أكد إبراهيم بن كرم المدير التنفيذي التجاري في مجموعة بريد الإمارات، أن الأخيرة بصدد إعداد خطة توسعية لزيادة عدد المكاتب والخدمات التي تقدمها، ستنفذ خلال الأعوام المقبلة، لمواكبة الطلب الناتج عن فوز إمارة دبي باستضافة معرض إكسبو 2020، الذي سيستضيف نحو 250 دولة و20 مليون زائر، خلال فترة انعقاده، مشيرا إلى تشكيل فرق عمل متخصصة لبلورة ملامح ومتطلبات تلك الخطة التي سيلازمها ارتقاء في حجم ونوعية الخدمات.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته مجموعة بريد الإمارات للإعلان عن الإحاطة الإعلامية الأولى لها، تماشيا مع المبادرة الحكومية التي وجه بتنفيذها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في إطار سعي الحكومة الاتحادية لتبني أفضل ممارسات الاتصال الحكومي وطرح المواضيع التي تشغل الرأي العام المحلي والدولي، وبما يسهم في تعزيز آلية التواصل المباشر مع وسائل الإعلام.
وتطرقت الإحاطة إلى عدد من المواضيع ذات الصلة بالمجموعة، ومؤسساتها (وول إستريت للصرافة، مركز الوثائق الإلكتروني، وامبوست).
وأوضح بن كرم أن بريد الإمارات هو الوحيد بين دول المنطقة الذي يحقق أرباحا، من الخدمات التي يقدمها، وهو عضو فعال في لجنة الاستثمار في اتحاد البريد العالمي، مشيرا إلى ان المؤسسات الاخرى المنضوية تحت لواء البريد أسهمت إلى حد بعيد في تحقيق هذا التميز والربح، خصوصا في ظل المنافسة الشرسة من وسائل التقنية الحديثة والمصادر الأخرى التي توفر الخدمة بدون رسوم أو قيود.
ونفى في الوقت ذاته وجود أية نية لرفع رسوم الخدمات البريدية، أو الاشتراكات السنوية للأفراد والشركات، وقال ان المجموعة حريصة على تعويض التكاليف المستحقة من خلال الاجتهاد في الحصول على عروض جيدة برسوم أقل من قبل شركات الشحن والطيران.
أبرز التحديات والشكاوى
وعن التحديات التي تعترض عمل المجموعة، والشكاوى التي تستقبلها من جمهور المتعاملين، قال بن كرم إن جلها يتركز في فصل الصيف، بالتزامن مع زيادة الطلب على شركات الطيران، وتخصيص غالبية رحلاتها لنقل الركاب بدل الطرود والشحن، الأمر الذي يتسبب في تأخير توصيل بعض الإرساليات، وزيادة التكاليف المترتبة على ذلك، لافتا إلى ان "البريد" يحرص على عقد اتفاقيات مع شركات طيران من اجل الحصول على عروض جيدة تجنبهم فرض رسوم إضافية على "الزبائن".
وبشأن المؤسسات والدوائر الحكومية وغير الحكومية التي تفرض على الجمهور دفع رسوم مقابل توصيل معاملاتهم قال المسؤول نفسه: نحن حريصون على التواجد بخدماتنا في كل الدوائر والمؤسسات سواء الخاصة منها أو العمومية من اجل الوصول إلى اكبر شريحة من الناس، علما أن خدمة امبوست ليست إجبارية، لكنها قد تصبح كذلك، بأوامر وقرارات من بعض المؤسسات التي تفضل توصيل معاملات الجمهور من خلال هذه الخدمة، لأسباب خاصة بها كعدم وجود عدد كاف من الموظفين لمتابعة وتسليم تلك المعاملات المنجزة للمراجعين، إضافة إلى أن بعض الجهات تحصل على نسبة من خدمات التوصيل يتم تحديدها عند عقد الاتفاقية ما بينها وبين البريد.
كما أكد على حرص المجموعة على مد جسور التعاون مع وسائل الإعلام وتوفير كل ما تحتاجه من معلومات وبيانات حول القضايا التي تدخل ضمن اختصاصاتها، وعلى إيحاد آلية تواصل مباشرة ودورية وشفافة معها، مشيرا إلى أن المجموعة تركز في الإحاطة على قضايا تستحوذ على قدر كبير من اهتماماتها لارتباطها برؤيتها التي تمثل الريادة والإبداع محلياً وعالمياً في مجال الخدمات البريدية واللوجستية والمالية.
وشدد على الالتزام بالعمل الدؤوب لتوفير باقة متنوعة من الخدمات البريدية المتكاملة وخدمات التوصيل السريع والشحن والخدمات المالية المتخصصة لعملائه من الأفراد والشركات بالاستخدام الأمثل لموارده البشرية والمالية والتقنية وفقاً لأفضل معايير الجودة والتميز من خلال شبكة مكاتبنا المحلية والعالمية .
عن المجموعة وإنجازاتها
وأوضح بن كرم أن المجموعة هي مؤسسة اتحادية تضم شركتين هما مركز وول إستريت للصرافة المتخصص بالحلول المالية، ومركز الوثائق الإلكتروني المتخصص بتوفير الحلول للشركات، إضافة إلى إدارة كل من الوحدتين التشغيليتين بريد الإمارات وإمبوست.
وأضاف أنه وفي شهر فبراير من العام 2012 أصبح مركز "وول إستريت" للصرافة مملوكاً بالكامل لمجموعة بريد الإمارات بعد الاستحواذ على الحصة المتبقية وهي 40%، لافتا إلى أن هذه "الوحدة" قدمت خدماتها على مدى أكثر من 30 عاماً، وتمتلك حالياً فروعاً في كافة إمارات الدولة وتقدم لعملائها خدمات متنوعة فيما يخص تحويل الأموال وصرف العملات الأجنبية، كما يوجد أفرع في المملكة المتحدة وأخرى في هونغ كونغ.
وعن شركة "مركز الوثائق الإلكتروني" أوضح بأنها قائمة على الشراكة الاستراتيجية بين "مجموعة بريد الإمارات" و"آبا للإلكترونيات"، وتعمل في مجال الطباعة ومعالجة وتجهيز المواد البريدية وتقديم خدمات متكاملة للشركات والمؤسسات الكبرى.
وأضاف المدير التنفيذي التجاري للمجموعة أن بريد الإمارات تقدم الخدمات البريدية الأساسية، إلى جانب باقة من الخدمات غير البريدية المتنوعة مثل الخدمات الحكومية، الخدمات المالية، خدمات السفر وخدمات دفع الفواتير، وذلك من خلال شبكة مكاتب تصل إلى 116 مكتبا بريديا تغطي 57 خدمة يقدمها الموظف الشامل.
كما تحدث عن "أمبوست" قائلاً: تعتبر ثاني أكبر مشغل للتوصيل السريع في الدولة، ولديها شراكة استراتيجية على المستوى العالمي مع "دي اتش ال" و"فيديكس"، لافتا إلى خدمة "إيزي ميل"، تهدف إلى توصيل البريد الوارد إلى صناديق البريد إلى مواقع الشركات في الدولة، ويبلغ عدد المشتركين في هذه الخدمة أكثر من 1300 عميل.
توفر امبوست خدمة النقل البري لتوصيل إرساليات بريد الإمارات إلى أكثر من 120 موقعاً يومياً.
خدمة الصومال
واعتبر بن كرم بأن عودة الخدمات البريدية إلى الصومال بعد توقف دام 23 عاماً، يعد إنجازاً عالمياً للمجموعة يسهم في عودة الحياة إلى تلك البلاد، مشيرا إلى أن الإمارات كانت سباقة للتواصل مع بريد تلك الدولة، من خلال التعاون والتنسيق مع اتحاد البريد العالمي الذي اختار الإمارات للقيام بهذه المهمة لأسباب تتعلق بموقعها الاستراتيجي باعتبارها مركزاً رئيساً لإعادة التصدير، إضافة إلى احتضانها لشركات طيران عالمية، في وقت قال فيه إن خدمة الطرود السريعة التي يقدمها بريد الإمارات حققت قفزة كبيرة في حجم إرساليات الطرود البريدية إلى 179 وجهة عالمية، بعد ان أصبحت الدولة مركزاً لتجميع الإرساليات والمبتعثات والطرود من جميع دول العالم وإعادة إرسالها إلى شبه القارة الهندية وافريقيا والدول العربية.
وأعرب إبراهيم بن كرم عن سعادته بإصدار بريد الإمارات أكبر طابع بريدي في العالم وفق موسوعة غينيس للأرقام القياسية الذي يأتي تكريماً وتخليداً (لأم الإمارات) سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وفوز طابع "بريد الإمارات" عن شجرة الغاف بالمركز الثالث في "مسابقة أجمل طابع"، التي أقيمت مؤخراً في مقر هيئة البريد النمساوي في العاصمة فيينا.
كما تم في هذه السنة توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والمجتمعية لضمان المزيد من الشركات الاستراتيجية ومنها مع دائرة الأراضي والأملاك، جمعية دبي التعاونية لصيادي الأسماك، هيئة تنمية المجتمع ومصرف أبوظبي الإسلامي وغيرها من الشركات.
تأخير توصيل بطاقات الهوية
عزا ابراهيم بن كرم مشكلة التأخير في توصيل الهوية الوطنية لأصحابها، وظهور ازدحام للمراجعين في بعض المكاتب البريدية، إلى إصرار المراجعين على استلامها منذ الساعات الأولى لاستلامهم الرسائل النصية التي تصلهم من هيئة الهوية لإخبارهم بصدورها، وحثهم على المراكز المحددة مسبقا لاستلامها، إضافة إلى تفضيلهم الذهاب إلى تلك المكاتب في فترات الذروة، لا سيما من الساعة التاسعة صباحا وحتى الواحدة ظهرا.
وقال في سياق رده على سؤال "البيان"، ان الكثير من المراجعين يصرون على استلام بطاقة الهوية خاصتهم من المكاتب الرئيسية، وفي أسرع وقت من ساعة علمهم بصدورها، داعيا أفراد الجمهور إلى اختيار مكاتب فرعية غير الرئيسية وقت طلب الخدمة في مكاتب الطباعة، من أجل الحصول على البطاقة، وعدم التوجه للاستلام في الساعات الاولى من وصول الرسائل النصية الإلكترونية عبر الأجهزة الخليوية.
تجديد البنود
لفت ابراهيم بن كرم إلى ان بريد الإمارات جدد بعض البنود الواردة في الاتفاقية مع هيئة الإمارات للهوية، من بينها تمديد فترة بقاء بطاقة الهوية داخل مكاتب البريد وعدم إعادتها إلى "الهيئة " مرة ثانية إلا بعد أسبوعين، بدل أسبوع واحد مثلما كان الحال حتى وقت قريب، في خطوة تهدف إلى منح المتعاملين مزيداً من الوقت والطمأنينة لاستلام بطاقات الهوية، وعدم التسبب بازدحامات في مكاتب البريد.
وشمل التعديل كذلك، توصيل بطاقات الهوية لأصحابها في الشركات التي يعمل فيها خمسون موظفاً فأكثر، في مسعى لتقليل عدد البطاقات الواردة إلى المكاتب، وإذابة جمود التكدسات الناجمة عن المراجعين، وتوفير خدمة جيدة للجمهور والوصول اليهم في أماكن عملهم قدر المستطاع، مع إمكانية تحديد العميل للمكاتب الفرعية التي لا تشهد ازدحامات، من اجل الحصول على "هويته" منها.
وأوضح ان مكاتب البريد سلمت خلال السنوات الثلاث الماضية ما يقرب من 9 ملايين بطاقة هوية لأصحابها، بواقع 25-28 ألف بطاقة يوميا، وأن الموظف المسؤول عن التسليم يوزع نحو 200-400 بطاقة خلال فترة عمله كل يوم.