في أعقاب احتجاجات دامية في مختلف المدن والمحافظات شدّد الرئيس المصري محمد مرسي على أنّ قراراته استهدفت تحقيق استقلال السلطات الثلاث، متوعّداً من أسماهم «بقايا مبارك» بكشف الغطاء عنهم، لافتاً إلى أنّه يعمل من أجل تداول السلطة ديمقراطياً، مضيفاً أنّ من يريد المعارضة فليلتزم بالطريقة الشرعية، مشيراً إلى أنّه سيظل مع مطالب الشعب، في الأثناء استقال مساعد مرسي لشؤون التحوّل الديمقراطي سمير مرقص احتجاجاً على الإعلان الدستوري، فيما دعا الاتحاد الاوروبي مرسي لاحترام الديمقراطية.
وأكّد مرسي في كلمة ألقاها أمام مؤيدين له أمام قصر الرئاسة بالقاهرة، أّنّه يريد تحقيق استقلال السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، مضيفاً انّ «هناك من يستظلون بالسلطة القضائية ممن كانوا أنصاراً لحكومة الرئيس السابق حسني مبارك وإنه سيكشف عنهم الغطاء»، مردفاً القول: «من يحاولون أن يتغطوا بغطاء القضاء سأكشف عنهم الغطاء».
لا انحياز
وأشار مرسي إلى أنّه يعمل من أجل تداول السلطة ولا يمكن لأي فصيل أن يدعي أنه صاحب الفضل في هذه الثورة، مضيفاً: «أنا لكم جميعا ولا يمكن أن أنحاز ضد أحد من أبناء الوطن، أعمل من أجل تداول السلطة وسيرى العالم كيف تعبر مصر بإرادتكم جميعا أينما كنتم في كل الميادين والشوارع والطرقات، أتحدث إليكم وأنظر إلى الآخرين وأريد أن أكون أيضا معهم، كنت وما زلت.. وسأحفظ للمعارضة كل الحقوق».
وقال مرسي إنّه كان يتمني ألا يتم حل مجلس الشعب، مضيفا: «لا يقلقنى وجود معارضة للنظام، بشرط أن تكون هذه المعارضة في إطار الشرعية».
وأشار مرسي في كلمة لمؤيديه من أمام قصر الاتحادية: «لا خطر على أهداف الثورة، وواجبي أن أسير في سبيل تحقيقها، وسأظل مع إرادة الشعب في إطار الشرعية»، وسط هتافات مؤيديه «الشارع يريد تطبيق شرع الله».
هدم مكتسبات
وقال مرسى: «لن نسمح باستخدام المال الفاسد، الذي تمّ جمعه في ظل النظام السابق لهدم المكتسبات»، مضيفاً: «القرارات والإعلان الدستوري ليس الهدف منها الانتقام من شخص بعينه، لكن لا يمكن أن أصبر على التجاوزات».
وتساءل مرسى مستنكرا: «كيف يكون لأحكام القضاء أن تعلن قبل صدورها بأسبوعين؟» على حد قوله، مؤكدا أنه لا يمكن أن يستخدم التشريع ضد الأحزاب، أو لتكميم أفواههم أو أفراد أو مسلمين أو مسيحيين.
معارضة بلطجية
وقال مرسي إن الثوار والمعارضين الحقيقيين يختلفون عما أسماهم بـ«العيال البلطجية» الذين يضربون الشرطة في محمد محمود، وتم تأجيرهم بـ«مال فاسد» من رجال النظام السابق، وسيتم اعمال القانون عليهم بقوة.
وأضاف أنّ من يريد المعارضة عليه الالتزام بالطريقة الشرعية، وعدم تعطيل الإنتاج أو تهديد أرواح الناس، ولا يمكن أبدًا أن يقف ضد من يعبر عن رأيه بطريقة محترمة، مؤكّداً أنّه نقل سلطة التشريع لنفسه بعد حل مجلس الشعب، الذي لم يكن ومازال لا يتمنى حله، ولكنه اضطر لتحمل سلطة التشريع بعد الحل، مردفاً القول: «حمل ثقيل لم يكن يتمنى حمله، ولا يمكن أبدًا أن يستخدم سلطة التشريع ضد الأفراد والأحزاب والمعارضين».
استقالة مساعد
واحتجاجاً على الإعلان الدستوري الرئاسي، تقدّم مساعد الرئيس المصري لشؤون التحوّل الديمقراطي سمير مرقص أمس باستقالته من مهام منصبه، إذ أرسل ورقة استقالته إلى الرئاسة.
وأشار مرقص إلى أنّ استقالته لعدم استشارته من قبل الرئيس مرسي ومسؤولي مؤسسة الرئاسة في أي شيء بخصوص القرارات ولم يبلغوه بها قبل صدورها، لافتاً إلى أنّه «فوجئ بالقرارات من التلفزيون كأي مواطن»، مضيفاً أنّه قبل منصبه كمساعد للرئيس للتحوّل الديمقراطي ليلعب دوراً في عملية التحوّل الديمقراطي، مشدّداً على أنّ ما حدث من تجاهل وعدم استشارة يخالف جميع الأعراف والتقاليد والمنطق ويمثل عودة للوراء، لافتاً إلى أنّ قرار استقالته «لا رجعة فيه».
مناشدات توحّد
ورداً على ردود أفعال الشارع، دعا شيخ الأزهر أحمد الطيب المصريين إلى التوحّد من أجل إعلاء مصالح الوطن على ما عداها. وحضّ الطيب، في بيان المصريين جميعاً على الوحدة والتوافق، وإعلاء مصلحة الوطن العُليا على المصالح الشخصيَّة والآنيَّة الضيِّقة في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ مصر، وحتى نرسوا جميعًا بسفينة الوطن إلى برِّ الأمان.
وناشد شيخ الأزهر جميع القوى السياسية والحزبية على الساحة المصرية إلى نبذ الشقاق والخلاف والتناحر، وأن تسعى جاهدة إلى الالتفاف والاجتماع على كلمة سواء حتى تُدرك مصر ما فاتها لتلحق بركب الحضارة والتقدم والرفاهية.
وشدَّد الطيب على ضرورة إدراك شباب مصر عبء المسؤولية الملقاة على عاتقهم في النهضة، وأن يستمعوا لصوت العقل والحق، وأن يُغلّبوا مصلحة الأمة المصرية، ويجعلوها نصب أعينهم وفي سويداء قلوبهم، وأنْ يهجروا الخلاف والعصبية؛ فإنَّ مصر لن تقوم لها نهضةٌ إلا بسَواعد أبنائها، والشباب منهم خاصة.
دعوة أوروبية
دعا الاتحاد الاوروبي الجمعة الرئيس المصري محمد مرسي الى احترام العملية الديمقراطية غداة اعلانه الخميس مجموعة قرارات تمنحه سلطات مطلقة.
وجاء في بيان لناطق باسم وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون: «رأينا اعلان الرئيس مرسي الاخير، أهم شيء ان تكتمل العملية الديمقراطية وفقا لتعهدات السلطات المصرية بالفصل بين السلطات واستقلال القضاء وحماية الحريات الاساسية واجراء انتخابات تشريعية ديمقراطية في اسرع وقت ممكن».