الأضرار التي سببتها العاصفة الضخمة ساندي (جرافيك)
لا تزال تداعيات الإعصار «ساندي» تلقي بظلالها على الولايات المتحدة، مع الإعلان أمس عن تسرب أكثر من مليون لتر ديزل على سواحل نيويورك بسبب تشقق في خزان مصفاة، في وقت تفقد الرئيس الأميركي باراك أوباما المناطق الأكثر تضرراً بفعل الإعصار، بينما أبقت السلطات المختصة ثلاثة مفاعلات نووية قيد الإغلاق.
وذكرت شبكة التلفزيون الاميركية «سي ان ان» امس ان اكثر من مليون لتر من الديزل تسربت الى سواحل نيويورك بعد مرور الاعصار «ساندي» بينما تستمر الجهود لتنقية المياه. ونجم تسرب حوالى 1,136 مليون لتر عن تشقق في خزان مصفاة في نيوجرزي قريبة من نيويورك وتملكها شركة «موتيفا» التي تديرها الشركة النفطية العملاقة «شل». ونظم خفر السواحل الاميركيون عملية التنظيف مع حوالى مئة رجل يقيمون سدودا عائمة لتطويق التسرب. وتعذر الاتصال بخفر السواحل و«شل» للتعليق على هذه المعلومات.
وفيما كانت العديد من البلدات والمدن على الساحل الشرقي للولايات المتحدة مشلولة بعد مرور الاعصار، استانفت الحافلات خدمتها في شوارع نيويورك، حيث اعلن الحاكم اندرو كومو ان حركة قطارات الانفاق استأنفت على نطاق ضيق. كذلك استأنف مطار لاغوارديا العمل بشكل «محدود»، فيما كان آخر احصاء يشير الى ان 19500 رحلة الغيت بسبب «ساندي». كما فتح مجلس الامن الدولي ابوابه مجددا بعدما طالته الفيضانات من ايست ريفر. ورغم هذا التحسن، فان اقساما كبرى من نيويورك، بينها عدة ناطحات سحاب في مانهاتن، بقيت بدون كهرباء فيما لا تزال المدارس مغلقة لبقية ايام الاسبوع.
مفاعلات نووية
وفي سياق متصل، قالت وزارة الطاقة الأميركية إن ثلاثة مفاعلات للطاقة النووية في شمال شرقي الولايات المتحدة ظلت مغلقة في أعقاب الإعصار. كما قالت الوزارة إن ستة ملايين شخص من عملائها لا يزالون بدون كهرباء في تلك المنطقة التي ضربها «ساندي» وغمرتها المياه. ويوجد نحو ثلثي هؤلاء في الولايتين الأكثر تضررا وهما نيوجيرزي ونيويورك. وقالت الوزارة في تقرير نشر على موقعها إنه بالإضافة إلى المحطتين النوويتين في نيويورك والثالثة في نيوجيرزي، التي تم إغلاقها، هناك محطتان أخريان تعملان بطاقة تشغيل مخفضة. وفي ولاية نيويورك، يتوقع أن يعود مفاعل «إنديان بوينت» للعمل في غضون اليومين المقبلين. وسيتم تأجيل استئناف العمل في مفاعل «ناين مايل بوينت» بسبب أعمال صيانة لا يتسنى القيام بها إلا والمفاعل مغلق. وانتشر حوالي عشرة الاف عنصر من الحرس الوطني في الولايات المنكوبة لمساعدة السلطات المحلية على اجلاء الناجين العالقين وازالة الانقاض وتقييم الاضرار من الجو.
أوباما يتفقد
إلى ذلك، تفقد الرئيس الأميركي باراك أوباما المناطق الأكثر تضررا في نيوجيرزي واطلع على آثار الدمار. وأصدر البيت الأبيض بياناً أعلن فيه عن تفقد أوباما للمناطق الأكثر تضرراً بنيوجيرزي، مشيراً إلى انه كان برفقة حاكم الولاية الجمهوري كريس كريستي، حيث التقى سكاناً وعمال الإنقاذ والإغاثة. وأكد أوباما بعد الجولة ان «التركيز سينصب الآن على الولايات الأكثر تضرراً من ساندي وخاصة نيوجيرزي ونيويورك»، مؤكداً «القلق من بعض الأوضاع في كونيكتيكت وغرب فيرجينيا حيث تساقطت الثلوج ومنعت من الوصول إلى بعض الأماكن». وإذ أشار إلى «العمل على توفير الإمدادات اللازمة من مياه ومولدات كهرباء وسيارات إسعاف»، شدد على ان «أمامنا الكثير من العمل، ولا أريد أن يظن أحد ان عملية التنظيف ستتم بين ليلة وضحاها، بل يجب أن تكون التوقعات واقعية».
طلب نيويوركي
طلبت ولاية نيويورك من الحكومة الاتحادية أمس دفع جميع تكاليف إزالة آثار «ساندي» ودفع تكاليف جميع الأضرار. وقال حاكم نيويورك أندرو كومو إنه يطلب من الرئيس باراك أوباما دفع التكاليف بالكامل والتي تقدر بنحو ستة مليارات دولار في وقت ما زالت ميزانيات الولاية وأجهزة الحكم المحلي تعاني من ضغوط بسبب ضعف الانتعاش الاقتصادي. ويخالف ذلك ما حدث العام الماضي عندما دفعت الحكومة الاتحادية 75 بالمئة فقط من خسائر قدرت بنحو 1.2 مليار دولار دفعتها نيويورك لإزالة آثار الإعصار «ايرين».
استئناف الحملات الانتخابية وأوباما يتقدم
استأنف المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية مت رومني والرئيس باراك اوباما حملتيهما الانتخابيتين، مع اظهار استطلاعات الرأي تقدم الأخير بعد إدارته لملف الإعصار «ساندي».
واستأنف رومني حملته في ولاية فلوريدا التي تعتبر من الولايات الحاسمة، وتوجه ايضا بكلماته الى المنكوبين على بعد مئات الكيلومترات شمالا. وقال رومني امام حشد ضم حوالى الفي شخص في مطار في تامبا: «اذا كان لديكم دولار او اثنين اضافية، رجاء تبرعوا بها وابقوا الناس الذين تضرروا من العاصفة في افكاركم وصلواتكم». أما أوباما، فاستأنف حملته بزيارة ولايات نيفادا وكولورادو وويسكنسون.
استطلاعان للرأي
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «إبسوس» لحساب وكالة «رويترز» أن أوباما ورومني متقاربان في أربع ولايات من أشد الولايات تنافسا في الانتخابات التي تجرى الاسبوع المقبل لكن أوباما متقدم بشكل طفيف في اثنين منها. وأظهر الاستطلاع أن أوباما متقدم بثلاث نقاط مئوية في ولاية أوهايو ونقطتين في ولاية فرجينيا. والمتنافسان متساويان تماما في ولاية فلوريدا بينما يتقدم رومني بنقطة مئوية واحدة في ولاية كولورادو. كما كشف استطلاع آخر أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «أي بي سي» أن غالبية الناخبين الاميركيين يصفون معالجة اوباما لأزمة الاعصار بأنها «ممتازة» او «جيدة». وذكر الاستطلاع ان ما يقارب الثمانية من اصل عشرة ناخبين يقولون ان اوباما قام بدور «ممتاز» او «جيد» فيما يخص بتعامله مع تبعات الاعصار. وبين أن غالبية المقترعين أعطوا اراء ايجابية ازاء تعامل الحكومة الفيدرالية بشكل عام مع الاعصار كما أوضح ان ثلثي مؤيدي المرشح الجمهوري يقولون ان اوباما «يقوم بعمل جيد في هذا الامر». وقال 70 في المئة ممن ينظرون إلى أوباما بشكل سلبي إن تعامله مع أزمة الإعصار «كان إيجابياً».