احتشد قرابة نصف مليون فلسطيني ومئات من النشطاء العرب والأجانب في مدينة غزة أمس، احتفالاً بالذكرى الـ 25 لانطلاق حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وانطلاق الانتفاضة الأولى 1987، حيث أكد رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل أنه «لا تنازل ولا تفريط» بأي شبر من فلسطين التاريخية، مشدداً على طي صفحة الانقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، في وقت أكد رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية على وضع استراتيجية شاملة لتحرير كامل الأرض الفلسطينية، بالتزامن مع تأكيد قيادي في الحركة أن رئيسها مشعل وأعضاء قيادة الخارج تلقوا قبل قدومهم إلى غزة تهديدات بالاغتيال.
وقال مشعل في كلمة أمام المهرجان الجماهيري الحاشد الذي أقامته حركة حماس في الذكرى الـ 25 لانطلاقها في غزة والتي تصادف ذكرى انطلاق الانتفاضة الأولى 1987: «فلسطين من بحرها لنهرها شمالها لجنوبها أرضنا ووطننا لا تنازل ولا تفريط بأي شبر او جزء منها، لا يمكن ان نعترف بشرعية احتلال فلسطين، لا شرعية لإسرائيل مهما طال الزمن.. فلسطين لنا لا للصهاينة». وأضاف مشعل «فلسطين ستبقى عربية اسلامية انتماؤها عربي، فلسطين لنا لا لغيرنا، تحرير فلسطين كل فلسطين واجب وحق وهدف وغاية». كما دعا الدول العربية لدعم المقاومة الفلسطينية وقال: «أيتها الدول العربية، المقاومة تحتاج لسلاحكم ومالكم ودعمكم السياسي والجماهيري». وأضاف مشعل أن «المقاومة هي الطريق الصحيح لاستعادة الحقوق ومعها كل اشكال النضال السياسي والدبلوماسي والقانوني، ولكن لا قيمة لهذه الاشياء بدون مقاومة». وأوضح «أيها الاسرى المحررون لن يطول الزمن حتى نخرجكم من وراء القضبان هذا العهد وهذا القسم نحن أوفياء لكم ولن يطيب لنا مقام حتى يحرر الاسرى والطريق الذي حرر بعض الاسرى هو ذات الطريق الذي سنحرر به الاسرى».
ملف المصالحة
وبشأن ملف المصالحة قال مشعل: «آن الاوان لطي صفحة الانقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، ومن يظن الانقسام مصلحة فهو مخطئ» وتابع «قادة حماس وابناؤها في الداخل والخارج يؤمنون بالوحدة والمصالحة. الانقسام كارثة وطنية. الانقسام فرض علينا من اللحظة التي رفض البعض انتخابات 2006 ومع ذلك عفى الله عما سلف، اليوم يوم النصر ويوم العزة». وأشار مشعل الى أن «الخطوة التي عملها الاخ أبو مازن في الامم المتحدة خطوة صغيرة لكن جيدة نريدها أن تكون دعما للمصالحة الوطنية وخادما للمشروع الوطني». وفي إشارة ضمنية الى سوريا، قال مشعل إن «حماس لا تساوم على المبادئ ولا تفرط بالقيم بالتالي لا تؤيد سياسة أي دولة او أي نظام يخوض معركة دموية مع شعبه فنحن مع الشعوب».
استراتيجية التحرير
من جانبه، أعلن رئيس الحكومة المقالة، إسماعيل هنية، أن حركة حماس ستبدأ وضع استراتيجية فلسطينية - عربية - إسلامية من أجل تحقيق التحرير الشامل للأرض الفلسطينية.
وقال هنية في كلمته، إنه «بعد معركة حجارة السجيل (الاسم الذي أطلقته حماس على المواجهة الأخيرة مع إسرائيل) تاريخ جديد.. سنبدأ وضع استراتيجية فلسطينية - عربية - إسلامية من أجل تحقيق التحرير الشامل للأرض الفلسطينية، لكل أرضنا الفلسطينية وعودة شعبنا». وأضاف «هذا الانتصار بداية الانكسار للاحتلال ونهاية انتشاره»، معتبراً أن «العدو لن يشهد أي تمدد على الأرض الفلسطينية أو العربية بل سيبدأ بالانحسار». ووجه هنية التحية لمصر رئيسا وحكومة وشعبا لوقفتها مع غزة في وجه العدوان، وقال: «في سنة 2008 أعلنت الحرب على غزة من القاهرة، وهذه المرة أعلن الانتصار من القاهرة»، كما توجه بالتحية إلى تونس وقطر وتركيا وكل من وقف مع الشعب الفلسطيني وقال: «النصر الذي صنع في غزة هو نصر للأمة».
وتوافد مئات الآلاف من الفلسطينيين منذ الصباح الباكر إلى ساحة الكتيبة وسط غزة، للمشاركة في المهرجان. وقبل نحو ثلاث ساعات من بدء المهرجان، غصت جنبات الساحة بالفلسطينيين الذين قدموا من مدن القطاع في حافلات ومشياً على الأقدام، ولوحوا بالرايات الخضراء والأعلام الفلسطينية.
وكان لافتاً منصة المهرجان، التي وضع عليها مجسم كبير لصاروخ «إم- 75» الذي أعلنت كتائب القسام أنها أطلقته على تل أبيب خلال المواجهة الأخيرة، فيما كانت خلفية المهرجان عبارة عن مجسم حمل اسم «حماس»، وبدا كبوابة عكا، في إشارة رمزية كما يقول أحد منفذي المنصة بأن «صواريخ القسام قد تطال عكا في المواجهة المقبلة».
ورفعت في جنبات المنصة الكبيرة، صور ضخمة لزعماء «حماس» الذين اغتالتهم إسرائيل في السنوات الماضية، منهم مؤسسة الحركة وزعيمها الروحي أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي وإسماعيل أبو شنب، وسعيد صيام، إلى جانب صور أحمد جعبري الذي فجر اغتياله في 14 نوفمبر الماضي موجة مواجهة استمرت 8 أيام انتهت باتفاق تهدئة واعتبرت حماس أنها خرجت منتصرة فيه.
تهديدات الاحتلال
وصرح عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، ان وفد قيادة الحركة في الخارج برئاسة خالد مشعل، الذي يزور غزة، تلقى تهديدات وتحذيرات إسرائيلية من عدة جهات باختراق التهدئة والتعرض له واغتياله في حال وصل إلى غزة، معتبراً أن ذلك لم يحل دون وصول الوفد.
وقال الرشق عبر فضائية الأقصى: «أبو الوليد (خالد مشعل) قال حددت زيارتي ولن أتراجع حتى لو استشهدت في أرض غزة فهذا شرفٌ لي ولإخواني»، مضيفاً «جميعنا صممنا على الشهادة وأن لا نتراجع وقلنا فليذهب نتانياهو وتهديداته إلى الجحيم».