يواجه سكان المنطقة الشمالية الشرقية من الولايات المتحدة مشكلة جديدة في الوقت الحالي بعد أن حالفهم قدر كاف من الحظ اذ لا يزال لديهم مأوى بعد أن ضرب الإعصار ساندي منطقتهم، لكن الرئيس باراك أوباما، الذي يخوض 72 ساعة صعبة، تحرّك بسرعة لتخفيف حدة النقص في الوقود وعبر مخزونات وزارة الدفاع.
وتتمثل المشكلة في نقص زيت التدفئة وتكرار انقطاع الكهرباء على نطاق واسع مما يعني أن بعض السكان قد يعانون من البرد مع بدء حلول الطقس الشتوي.. وبالفعل، بدأت ملامح هذه الأزمة في اصطفاف طوابير أمام محطات التزود بالوقود.
وثمة موجة برد في منطقة مدينة نيويورك حيث من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة الصغرى اليومية إلى ما يتراوح بين درجتين وأربع درجات مئوية منتصف الأسبوع الماضي تثير مخاوف من أن سكان المناطق المتضررة في نيويورك أو نيوجيرزي أو كونيتيكت قد يفتقرون إلى التدفئة في الوقت الذي تتعافى فيه تلك المناطق من آثار أحد أسوأ العواصف في تاريخ الولايات المتحدة. واضطر بعض موزعي زيت التدفئة في منطقة نيويورك بالفعل إلى ترشيد إمدادات الوقود التي تستخدم في نحو 5.8 ملايين منزل بالمنطقة الشمالية الشرقية أكبر سوق لزيت التدفئة في العالم. وفي بعض المناطق المتضررة من الإعصار توقف توزيع إمدادات وقود التدفئة تقريبا.
وتوزع إمدادات زيت التدفئة عبر قافلات من شاحنات النقل على غرف التدفئة بآلاف المباني السكنية والتجارية. غير أن الإمدادات تضاءلت في الكثير من مراكز التوزيع الجمعة بمدينة نيويورك ومناطق في نيوجيرزي. علاوة على ذلك انقطعت الكهرباء عن نحو 3.5 ملايين وحدة سكنية وتجارية على طول الساحل الشرقي. وفي حين أن هذا العدد سيقل على الأرجح في الأيام المقبلة فإن أولئك الذين يعانون من انقطاع الكهرباء ويستخدمون وقود التدفئة لن تكون أمامهم سوى خيارات محدودة لتجنب البرد.
ومن المستبعد أن تساهم محاولات الحكومة الرامية إلى تفادي نقص الوقود من خلال الاستعانة بالاحتياطات الاستراتيجية من زيت التدفئة في تقديم الكثير من المساعدة إذا ما قورنت بحجم المشكلة التي يواجهها الموزعون. فهناك أنباء تفيد بأن الحكومة الأميركية ستطلق نحو 48 ألف برميل من الديزل الذي يحتوي على نسبة ضئيلة للغاية من الكبريت من احتياطيها من زيت التدفئة المخصص لحالات الطوارئ في المنطقة الشمالية الشرقية في خطوة من المرجح أن تساعد على تعويض معدل الطلب المرتفع لوقود الديزل. غير أن هذه الكمية لا تعادل سوى ثماني ساعات من استهلاك زيت التدفئة في أوقات الذروة بفصل الشتاء في ولاية نيويورك وفقا لتقديرات رويترز.
تراجع بـ 45%
وحتى قبل الإعصار ساندي أشارت بيانات الحكومة الأميركية إلى أن مخزونات نواتج التقطير التي تتضمن زيت التدفئة ووقود الديزل تراجعت بنسبة 45 في المئة عن متوسط حجمها على مدار خمسة أعوام على طول الساحل الشرقي في الأسبوع المنتهي في 12 أكتوبر وهو أدنى مستوى لها منذ منتصف العام 2008.
توفير ملايين الغالونات
ولمواجهة هذه الأزمة التي قد تتحوّل كارثة، أمر الرئيس أوباما وزارة الدفاع بتوفير 38 مليون غالون من وقود الديزل و 45 مليون غالون من البنزين إلى المناطق التي نفد منها الوقود أو لا توجد بها كهرباء لتشغيل المضخات.
ضحايا ساندي
109
ارتفعت حصيلة القتلى جرّاء إعصار ساندي إلى 109 بعد أن سجّل سقوط أربع ضحايا إضافية في بنسلفانيا واثنتين في مدينة نيويورك، فيما حذر الحاكم مايكل بلومبيرغ من أن ترتفع الحصيلة مجدداً.
وارتفعت حصيلة الضحايا في نيويورك إلى 41 حوالى نصفهم في جزيرة ستاتن وقال بلومبيرغ إن بينهم شقيقان سحبتهما العاصفة من ذراعي والدتهما، وحذر من احتمال ارتفاع حصيلة الضحايا مع استمرار عمليات البحث والإغاثة.
وكانت نيوجرسي ثاني أكبر المتضررين من العاصفة حيث سقط فيها 22 قتيلاً تليها بنسلفانيا بـ12 ، وميريلاند بـ11 ، وباقي ولاية نيويورك ثمانية، ووست فرجينيا أربعة، مثلهم في كونيكتيكت، أمّا في فرجينيا فقضى اثنان وكذلك مثلهم في نورث كارولاينا، وواحد في بورتوريكو.
وكان 69 قتلوا في الكاريبي بينهم 54 في هايتي و11 في كوبا.