وصل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، على رأس وفد من قادة الحركة في الخارج، بعد ظهر أمس إلى قطاع غزة، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 45 عاما، وسط استقبال رسمي وشعبي حافل، وإجراءات أمنية مشددة. فيما هدد الاحتلال رسميا بإلغاء التهدئة إذا دخل الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القطاع، ما يعني نيته اغتياله.
واصطف عدد كبير من قادة «حماس» وحكومتها، في مقدمتهم رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، إلى جانب العديد من قادة الفصائل والشخصيات الوطنية من ضمنهم قادة من حركة «فتح»، لاستقبال مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق، وأعضاء المكتب السياسي لـ«حماس» عزت الرشق ومحمد نصر وصالح العاروري، داخل الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وتجمع آلاف الفلسطينيين خارج المعبر مرددين هتافات ترحيب بزعيم «حماس»، الذي يزور غزة لأول مرة منذ العام 1967.
وعقب معانقته عددا من الشخصيات التي كانت في استقباله سجد مشعل على أرض المعبر هو والوفد المرافق له ، قبل أن يستأنف مصافحة الشخصيات التي كانت في استقباله.
وقال مشعل «اتمنى من الله ان يرزقني الشهادة على ارض فلسطين وعلى ارض غزة».
وأضاف، في مؤتمر صحافي مقتضب داخل معبر رفح، إن ولادته الطبيعية الأولى كانت عام 1956 والولادة الثانية عام 1997 بعد نجاته من محاولة الاغتيال التي نفذها الموساد الإسرائيلي في الأردن، «وقدر الله هذه اللحظة هي الولادة الثالثة»، متأملاً أن تكون الولادة الرابعة «يوم تحرير فلسطين».
اتمام المصالحة
وتعهد مشعل بالعمل على إنجاز المصالحة الوطنية مع حركة فتح وإنهاء الانقسام الفلسطيني. وقال، خلال كلمة أخرى في منزل مؤسس الحركة الراحل الشيخ أحمد ياسين، إن ياسين «كان عنوان المصالحة، ووعد منا أن نسير على طريق المصالحة ووأد الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية، لنكون صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال».
إلغاء التهدئة
في موازاة ذلك، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رسمياً أمس أن القاهرة أبلغتها رفض إسرائيل دخول أمينها العام رمضان شلح ونائبه إلى غزة.
وقال ناطق رسمي باسم حركة الجهاد، في بيان، «أبلغتنا الشقيقة مصر بالموقف الإسرائيلي الرافض لدخول الأخ الأمين العام الدكتور رمضان شلح ونائبه الأخ زياد النخالة، إلى قطاع غزة، وذلك للمشاركة في مهرجان انطلاقة حركة حماس، حيث كان مقرراً أن يلقي الأخ الأمين العام كلمة في هذا المهرجان». وذكر الناطق أن القاهرة أبلغتهم تهديد إسرائيل بإلغاء اتفاق التهدئة إذا دخل الأمين العام ونائبه القطاع، «بما يعني نيتها استهدافهم»، لافتاً إلى أن مصر تعاملت مع هذه التهديدات بجدية كبيرة، «لذا لم تبد استعداداً بتسهيل وتنسيق سفر الأخ الأمين العام ونائبه إلى غزة».