تسارعت خطى الحراك الدبلوماسي والتصريحات الصادرة من غير منطقة في العالم على خلفية الضربة العسكرية المحتملة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث حذرت طهران من «إشعال حريق» إن هوجمت دمشق، في وقتٍ أكدت واشنطن أنها «تخطط لكل طارئ» فيما يخص تداعيات الضربة.
فيما أكدت بريطانيا خطورة قضية استخدام الأسلحة الكيماوية بالتشديد على أنها «أكبر» من سوريا، في حين يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً في جدة غداً الثلاثاء يبحث الملف السوري.
ويعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون اجتماع الدورة العادية الـ128 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون في مدينة جدة ظهر غدٍ الثلاثاء برئاسة وزير خارجية مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وبمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون د. عبداللطيف بن راشد الزياني.
وسيستعرض المجلس الوزاري خلال هذا الاجتماع عددا من الملفات المتعلقة بمسيرة العمل الخليجي المشترك في مختلف المجالات والموضوعات ذات الصلة بالحوارات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والدول والتكتلات العالمية إضافة إلى تطورات الأوضاع والأحداث العربية والإقليمية والدولية التي تهم دول مجلس التعاون.
وكان من المقرر عقد اجتماع الدورة العادية الـ128 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الأحد الماضي الأول من شهر سبتمبر الجاري، غير أنه تم تأجيله بسبب الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة في اليوم نفسه وناقش الأوضاع في سوريا والضربة الأميركية الوشيكة عليها. ويرجح أن يهيمن الملف السوري على جدول الأعمال.
موقف عراقي
إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرة الايراني محمد جواد ظريف في بغداد أن تفاقم الازمة في سوريا «سيؤدي إلى توتر الدول المجاورة بشكل كبير، والتي ستتأثر بشكل كبير أمنيا وإنسانيا»، مشيرا إلى أن العراق «أكد أنه لا يكون منطلقا لهجوم على سوريا أو تقديم أي تسهيلات في هذا الموضوع، وإنما نؤكد على الحل السلمي».
وأردف أن «العلاقات العراقية- الاميركية ستستمر في حال ضرب سوريا ولكن في هذه الفترة نحن نبذل جهودا لتفادي الحرب»، فيما كان رئيس الوزراء نوري المالكي صرح خلال لقائه ظريف أن «الطائفية لا تقل خطورة عن السلاح الكيماوي»، في حين اعتبر رئيس البرلمان أسامة النجيفي أن الهجوم على دمشق «سيشعل نارا في العراق والمنطقة».
وبالتوازي، أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي همام حمودي أن الرئاسات العراقية الـ3 (رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب) ستعقد اجتماعا طارئاً اليوم الاثنين، لمناقشة تداعيات الأزمة السورية على العراق.
موقف إيراني
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني إن طهران «تسعى إلى إقامة أفضل العلاقات مع العراق». وأضاف: «منطقتنا تعيش وضعا حساسا وينبغي أن يكون التعاون والتكاتف بين الجميع لتفادي الحرب المحتملة على سوريا». وأردف: «أولئك المصابون بقصر النظرة الذين يدقون طبول الحرب يشعلون نارا ستحرق الجميع»، على حد وصفه.
موقف بريطاني
سياسياً أيضاً، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للقناة التلفزيونية الأولى في هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» إنه «يؤمن بقوة أن العالم يجب أن يقف صفاً واحداً ضد استخدام الأسلحة الكيماوية مع استمرار النقاش الدائر الآن في الكونغرس الأميركي، لأن المخاطر الناجمة عن عدم القيام بذلك، في نظره، هي أكبر بكثير من مخاطر الرد بشكل محدد وبطريقة متناسبة ودقيقة».
وأضاف: «في حال قررت برلمانات مختلفة في العالم بأن دولها لن تقف ضد استخدام الأسلحة الكيماوية وتتخذ أي إجراء، فإن ذلك سيكون لحظة مخيفة جداً في الشؤون العالمية».
وحذّر من أن السماح بانتشار استخدام الأسلحة الكيماوية في القرن الحادي والعشرين «هو الشر الذي يجب أن نقف في وجهه بطريقة أو بأخرى»، مشيراً إلى أن القضية «تدور حول الأسلحة الكيماوية، وهي قضية أكبر من سوريا».
موقف فرنسي
بدوره، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لقناة «فرانس 3» بشأن التدخل في سوريا أن بلاده «ليست بحاجة ماديا وعسكريا لتعهد كل الدول. معظم هذه الدول ليس لديها الوسائل للقيام بذلك.
إنه دعم سياسي». وأوضح: «تحركت الامور في نهاية الاسبوع. كلما أوضحنا الوضع تحركت الامور». وأضاف إن «الدول الـ28 لم تقل (لا نريد تدخلا عسكريا معكم) بل (في العمق نؤيد تحليلكم) بعد أن شرحت وجون كيري وزير الخارجية الاميركي) الوقائع».
موقف أميركي
أميركياً، قال رئيس موظفي البيت الابيض دينيس ماكدونو إن إدارة الرئيس باراك اوباما «تخطط لكل طارئ في حال ظهور أي تبعات للضربات العسكرية الاميركية المحتملة»، رافضاً الافصاح عما إذا كان اوباما سيشن الضربات العسكرية في حال رفض الكونغرس منحه الضوء الاخضر لذلك.
زيارتان متزامنتان
يتوجه اليوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو لبحث تطورات الازمة مع المسؤولين الروس، فيما يصلها مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان بهدف إجراء مشاورات مع المسؤولين الروس حول آخر المستجدات في المنطقة سيما الأزمة السورية.