال البنية التحتية. وكان إعلان إسرائيل عن هذا المخطط خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، في العام 2010 أثار أزمة بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية.
كذلك صادقت البلدية على مخططات بناء استيطاني في القدس بينها رصد ميزانيات لمشروع «مدينة داوود» الاستيطاني في حي سلوان وإقامة بناء في قلب حي جبل المكبر.
إلغاء جلسة مفاوضات
في الأثناء قال مسؤول فلسطيني طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس «تم إلغاء الاجتماع الذي كان مقررا عقده في اريحا الساعة الواحدة من ظهر امس بسبب الجريمة الإسرائيلية التي ارتكبت في قلنديا ومواصلة العطاءات الاستيطانية».
وذكر المصدر أن الرئاسة الفلسطينية أبلغت الوسيط الأميركي في المفاوضات إلغاء الاجتماع احتجاجا على حادثة قلنديا وللمطالبة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية للمفاوضات.
وكانت مصادر فلسطينية أعلنت في السابق عن إمكانية عقد جلسة مفاوضات امس في مدينة أريحا ، ولم يصدر أي تأكيد من الجانبين حول ذلك.
تدخل عاجل
وفي السياق أدانت السلطة الفلسطينية الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية واعتبرت ان ما تقوم به إسرائيل من قتل واستيطان يدل تماما على النوايا الحقيقية للحكومة الإسرائيلية والتي هدفها تدمير عملية السلام. وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية «ندين هذا العمل ونؤكد أن سلسلة الجرائم الإسرائيلية واستمرار عطاءات الاستيطان تشكل رسالة واضحة لحقيقة النوايا الإسرائيلية تجاه عملية السلام، وأن ردود فعل سلبية ستكون لهذه الأفعال».
وطالب الناطق باسم الرئاسة، الإدارة الأميركية بالتدخل لمنع انهيار الجهود الأميركية والدولية في الشرق الأوسط.
من جهته حمل رئيسُ الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان، مؤكداً على أن مثل هذه الجرائم تستوجب تدخلاً عاجلاً وفعّالاً من المجتمع الدوليّ لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها المستمرة وتوفير الحماية الدولية لشعبنا.
هدم واعتقالات
هدمت جرافات الاحتلال ظهر امس منزلين وبناية قيد الإنشاء في قرية الطور شرق القدس القديمة، بحجة البناء دون ترخيص، كما قامت بهدم بركسات وجرف مساحات واسعة من الأراضي في قرية العيسوية.
في الأثناء اعتقل جيش الاحتلال، ستة فلسطينيين خلال حملة دهم فجر امس في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الاعتقالات طالت «مطلوبين» لقوات الأمن الإسرائيلية، لافتة إلى أن الاعتقالات جرت في أرجاء متفرقة من محافظات الضفة خاصة الخليل وبيت لحم.