قتل عشرات المدنيين السوريين أمس في غارات جوية جديدة بالبراميل والحاويات المتفجرة نفذها جيش النظام على مدينة حلب في شمال سوريا، في تصعيد متواصل لليوم الثالث على التوالي، في وقت أكدت الأمم المتحدة رسميا أن المؤتمر الدولي الهادف للتوصل إلى حل للنزاع، والذي اصطلح على تسميته «جنيف 2»، سيعقد في بلدة مونترو السويسرية، تزامناً مع اجتماع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وضع اللمسات الأخيرة على خطة التدمير المزمعة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن 15 شخصا بينهم طفلان وفتى وسيدة قتلوا في قصف بالطيران الحربي على مناطق في حي الشعار في شرق حلب. وكان المرصد أفاد عن مقتل 13 شخصا في حصيلة أولية. كما قتل ثلاثة أشخاص في قصف الطيران الحربي على حي المعادي، وتعرض حيا القاطرجي وضهرة عواد كذلك لقصف جوي. وتقع هذه الأحياء في الجهة الشرقية من مدينة حلب. وتقع غالبية مناطق سيطرة المعارضين في شرق حلب، في حين يسيطر النظام إجمالا على الأحياء الغربية.
تصعيد غير مسبوق
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن أمس إن «ثمة تصعيدا واضحا في استهداف المناطق التي تسيطر عليها الكتائب المقاتلة في حلب، وهدفه على ما يبدو خلق الذعر بين السكان في هذه المناطق»، مضيفاً أنه «عادة ما يكون القصف المتكرر ناتجا عن نية النظام التقدم»، لاسيما أن غالبية الأحياء المستهدفة تقع «على تماس» مع مناطق يتواجد فيها النظام.
ومع استمرار النزاع الذي أودى بأكثر من 126 ألف شخص، أكدت الأمم المتحدة رسميا أمس أن المؤتمر الدولي الهادف للتوصل إلى حل للنزاع، والذي اصطلح على تسميته «جنيف 2»، سيعقد في بلدة مونترو السويسرية.
وقالت الناطقة باسم الموفد الدولي إلى سوريا خولة مطر إن المؤتمر «سيعقد في مونترو لأسباب لوجستية»، وذلك بسبب إشغال الفنادق في جنيف خلال فترة عقد المؤتمر المحدد في 22 يناير المقبل، مضيفة أن «أعمال المؤتمر ستتوقف لبعض الوقت بعد ذلك»، على أن «تستأنف في 24 يناير في قصر الأمم مقر الأمم المتحدة في جنيف»، حيث سيعقد وفدا النظام السوري والمعارضة لقاء ثنائيا لبدء مفاوضات السلام في حضور الابراهيمي.
تنسيق كردي
وفي سياق التحضير للمؤتمر، تشهد مدينة اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق اجتماعات للأطراف الكردية السورية تبحث مسألة توحيد الخطاب خلال مؤتمر جنيف-2، وذلك بإشراف رئيس الإقليم مسعود بارزاني.
ووقعت مؤخرا خلافات بين المجلس الوطني الكردي السوري الذي يشكل جزءا من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ومجلس الشعب لغربي كردستان، وصلت إلى حد القطيعة بعد إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يمثل التيار الرئيسي في مجلس الشعب لغربي كردستان، تأسيس إدارة محلية بشكل منفرد في شمال سوريا.
من جانبها، أعلنت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا أنها ستنشر غدا الخميس تقريرا حول الاختفاء القسري في البلاد.
لمسات أخيرة
إلى ذلك اجتمعت المنظمة المكلفة الإشراف على تدمير الأسلحة الكيماوية السورية أمس لوضع اللمسات الأخيرة على خطة التدمير على رغم ازدياد احتمالات التأخير.
وتنص خارطة الطريق لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية على تدمير الترسانة السورية حتى 30 يونيو لكن التقدم في هذه العملية قد شهد بعض التأخر من جراء مشاكل أمنية تواجهها في سوريا التي تشهد حربا دامية.
وكان مدير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أقر الأسبوع الماضي بإمكان حصول «تأخر طفيف» في تطبيق خطة التدمير.
وأتاح اجتماع أمس للمجلس التنفيذي للمنظمة التأكد من التفاصيل الأخيرة لهذه الخطة، التي اتضحت خطوطها العريضة حتى الآن لأن عددا من البلدان كشفت عن مقترحاتها للمساعدة.
فقد وافقت الولايات المتحدة على ان تأخذ على عاتقها قسما من عملية التدمير سيجرى في المياه الدولية على سفينة للبحرية الأميركية هي م.ف كاب راي.
وستواكب سفن دنماركية ونرويجية سفينتي شحن محملتين بحاويات لمكونات كيميائية من مرفأ اللاذقية إلى مرفأ آخر تنقل منه الى السفينة كاب راي.
موعد محدد
يفترض أن تغادر العناصر الكيماوية الخطرة الأراضي السورية في 31 ديسمبر، حسب الموعد المحدد الذي بات يسمى «الموعد الهدف» الذي وضعته المنظمة. وأكدت مصادر قريبة من الملف أن هذه الأهداف لن تتحقق على الأرجح. وأعلنت وزيرة الخارجية الإيطالية ايما بونينو ان إيطاليا «عرضت استخدام مرفأ للنقل» لكن الأسلحة الكيماوية «لن تدخل الأراضي الإيطالية». أ.ف.ب