كشف الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أنه تبادل الاتصالات المباشرة، غير مسبوقة، مع نظيره الايراني حسن روحاني بشأن الوضع في سوريا، وحذره من ان تمهل واشنطن في شن ضربات على دمشق لا يؤثر على التهديدات الأميركية باستخدام القوة لمنع طهران من تصنيع أسلحة نووية.
في حين طمأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن اتفاق الأسلحة الكيماوية السورية قادر على إزالة الترسانة، فيما هاجم اثنان من اعضاء مجلس الشيوخ النافذين، بشدة، الاتفاق، معتبرين إياه دليل «ضعف».
وأعلن أوباما انه تبادل رسائل مع نظيره الايراني، وحذره من ان تمهل واشنطن في شن ضربات على دمشق لا يؤثر على التهديدات الأميركية باستخدام القوة لمنع ايران من تصنيع اسلحة نووية.
واكد اوباما في مقابلة بثتها قناة «ايه بي سي نيوز» حصول اتصال له مع روحاني، مبديا اعتقاده بأن أزمة الأسلحة الكيماوية السورية «اظهرت ان الدبلوماسية يمكن ان تؤتي بنتائج ايجابية اذا ما اقترنت بتهديدات عسكرية».
وقال اوباما ردا على سؤال عما اذا اتصل بروحاني: «لقد فعلت. هو ايضا اتصل بي. لقد تواصلنا مباشرة». وردا على سؤال عما اذا كان التواصل عبر رسائل، اجاب اوباما «نعم».
وحرص اوباما على التمييز بين سلوك الولايات المتحدة حيال مسألة الاسلحة الكيماوية السورية وتجميدها ضربتها العسكرية لصالح اتفاق مع روسيا على تأمين ترسانة النظام الكيماوية، وبين مقاربة واشنطن لملف ايران عند بلوغ طهران مرحلة متقدمة من برنامجها النووي.
وأفاد: «اعتقد ان ما يفهمه الايرانيون هو أن المسألة النووية اكبر بكثير بالنسبة الينا من مسألة الاسلحة الكيماوية». واضاف: «التهديد الذي تواجهه اسرائيل جراء ايران نووية، اقرب بكثير الى صلب مصالحنا»، معتبرا ان «التسابق على الاسلحة النووية في المنطقة من شأنه زعزعة الاستقرار بشكل كبير».
وتابع: «احسب ان الايرانيين يعرفون ان عليهم الا يستخلصوا درسا باننا ان لم نهاجم سوريا، فبالتالي لن نهاجم ايران». واشار اوباما في المقابل الى ان العبرة المستخلصة من ازمة الكيماوي السوري هي أنه «يجب ان تكون انه بالإمكان حل هذه المسائل دبلوماسيا».
موقف كيري
وفي سياق متصل، طمأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن الاتفاق الذي توصل اليه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف قادر على إزالة الترسانة الكيماوية التي يمتلكها النظام السوري.
وقال كيري للصحافيين، بعد أن أطلع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على اتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه في جنيف، إن الاتفاق «قادر تماما على نزع جميع الأسلحة الكيماوية من سوريا».
وأضاف كيري ان «روسيا قالت ان نظام الرئيس السوري بشار الأسد وافق على تقديم إحصاء بترسانته الكيماوية في غضون أسبوع».
ماكين وغراهام
في المقابل، هاجم اثنان من اعضاء مجلس الشيوخ النافذين، السناتوران الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام، بشدة الاتفاق، معتبرين إياه دليل «ضعف».
وقال السناتوران في بيان مشترك ان «هذا الاتفاق لا يفعل شيئا لحل المشكلة الحقيقية في سوريا، اي النزاع الذي اسفر عن مقتل 110 الاف شخص وهجر ملايين آخرين من ديارهم وزعزع استقرار اصدقائنا وحلفائنا في المنطقة وشجع ايران وعملاءها الارهابيين ووفر ملاذا آمنا لآلاف المتطرفين المرتبطين بتنظيم القاعدة».
واضاف ماكين، الذي كان مرشح الحزب الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية في 2008، في بيانه المشترك مع غراهام: «لا يمكننا ان نتخيل اشارة اسوأ لإرسالها الى ايران في وقت تواصل سعيها لحيازة السلاح النووي».
واعتبر البيان ان «الأسد سيستغل الأشهر العديدة التي منحت له للمماطلة وخداع العالم عن طريق استخدام كل الوسائل التي سبق وأن استخدمها صدام حسين».
إهانة للبشرية
في بيان ترحيبه باتفاق جنيف، قال باراك اوباما إن «استخدام السلاح الكيماوي في اي مكان في العالم يشكل اهانة للكرامة البشرية وتهديدا لأمن الناس في اي مكان كان».
وأضاف: «لدينا واجب الحفاظ على عالم خال من الخوف من الأسلحة الكيماوية من اجل أولادنا».