دارت اشتباكات عنيفة خلال الساعات الـ24 الماضية في دمشق ومحيطها بين القوات الموالية للنظام السوري والجيش الحر في معركة تتركز على مدينة داريا التي يسيطر عليها الثوار. وقصف النظام أكثر من 100 مدرسة في العاصمة وريفها في يوم وصف بـ«نكبة المدارس»، وفيما يستعد الجيش الحر لشن هجوم على آخر معاقل النظام في ريف حلب الغربي، ساد الهدوء الحذر مدينة رأس العين بعد أيام من الاشتباكات الدامية بين مسلحين إسلاميين وأكراد.
وقال ناشطون إن قصفا عنيفا من جانب القوات الموالية للنظام استهدف مدارس متفرقة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر على امتداد أطراف دمشق. وصرح الناشط هيثم عبد الله لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأن «العشرات من المدارس استهدفت من قبل القوات النظامية في مناطق التضامن ومعضمية الشام والزبداني». وقال إن قصف القوات يستهدف تدمير المنشآت التعليمية والصحية في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في جميع انحاء سوريا. ووثق ناشطون من مركز «سانا الثورة» قصف النظام أكثر من 100 مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية في دمشق وريفها، كما حول بعضها إلى ثكنات عسكرية.
قصف داريا
في الأثناء، تعرضت مدينة داريا في ريف دمشق إلى قصف صاروخي عنيف على المناطق السكنية فيما تدور اشتباكات على المداخل المؤدية إلى المدينة. وقال ناشطون إن الجيش الحر تصدى لرتل من القوات النظامية في حي كفرسوسة ومنعتها من التوجه إلى مدينة داريا. ووقعت اشتباكات ليلا وصباحا بين القوات النظامية ومقاتلين من الجيش الحر استمرت ساعات عدة في حيي القدم والتضامن ومحيط الحجر الاسود في دمشق تخللها قصف على المنطقة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
في ريف دمشق، قصفت طائرات حربية مناطق عدة في الغوطة الشرقية، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض مدينة الزبداني في الريف للقصف من القوات النظامية. واعلن ناشطون عن اسقاط الثوار لطائرة حربية في المنطقة الشرقية من ريف دمشق.
وقال المرصد ان حلب شهدت ايضا معارك عنيفة تركزت في محيط فرع المخابرات الجوية وشارع النيل في المدينة، في حين تعرض حي الشعار للقصف من القوات النظامية.
هجوم حاسم
ويستعد المقاتلون المعارضون لشن هجوم يريدونه حاسما على كتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي التي يحاصرونها منذ اسابيع، وهي من آخر معاقل القوات النظامية في ريف حلب. وتمتد القاعدة العسكرية الضخمة على مساحة مئتي هكتار من التلال والارض الصخرية، وهي آخر مقر مهم للقوات النظامية الى غربي مدينة حلب في منطقة باتت تقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة.
وقال قائد كتيبة نور الدين الزنكي الذي يقدم نفسه باسم الشيخ توفيق والذي يشارك في المعارك في محيط القاعدة لوكالة «فرانس برس»: «نحن نحاصر الكتيبة منذ حوالي شهرين تقريبا. الوضع ميؤوس منه بالنسبة الى الجنود الـ300 او الـ400 المتحصنين فيها». واضاف: «فر منهم الكثيرون، وبينهم خمسة انشقوا هذا الصباح، واصبحوا الى جانبنا الآن». ويتابع الشيخ توفيق الذي بات يتمتع بنفوذ واسع في قبطان الجبل على بعد 25 كيلومترا غربي حلب: «بحسب ما افاد به المنشقون، فان كل العسكريين في القاعدة باتوا يدركون بان نهاية النظام اصبحت قريبة. انهم ينتظرون الفرصة لتسليم سلاحهم، الا ان قادتهم الضباط العلويين يمنعونهم من ذلك». وقال الشيخ توفيق: «عندما تسقط الشيخ سليمان، سيتحرر كل ريف حلب الغربي. وفي غضون 45 يوما، ستتحرر حلب بدورها»، مضيفا ان «سقوطها هو مسألة ايام».
وسجل الثوار تقدما على الارض خلال الاسابيع الماضية في منطقتي الشمال والشرق، اذ استولوا على مقر الفوج 46 في ريف حلب التابع للقوات النظامية، كما سيطروا قبل يومين على مدينة الميادين في محافظة دير الزور وفيها مقر كتيبة للدفاع الجوي.
هدوء رأس العين
في محافظة الحسكة، افاد المرصد بـ«هدوء يسود مدينة رأس العين (الحدودية مع تركيا) في ظل جهود يقوم بها بعض الاطراف للوصول الى مصالحة» بين المقاتلين الاكراد والاسلاميين المتطرفين الذين دخلوا المدينة في التاسع من نوفمبر بعد معارك دامية مع القوات النظامية انتهت بانسحاب هذه الاخيرة.
صدامات سابقة
وقعت خلال الايام الماضية معارك بين مقاتلين من «جبهة النصرة» ولواء «غرباء الشام» الاسلاميين المتطرفين من جهة ومقاتلين من لجان حماية الشعب الكردي التابعة للهيئة الكردية العليا التي يعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي ابرز مكوناتها من جهة ثانية. وكان المرصد افاد بحشد متبادل لقوات الطرفين في المدينة. واتفقت المجموعات الكردية الرئيسية في سوريا على تشكيل قوة عسكرية موحدة لمواجهة المقاتلين المعارضين الاسلاميين في شمال شرق البلاد، بحسب ما افاد لوكالة «فرانس برس» مسؤولون وناشطون اكراد.