أعلن الجيش السوري الحر عن أسر العشرات من جنود النظام، وسيطر على كتيبة للدفاع الجوي في ريف دمشق، فيما شهدت الاحياء الجنوبية في العاصمة اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي تقوم بقصف عدد من المناطق في هذه الاحياء، تزامنا مع تعزيزات عسكرية للنظام في محيط مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا والتي استمر قصف الطيران الحربي عليها.
وافاد الجيش الحر بأنّه أسر عشرات من جنود النظام، في بلدة بيت نايم في الغوطة الشرقية لريف دمشق، في حين سيطر على كتيبة السلسبيل للدفاع الجوي وغنم منها مختلف أنواع الذخيرة، وسيطر على محطة للبث الفضائي في الريف.
ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي على الطريق الدولي دمشق- درعا قرب منطقة اللجاة بريف درعا، بعدما قطع الجيش الحر الطريق الدولي بمنع وصول تعزيزات قوات النظام لدمشق.
قصف أحياء دمشق
في الاثناء، افاد المرصد في بيانات متتالية عن قصف طال حي التضامن في دمشق حيث تدور منذ اول من امس اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية «التي تحاول السيطرة على الحي» ومقاتلين معارضين، قتل فيها امس اربعة مقاتلين. واشار الى سقوط قذيفة على منزل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين القريب من التضامن. كما تعرض حي العسالي والاحياء الجنوبية لقصف من القوات النظامية.
وتعرضت مناطق عدة للقصف ما تسبب بحسب المرصد بمقتل سبعة مدنيين، ستة منهم في مدينة داريا حيث هاجم مقاتلون معارضون حواجز للقوات النظامية، فيما «قتل 10 عناصر من القوات النظامية اثر اشتباكات مع مقاتلين اقتحموا محطة بث تلفزيوني وكلية الزراعة في قرية خاربو».
وذكرت صحيفة «البعث» السورية ان القوات النظامية «أحكمت سيطرتها على كافة احياء حرستا في ريف دمشق في انتظار اعلانها منطقة آمنة».
كمين للمعارضة
وفي الرقة، أكد الجيش الحر سقوط عشرات من عناصر الجيش السوري بين قتيل وجريح في كمين نصبه لهم عناصره، كما أفاد بوقوع انفجار ضخم وسط المدينة.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان إلى أن «انفجارا وقع صباح امس في مدينة الرقة ونجم إما عن عبوة ناسفة أو عن سيارة مفخخة. واستهدف الانفجار موكب محافظ الرقة الذي أصيب بجروح خطرة مع مرافقيه، بينما لقي ضابط وسيدة مصرعهما في التفجير».
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «بانفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية قرب كنيسة سيدة البشارة بالرقة، مما أسفر عن إصابة امرأة بجروح وأضرار»، دون أن تأتي على ذكر المحافظ.
تعزيزات عسكرية
وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، أفاد المرصد عن تعزيزات عسكرية استقدمتها القوات النظامية الى محيط مدينة رأس العين التي استولى عليها المقاتلون المعارضون الجمعة الماضي. واضاف ان طائرات حربية نفذت غارات جوية على المدينة، واوضح ان القصف طال مبنى امن الدولة الذي يحتله المقاتلون المعارضون وتجمعا لهؤلاء على طريق راس العين-الحسكة.
وقتل في القصف مقاتلان معارضان، في حين استهدف قصف مدفعي تجمعا آخر لمقاتلين يحاصرون حاجزا للقوات النظامية في اصفر ونجار في محيط راس العين.
وتعرضت مدينة معرة النعمان بمحافظة ادلب (شمال غرب)، لقصف مدفعي من القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع مقاتلين من عدة كتائب عند مدخل المدينة الجنوبي». كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محافظة دير الزور (شرق)، هاجموا مراكز للقوات النظامية في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، بحسب ما ذكر المرصد.. في وقت تجدّدت الاشتباكات بين الجانبين في مناطق عدة بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وذكرت مصادر مطلعة إن اشتباكات عنيفة اندلعت في قرية بير عجم التابعة لمحافظة القنيطرة.
وقف انتهاكات
طالبت منظمتا العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش المعنيتان بالدفاع عن حقوق الانسان ائتلاف المعارضة السورية بان تضع على رأس اولوياتها وقف «الانتهاكات» التي يرتكبها بعض مقاتليها.
وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، امس إنه يتعين على جبهة المعارضة السورية الجديدة وعلى الدول الممولة لجماعات المعارضة أو التي تمدها بالأسلحة «أن ترسل رسالة واضحة لمقاتلي المعارضة بأن عليهم الالتزام بقوانين الحرب والقانون الدولي لحقوق الإنسان، مع محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات».. في حين شدّدت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقرا لها على ضرورة ان يقوم الائتلاف الجديد المعارض «بمراقبة ومنع الانتهاكات التي تمارسها بعض جماعات المعارضة مخالفة بذلك حقوق الإنسان». وطالبت ائتلاف المعارضة الجديد «بوضع اليات لمراقبة طريقة تصرف الجماعات المسلحة المعارضة لتجنب اي ملاحقة تتعلق بجرائم الحرب والانتهاكات».