أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما انه اتخذ القرار المبدئي بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، لكنه طلب من الكونغرس الموافقة على هذه العملية، معتبراً أن نظام الرئيس بشار الأسد ارتكب أسوأ مجزرة في القرن الـ21، وتعهد بمحاسبته من دون تفويض من مجلس الأمن الدولي، في وقت شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوماً عنيفاً على الولايات المتحدة واعتبر اتهاماتها للأسد «محض هراء» و«استفزاز»، واصفاً الحديث عن وجود أدلة بدون عرضها بـ«قلة الاحترام».
وقال الرئيس الأميركي باراك اوباما في تصريح في البيت الابيض: «قررت وجوب ان تتحرك الولايات المتحدة عسكرياً ضد أهداف للنظام السوري»، لافتاً الى أن واشنطن «مستعدة لتوجيه ضربة حين نختار» الوقت الملائم. وقال إنه سأل الكونغرس إجراء تصويت على أساس الأمن القومي الأميركي رغم أن «لديه سلطة» تنفيذ عمل عسكري بدون تفويض من الكونغرس.
مشدداً أنه لا يفكر بنشر قوات أميركية على الأرض. وأكد أن الهجوم الكيميائي الذي شنه النظام السوري في 21 أغسطس الماضي كان أسوأ مجزرة في القرن الـ21، واصفاً الأسد بأنه «وحش». وقال أوباما إن الولايات المتحدة «ستحاسب الأسد بدون تفويض من مجلس الأمن»، وبخصوص توقيت الضربة أوضح أنها قد تكون غدا أو الأسبوع المقبل أو بعد شهر.
باريس وواشنطن
في الأثناء، دعا الرئيسان الفرنسي فرانسوا هولاند والاميركي باراك اوباما المجتمع الدولي الى توجيه «رسالة قوية» الى نظام الاسد. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان صدر بعد ساعات على محادثة هاتفية بين هولاند وأوباما: إن الرئيسين «اتفقا على ضرورة عدم تسامح المجتمع الدولي مع استخدام اسلحة كيميائية،.
وضرورة تحميل النظام السوري المسؤولية وتوجيه رسالة قوية للتنديد باستخدامها». وأضاف الاليزيه أن فرنسا والولايات المتحدة، «الحليفتين المقربتين والصديقتين»، ستواصلان مشاوراتهما بشأن سوريا «وكل المسائل الاخرى التي تهدد الامن الدولي».
وخلص الجانبان الى أنهما «يتشاركان اليقين نفسه بشأن الطبيعة الكيميائية للهجوم والمسؤولية الاكيدة للنظام السوري».
من جهة اخرى، أشاد وزير الخارجية الاميركي جون كيري «بالفرنسيين أقدم حلفاء لنا» الذين «يقفون مثل كثيرين من الاصدقاء الى جانب اميركا التي لا تريد التحرك بمفردها» ضد دمشق، خاصة بعد تراجع لندن.
هجوم روسي
من جهة أخرى، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشدة الاتهامات الاميركية الموجهة إلى النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية. وقال بوتين للصحافيين: «علينا أن نكون منطقيين، القوات السورية تشن هجوماً وحاصرت المعارضة في مناطق عدة. في هذه الظروف، فإن إعطاء ورقة رابحة إلى أولئك الذين يطالبون بتدخل عسكري هو محض هراء».
وأضاف أنه متأكد من أن الأدلة التي قدمها رئيس الدبلوماسية الأميركية جون كيري «ليست سوى مجرد عمل استفزازي من قبل من يرغبون في جر دول أخرى إلى النزاع السوري»، مطالبا بإثبات «عكس ذلك».
وأضاف بوتين: «بالنسبة لموقف زملائنا الاميركيين الذين يؤكدون أن القوات الحكومية استخدمت أسلحة كيميائية، ويقولون إن لديهم أدلة، حسناً، فليقدموا هذه الأدلة لمفتشي الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وإذا لم يقدموها فإن ذلك يعني أنه لا وجود لتلك الأدلة». وأضاف أن القول إن مثل هذه الادلة سرية «يعد قلة احترام للشركاء واللاعبين الدوليين. اذا وجد الدليل فيجب تقديمه. واذا لم يقدموه، فهذا يعني أنه لا يوجد دليل».
موقف إيراني
وبالتوازي، حذر قائد الحرس الثوري الايراني من ان اي ضربة ستؤدي الى ردود فعل «تتجاوز» الاراضي السورية.
دمشق: الأدلة الأميركية على الهجوم الكيميائي المفترض كاذبة
اعتبرت وزارة خارجية النظام السوري ان التقرير الذي نشرته واشنطن عن «ادلة» جمعتها الاستخبارات الاميركية وتثبت استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية بريف دمشق هو مجرد ادعاءات كاذبة وبلا دليل».
وقالت الخارجية في بيان تلي عبر التلفزيون الرسمي ان «ما قالت الادارة الاميركية انها ادلة قاطعة انما هي روايات قديمة نشرها الارهابيون منذ اكثر من اسبوع بكل ما تحمل من فبركة وكذب وتلفيق»، مؤكدة ان «كل نقاط الاتهام للحكومة السورية هو كذب وعار عن الصحة».
وأضافت انها «تستغرب فعلا ان دولة عظمى تخدع رأيها العام بهذه الطريقة الساذجة عبر الاستناد الى لا دليل وتستهجن في الوقت نفسه ان تبني الولايات المتحدة مواقفها فى الحرب والسلم على ما تم نشره في وسائل التواصل الاجتماعي او مواقع الانترنت»، معتبرة هذا «محاولات يائسة لاقناع شعوب العالم بعدوان امريكا المرتقب».
وانتقد البيان السوري بعضا من عناصر الاتهام التي وردت في التقرير الاميركي ومنها «قضية الاتصال لأحد الضباط السوريين بعد الهجوم المفترض وهي أسخف من أن تناقش»، في اشارة الى اتصالات قالت الاستخبارات الاميركية انها اعترضتها بين مسؤول سوري رفيع المستوى «على علم وثيق بالهجوم» يؤكد فيها استخدام مواد كيماوية كيميائية من جانب النظام. دمشق- ا.ف.ب
مسؤول أمني سوري: نتوقع الضربة في كل لحظة
أبلغ مسؤول أمني سوري، وكالة «فرانس برس»، أن بلاده تتوقع الضربة الغربية «في كل لحظة»، في وقت تستمر التحضيرات الأميركية لضربة «محدودة وضيقة» على سوريا رداً على هجوم كيميائي يتهم الغرب النظام السوري بتنفيذه.
وقال المصدر رداً على سؤال في اتصال هاتفي: «نتوقع العدوان في كل لحظة، ونحن جاهزون للرد في كل لحظة».
وأضاف: «سندافع عن شعبنا ووطننا بكل إمكاناتنا وبكل ما أويتنا من قدرة. هذه البلطجة لن تمر من دون رد».
وفي إشارة إلى التصريحات الأميركية الأخيرة، قال المصدر «كل شيء قالوه مهزلة»، معتبراً أن «موقف الرأي العام الغربي هو ضدهم. قضيتهم قضية خاسرة وغير عادلة، ولا تمت بصلة إلى الأخلاق والقانون الدولي». وكشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه الجمعة في الولايات المتحدة، أن 42 في المئة من الأميركيين فقط يدعمون تدخلاً عسكرياً أميركياً ضد النظام السوري. دمشق أ.ف.ب