Quantcast
Channel: IPTV Flash News
Viewing all articles
Browse latest Browse all 34185

هيكل: مصر جديدة تتشكل محاطة بالنار

$
0
0

أكد المفكر العربي المصري محمد حسنين هيكل، في الجزء الثاني من حواره الذي عُرض مساء أمس على قناة «سي بي سي» مع الإعلامية لميس الحديدي، ضمن سلسلة حلقات مُتجددة بعنوان: «مصر أين وإلى أين؟» أن مصر جديدة في طور التشكيل، بعد ما مرت به من أحداث، معتبراً أنها محاطة بأعمدة من نار تلتهب، كما تطرق إلى وضع العالم في 2013 و2014، مشيراً إلى أنه يبدو من دون قيادة لأول مرة، حيث لفت إلى أن واشنطن لم تحتمل كلفة الدور القيادي، كما عرج على الوضع العربي والإقليمي، مبدياً إعجابه وتأثره بطاقات شباب الإمارات خلال زيارته إلى الدولة مؤخراً.

وتحدث هيكل في الأسبوع الثاني من المقابلة مع «سي بي سي» مساء أمس، عن وضع مصر، وحلل مستقبلها مع نهاية 2013، قائلاً: «أعتقد أول شيء، أن هناك فوضى. مصر ليست هي الموجودة قبل 25 يناير، وليست هي الموجودة قبل 30 يونيو، وثمة مصر جديدة بشكل ما تتشكل، وأعتقد أن هذا أمل». كما تحدث هيكل عن ثورة 30 يونيو، قائلاً:

 «صحيح أنها فارقة، لكنها في لحظة خطر رهيبة. فالمنطقة المحيطة بمصر الآن كلها أعمدة نار تلتهب، ومصر مطالبة بأن تقف على قدميها». وأكد أنه «من مزايا ما حدث في مصر في 2013، أن مصر عادت إلى مدنيتها بشكل أو بآخر»، قائلاً: «ما يقلقني الآن من مسألة مدنية الدولة، تصفية الحسابات المصاحبة لمدنية الدولة باستمرار في أوقات التغيرات الكبرى، وهذا كان موجوداً في الثورة الفرنسية والروسية والإيرانية». ولفت إلى أن «الجماعات الإرهابية التكفيرية ستبقى موجودة لفترة ما، وسوف يستمر الدعم الدولي الذي يقدم لها بشكل خفي مالي واستخباراتي».

ونوه بأن ما فعله الرئيس المصري المعزول محمد مرسي «يفوق في جلله ما حدث في فضيحة ووترغيت، حينما وقف معلناً قطع العلاقات مع سوريا وضرب سد النهضة». وفي ما يتعلق بالضغوط الأميركية، أفاد أن «الإخوان المسلمين كانوا ضمن أدوات الاستحواذ الأميركي، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري يسعى إلى التبرير، أو على الأقل بدأ يكتشف أن الإخوان غير قادرين على الحكم».

الجامعة والعرب

وتحدث هيكل عن الجامعة العربية، مؤكداً أنها «لو سقطت، فإن العرب لن يستطيعوا إنشاء شيء آخر، فهي مشروع لنظام عربي، وليست مشروعاً كاملاً، بل أمل لم ينفذ». وشدد على «قدرة مصر وجيرانها العرب على فعل شيء في هذه التحولات التي تشهدها المنطقة»، قائلاً إن «مصر بالتعاون مع دول مثل الجزائر ودول الخليج..

وهي الدول المليئة بالشباب، قادرة على أن تجري مشاورات بين القادرين والراغبين والمستعدين للبحث في إمكانية إنقاذ شيء من العالم العربي، قبل أن يغرق كله، واستعادة بعض إرادة الفعل الموحد بشكل ما، فضلاً عن مواجهة الاختراقات الموجودة، ومواجهة العالم بصوت عربي عاقل».

وأردف: «أما الخليج، فلا بد أن أعترف أني متأثر جداً بالشباب الظاهر هناك، الذين رأيتهم في الإمارات». وتابع هيكل: «من واجب القاهرة خلال العام الجديد، بحث كيفية جمع شتات العالم العربي»، مستطرداً: «لا أحد بمفرده يمكنه صنع شيء، ولا بد أن تقف مصر وأن تنادي العالم العربي بما بقي فيه من أمل، لتكون نواة إرادة وأمل تصنع بداية طريق 2014».

الدور الأميركي

وقال هيكل إن «القوة الأميركية التي كانت متصدية لقيادة العالم على طريقتها وأسلوبها وبكل ما نعترض عليه أو نوافق، اتخذت قراراً استراتيجياً أنها لا تستطيع، وبالتالي، نحن أمام عالم، ولأول مرة، من دون قيادة أو مايسترو، وهذا سيتضح في عام 2014».

وأكد أن «القرار بانسحاب واشنطن من دور القيادة، أو إذا صح التعبير من دور المنظم لشؤون العالم، شأنه شأن أي مشروع. فعندما تزيد تكاليفه عن أرباحه، لا بد أن تفكر بشكل ما، والأميركيون بعقلية عملية جداً، وجدوا أن تكاليف الدور القيادي في العالم لا يمكن أن تُحتمل، وكان لديهم حذر المغامر الذي يتمتع به التاجر الشاطر عندما أدرك عند لحظة معينة أنه لا يستطيع أن يُكمل هذا الدور». وأوضح هيكل أن «التراجع الأميركي لم يبدأ دفعة واحدة، حيث استغرق وقتاً طويلاً جداً»، قائلاً: «أظن أن ذروة الإمبراطورية الكبرى كانت في عهد أيزنهاور بعد الحرب العالمية الثانية..

وأعتقد أن الحلم الأميركي أخذ يتحرك بشكل كبير، من دون أن يدرك أحد أن اغتيال كنيدي هو النقطة الفاصلة». واستطرد أن اتفاق كامب ديفيد للسلام «لا يعتبر إنجازاً، فمشكلة الشرق الأوسط لا تزال قائمة، بل تزداد تعقيداً، وسيناء شاهد على ذلك». وتابع: «أعتقد أن كارتر أضر بالرئيس السادات كثيراً، والرئيس السادات اعتمد أنه سيجرى انتخابه لفترة أخرى..

وأنه سيعوضه عما أعطاه من تنازلات في الفترة الانتخابية الثانية، وأنا أعتقد أن جزءاً من دماء السادات على كاهل كارتر نفسه، لأنه ضغط عليه أكثر من اللازم، وأخرجه من عباءة مستشاريه، حيث إنهم جميعهم كانوا ضده». ثم تطرق هيكل إلى فترة حكم باراك أوباما، بعدما اعتبر أن سلفه جورج بوش أراد لعب دور الشرطي في العالم، قائلاً:

«أعتقد أن أوباما مثَّل تجربة بحث الولايات المتحدة عن شيء جديد، يبدو أمام العالم كبداية طازجة، تعطي أملاً أن المجتمع الأميركي يستعيد روحه في المساواة، لكني عندما تحدثت قلت: لا تعلقوا أمالاً كبيرة على أوباما». ورد هيكل على سؤال بخصوص اليد الأميركية وتدخلها في الربيع العربي، لافتًا إلى أن «صميم المشكلة الأميركية أن تجربتها قائمة على ثلاثة أمور، أولها الاستيلاء، وثانيها التوظيف، بمعنى أن يقوم آخرون بما تريده، وثالثها الاستخدام غير المباشر لآخرين بتوظيفهم في تحقيق أهداف أميركية».

القوى الجديدة

وجدد هيكل كلامه من أن العالم «أضحى بلا قائد»، قائلاً: «المشهد العام، أن هناك قوتين قديمتين كانتا تحدثان التوازن، مثل روسيا وأميركا، وأخرى تتحسس طريقها، مثل ألمانيا والصين والهند». ورداً على سؤال بشأن القوى الجديدة التي قد تطفو على المشهد الدولي خلال 2014، أجاب: «هناك قوى جاهزة وأخرى في طريقها للجاهزية..

وأنا أتصور أن روسيا الآن جاهزة للعب دور، وهي مهتمة بالشرق الأوسط، وتشعر أنه منطقة عمقها». وبشأن الدور الأوروبي في 2014، نوه بأن «أوروبا عجزت أن تصنع شيئاً، فاضطر الأسطول الأميركي والطيران أن يضرب لحسم الموقف أمام النظام الليبي». وأردف: «أنا أعتقد أيضاً أن الصين من القوى الصاعدة، والتي ستظهر بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة»، لافتاً إلى أن الصين «على موعد مع عام 2015». وتابع: «أعتقد أنه من الممكن أن تُحدث تأثيراً في التوازن العالمي من نوع جديد». وفي ما يتعلق بالهند، لفت الكاتب البارز إلى أنها «دولة قوية ونموذج».

وأوضح: «أعتقد أن أهم تحديات السياسة الخارجية المصرية خلال الفترة المقبلة، هي كيف يمكن استعادة الصين والهند، خاصة أنه في يوم من الأيام، كنا نحن والصين والهند ثلاثي موجود وبقوة». كما وصف هيكل إيران بأنها «عقدة العقدة»، مؤكداً أن في المنطقة «ثلاث دول رئيسة، هي تركيا ومصر وإيران، ثم إسرائيل على الهامش، وأيام الشاه، كان التعاون بين إيران وإسرائيل كبيراً جداً..

حيث كانت أقرب لتل أبيب أكثر منها إلينا». وأردف: «نستطيع أن نقول إن منطقة الشرق الأوسط هي الوحيدة التي لم تمتلئ بقواها الذاتية، فمثلاً في الشرق الأقصى ظهرت الصين والهند، وفي أميركا الجنوبية بدأت تعدل أمورها، وكانت إلى وقت قريب مثلنا تماماً، وظهرت قوى جديدة تقوم بتعبئة هذا الفراغ، مثل البرازيل والأرجنتين، وبالتالي، فالشرق الأوسط كان موقعة القرن».

الوضع الفلسطيني

 نفى محمد حسنين هيكل أن يكون الصراع العربي الإسرائيلي حُسم، منوهاً بأن «الشيء المهم هو الشعب الفلسطيني الذي يحمل حلماً لم يمت، فضلاً عن أمر ثانٍ، وهو أن مصر مطالبة بأن تتجه صوب الشرق، ورفض أية عزلة توضع عليها في أي وقت بحقائق الجغرافيا وبحقائق التاريخ وبحقائق المستقبل، فمصر لا يمكن أن تعيش في عزلة عن العالم العربي».

2014 عام استخدام الاستخبارات

يرى المفكر البارز محمد حسنين هيكل أن 2014 هو عام استخدام «الاستخبارات». ويقول إن «الاستخبارات بالفعل أصبحت موجودة، وباتت الدول تفضل التدخل من وراء ستار».

وبشأن هل ما كان الانترنت من أدوات النفاذ الأميركية؟ لفت هيكل إلى أن «شركة أمازون، وهي أهم شركات التكنولوجيا في الاتصال الحديث، اشترت صحيفة واشنطن بوست، وكذلك شركة مملوكة للاستخبارات الأميركية للتجسس». وتساءل: «كيف تكون هناك حدود فاصلة في العام المقبل بين ما هو معلومات صرف وما هو موجه وما هو حقيقي وبين ما هو مدسوس علينا؟» واستطرد: «أعتقد أن العالم تغير، وهذه التغيرات سوف تصل إلى مداها، وسوف تتجلى أمامنا أكثر في 2014».

مخاوف هيكل

وعن مدى إمكانية استعادة أجهزة الاستخبارات العربية دورها، قال هيكل: «أخشى من أن وكالتنا المخصصة للعمل في الخارج تحولت كلها للعمل في الداخل. ولو أخذنا الولايات المتحدة مثالا على ذلك، فإن إف بي أي مهتم بالعمل الداخلي، وسي أي إيه مهتم بالعمل الخارجي وكذلك وكالة الاتصال الدولي بالعمل الخارجي، لكن الدنيا انقلبت رأساً على عقب عندما تدخلت سي أي إيه هناك في العمل الداخلي».

وأوضح: «أخشى في العالم العربي كله وبسبب الظروف التي نمر بها ممكن أن يكون لدول عربية من الغنى ما سمح لها أن تقوم بشراء جنود من المرتزقة، وفي سوريا أخشى أن تكون أجهزة الاستخبارات المسؤولة عن العمل في الخارج انخرطت في العمل في الداخل»، مشيراً إلى أن لدى واشنطن «وسائل إضافية مستخدمة في غاية البشاعة، فعلى سبيل المثال في مصر مثلاً في عام كان لدينا 120 مليون تجسس على وسائل اتصال، وهذا معناه أنهم تجسسوا على كل شيء».


Viewing all articles
Browse latest Browse all 34185

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>