قررت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف تصنيف سيارات الإسعاف بألوان خاصة وذلك في خطوة تهدف لتطبيق أفكار إبداعية جديدة و بنفس الوقت تعريف السائقين في الشوارع العامة بنوعية المريض الموجود داخل السيارة ليتسنى لهم فتح الطريق أمامها .
وقال خليفة الدراي المدير التنفيذي للمؤسسة في لقاء خاص مع «البيان»:إن تصنيف سيارات الإسعاف حسب اللون يعتبر الأول من نوعه على مستوى العالم ، لافتا إلى ان جميع الأفكار الابداعية التي تخرج بها المؤسسة مستوحاة بالكامل من الأفكار الخلاقة للشباب المواطن بهدف التميز ليس في جودة الخدمات فحسب وإنما في جميع أعمال المؤسسة التي تتطلع لاحتلال المركز الأول عالميا خلال سنوات .
وقال الدراي وفقا للألوان الجديدة لسيارات الإسعاف فان اللون الأحمر يعني العناية الفائقة ( خطر على حياة المريض ) وبالتالي يتم تعريف السائقين ان هناك مريضا بحاجة الى المساعدة ، مما يتطلب منهم افساح المجال للسيارة دونما إبطاء لان حياة المريض وسرعة الاستجابة في العلاج تقاس عادة بالدقائق واللون الزهري يرمز الى ان السيارة مخصصة لنقل الحوامل والأخضر الغامق للسيارات المخصصة لذوي الأوزان الثقيلة 400 كيلوغرام وما فوق ، والأخضر الفاتح للسيارات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة واللون الأزرق لسيارات الإسعاف العامة .
وأضاف: قامت المؤسسة برسم صور تعبيرية على الجهة اليمنى واليسرى لكل سيارة من السيارات فمثلا العناية الفائقة تم وضع صورة على شكل قلب للدلالة على ان السيارة تقل مريضا بالقلب أوالزهري صورة لأم تحمل جنينها والأخضر الفاتح صورة ترمز لذوي الإعاقة والأخضر الغامق للأوزان والسيارات الزرقاء هي سيارات عامة.
خدمات تخصصية
وقال الدراي إن المؤسسة تخطط العام الحالي لرفع عدد خدمات الإسعافات التخصصية من 17 خدمة الى 21 خدمة، لافتا إلى ان التحسين المستمر والإضافات المتكررة على الخدمات تعطي زخما جديدا وسمعة عالمية تضاف الى مستويات رائعة من الرقي والازدهار لإمارة دبي .
وأشار المدير التنفيذي للمؤسسة إلى ان العدد الإجمالي لسيارات الإسعاف وصل حاليا الى 170 سيارة اضافة الى 6 دراجات هوائية يتم استخدامها حاليا في القرية العالمية وجميرا بيش ريزدنس ، وسيارة خاصة تم اطلاقها مؤخرا في معرض الصحة العربي تعد الاولى من نوعها على مستوى العالم لأنها تمتاز بمواصفات لا تتوفر في السيارات العادية سواء من ناحية اتساع كابينة النقل او التقنيات الموجودة بها .
واشار الى ان عدد السيارات التي تم إحلالها والسيارات الجديدة التي دخلت الخدمة خلال عام 2013 بلغ 21 سيارة ومن المتوقع ان يتم احلال عدد من السيارات العام الجاري ، لافتا الى ان العمر الافتراضي لسيارات الاسعاف هو خمس سنوات ، بعدها يتم احلال السيارة بأخرى جديدة لضمان اعلى مواصفات الجودة في السيارات .
سرعة الاستجابة
وأفاد خليفة الدراي ان سرعة استجابة إسعاف دبي لطوارئ أزمات القلب وصل إلى زمن قياسي جديد وهو ثماني دقائق فقط، إذ تحتل دبي المرتبة الرابعة آسيوياً بعد اليابان وكوريا وسنغافورة، وأنشأنا قاعدة بيانات للمرضى المصابين بأمراض القلب بالتعاون مع شرطة دبي وهيئة الصحة لتسجيل كافة البيانات المتعلقة بالمرضى وأرقام هواتفهم لتسهيل وتسريع عملية الوصول إليهم إثر حدوث أي طارئ وقال لدينا قاعدة بيانات بأعداد مرضى القلب المسجلين في هيئة الصحة وشرطة دبي وتضم حوالي 2649 مريضا ويتم تقديم الخدمات العلاجية لعدد كبير من المرضى ممن هم مسجلون ضمن قاعدة بيانات مرضى القلب في دبي، وردا على سؤال حول احتياجات المؤسسة من السيارات بعد فوز الامارة باستضافة اكسبو 2020 .
قال المدير التنفيذي للمؤسسة هذا العدد مرشح للزيادة باستمرار، إذ إننا نجدد بشكل دائم في خدماتنا، ونسعى لتوسيع أطر الخدمات التي يربو عددها إلى 17 خدمة تخصصية، ونتفوق بذلك على مؤسسات إسعافية عريقة في كندا وأستراليا وأمريكا ممن تقدم 14 خدمة فقط، وأشادت بخدماتنا هيئات دولية وأممية كثيرة، وبالنسبة لعدد السيارات المطلوبة لا نستطيع تحديده بدقة، كون التجارب والخبرات التي نمر بها يومياً تجعلنا نبتكر ونحدث، وقد نطلب عدداً أكبر من مركبات الإسعاف لأن خدمة واحدة عليها طلب أكثر من غيرها، مثل خدمة إسعاف الطفولة والأمومة والولادة.
المسعفين
وأشار إلى ان عدد المسعفين في المؤسسة يزيد حاليا عن 688 مسعفاً ومسعفة، منهم نحو 43 مواطناً يعملون فنيي طب طارئ يمثلون نحو 7.6 في المئة من العدد الإجمالي ، ويصل عدد المواطنين العاملين في المؤسسة من إداريين وفنيين ومسعفين 127 يمثلون ما يقرب من 11.2 في المئة من العدد الإجمالي.
البرامج
وردا على سؤال حول عدد الملتحقين بكليات التقنية لدراسة الطب الطارئ ، قال : يصل عددهم إلى 25 طالباً سنوياً طبقاً لاتفاقية المؤسسة مع كليات التقنية العليا أخيراً، إذ إن الاتفاقية تفتح المجال لرفد سوق العمل بكوادر وطنية مؤهلة للعمل في مجال الطب الطارئ وخدمات الإسعاف، وذلك عبر التأهيل الأكاديمي المدروس و المبني على أسس علمية.
وأضاف ان المؤسسة وضعت المؤسسة خطة متكاملة لاستيعاب الكوادر الشابة المواطنة في أعمالها تطبيقاً لاستراتيجيتها الرامية إلى تطوير وتنمية قدراتهم، وإيجاد فرص العمل المناسبة لهم والإسهام في إدماجهم في مجالات العمل المتوافقة مع خبراتهم المكتسبة، وتهدف الخطة إلى استقطاب الطلبة والطالبات أثناء دراستهم للانخراط في التدريب على أعمال المؤسسة الإدارية والفنية والميدانية لمدد تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، لإكسابهم الخبرات اللازمة، ومراقبة أدائهم أثناء ذلك، واختيار الناجحين في التدريب ممن اجتازوا الاختبارات المؤهلة للتوظيف الدائم، إذ يعتبر العنصر البشري أثمن مورد لدى الإدارة، والأكثر تأثيراً في الإنتاجية على الإطلاق.
حوافز
وردا على سؤال حول كيفية جذب المواطنين والمواطنات للعمل في مؤسسة الإسعاف قال خليفة الدراي: ان مهام رجل الإسعاف الأولى هي ان يكون أداة نجاة وسببا في صون وحماية حياة الآخرين ، ويتأهب لتقديم خدمة انسانية جليلة للأفراد ويكون انسانا فعالا ، فالمشاركة المجتمعية والتواصل والتكاتف صفة محمودة دعانا ديننا الاسلامي الحنيف ، والتطوع قيمة انسانية كبرى تتمثل في العطاء والبذل دون انتظار اي مردود ، وهذه القيم يجب بثها في أذهان وعقول أبنائنا الطلبة منذ الصغر حتى يشبوا على حب البذل والعطاء وتعلم كيف يكونوا في خدمة الآخرين ويقدموا لوطنهم واجبات أشبه بالتطوع ردا للجميل للوطن واذا حققنا ذلك سنجد الكثير من ابناء وبنات الوطن ممن يسارعون للالتحاق بهذه المهنة الانسانية النبيلة .
وأضاف تحمل المؤسسة وعيا بالغا بأهمية الكوادر البشرية وضرورة توفير الكفاءات الوطنية الكافية التي تضطلع بأداء هذه الوظيفة الإنسانية وانطلاق من ذلك تسعى مؤسسة الإسعاف لبناء الشراكات مع المؤسسات التعليمية بهدف إيجاد البرامج الدراسية التي تعزز من نطاق توطين الإسعاف وإيجاد الكوادر البشرية بشكل مستمر وفتح الافاق امام كوادر المؤسسة لمواصلة تعليمهم للمشاركة قي قيادة وتطوير العمل المؤسسي والفني لمؤسسة الإسعاف . وقال بأن المؤسسة تتكفل بمنح الطلاب الساعين لنيل درجة البكالوريوس في كلية التقنية راتباً شهرياً وقدره سبعة آلاف درهم، لتشجيع المواطنين على الانخراط في المهنة.
أهم سبب لعزوف المواطنين عن المهنة هي طبيعتها التي تتطلب القيام بأعمال شاقة ولا تقتصر على الإنقاذ فقط بل تتعدى إلى إسعاف المصابين ورعايتهم ريثما يصلون إلى المستشفيات إلى جانب العمل بنظام المناوبات الليلية، وقد وصل عدد فنيي الطب الطارئ الذين يقومون بالرعاية الأولية للمرضى، وتوفير الرعاية الصحية في مرحلة ما قبل المستشفى إلى 43 فنياً منهم 22 إناثا و21 ذكورا، وجميعهم من المواطنين.
ابتعاث
قال خليفة الدراي: ان مؤسسة الاسعاف تقوم سنويا بابتعاث عدد من فنيي الطب الطارئ الى الولايات المتحدة في دورات تدريبية وقد تم العام الماضي ايفاد 8 فنيين اربعة شباب واربع فتيات لتلقى التدريب النظري والعملي حيث تلقوا 7 دورات متخصصة الاولى في الاستجابة للكوارث والانقاذ والثانية دورة انقاذ الموجودين بالخنادق والثالثة دورة الانقاذ والنزول بالحبال من الاماكن المرتفعة والرابعة دورة انقاذ سكان المباني الآيلة للسقوط والخامسة دورة انقاذ الموجودين بالأماكن الضيقة والسادسة دورة انقاذ الاليات والمركبات والاخيرة دورة ادارة موقع الكارثة .