دخلت الأزمة السياسية في تونس مرحلة جديدة من التصعيد أمس بعد إعلان جبهة الإنقاذ الوطني انطلاق أسبوع الحسم بمسيرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من التونسيين بمناسبة مرور 40 يوما على اغتيال القيادي المعارض محمد البراهمي، في وقت أعطى اتحاد الشغل الفرقاء السياسيين مهلة أسبوع قبل عقد الهيئة الإدارية الاستثنائية التي ستتخذ جملة من القرارات.
وشاركت جموع من أبناء المناطق الداخلية في مسيرة الحسم التي انطلقت من باب سعدون نحو ساحة باردو، حيث اوضح القيادي في التيار الشعبي مراد العمدوني أن متظاهرين أتوا من مدن عديدة قدموا إلى العاصمة من ولايات البلاد وخاصة من سوسة والقيروان وسيدي بوزيد وصفاقس وقفصة وقبلّى.
مضيفا أن ذكرى اغتيال البراهمي «جاءت لبعث دم جديد في الحراك الشعبي الداعي لحل الحكومة والمجلس الوطني التأسيسي».
كما شارك الاتحاد العام التونسي للشغل في الحشد الشعبي عبر نداءاته الى منخرطيه وأنصاره، وحضر قادة جبهة الإنقاذ ومن بينهم زعيم الجبهة الشعبية حمّة الهمامي وزعيم حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي، مهرجانا خطابياً بالمناسبة، تم التأكيد خلاله على تصعيد الحراك الشعبي الى حين سقوط الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة.
كما أعلن النواب المنسحبون من المجلس الوطني التأسيسي عن الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام بخيمتهم في ساحة بادرو. ورفضت أسرة البراهمي استقبال أي فرد من حركة النهضة والترويكا الحاكمة، في حين شارك أقطاب من المعارضة والنقابات في تدشين شارع وساحة عامة يحملان اسم القيادي الراحل في حي الغرالة.
مهلة الترويكا
إلى ذلك، أكدت مصادر مطلعة أن اتحاد الشغل أعطى الفرقاء السياسيين مهلة أسبوع قبل عقد الهيئة الإدارية الاستثنائية التي ستتخذ جملة من القرارات في ظل تقييمها للمستجدات السياسية الحالية.
ومن جهته، قال الأمين العام للاتحاد العام للشغل حسين العباسي، عقب اجتماع المنظمات الراعية للحوار المخصص لتقييم نتائج الحوارات مع الترويكا والمعارضة، ان المنظمات الراعية للحوار الوطني «ستقدم تصورا جديداً لكيفية الخروج من الأزمة السياسية».
وأكد «التزام المنظمات الراعية للحوار الوطني بالوعد الذي قطعته للشعب بإعلامه في صورة فشل مبادرته بحقيقة ما حصل حتى يكون شاهدا على كل الأطراف»، على حد تعبيره.
موقف العريض
قال رئيس الحكومة علي العريض انه «رئيس لحكومة كل التونسيين، وأنه «لن يسلم البلاد للمجهول والفراغ لأن ذلك هو واجبنا الوطني والقانوني وكل ما فيه مصلحة البلاد لن نتأخر في الذهاب نحوه في الحال».